في وقت أطلقت فيه تحذيرات علماء من أن الاستخدام اليومي للباراسيتامول، مسكن الألم شائع الاستخدام، يزيد من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية، أمرت السلطات الصحية في غامبيا، بسحب كل الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول أو البروميثازين من الأسواق، عقب وفاة عشرات من الأطفال المصابين بالفشل الكلوي الحاد بصورة غامضة.
وأفاد تقرير لوزارة الصحة في الثامن من أغسطس/ آب الماضي، بأنّ ارتفاعًا مفاجئًا في حالات الفشل الكلوي الحاد لدى أطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة أشهر وأربعة أعوام، تسبّب في وفاة ما لا يقل عن 28 منهم.
وأطلقت السلطات تحقيقًا بما حدث، مشيرة حتى اليوم إلى أنّ الأسباب المحتملة قد تكون بكتيريا الإشريكية القولونية وأدوية سائلة تحوي الباراسيتامول.
وبدأت الوزارة تشير هذا الأسبوع، إلى سبب محتمل إضافي هو أدوية سائلة مركّبة من البروميثازين.
ويشكل البروميثازين دواءً مضادًا للهيستامين يستخدم لمعالجة الحساسية والأرق الموقت.
سحب المنتجات
وأصدرت وكالة مراقبة الأدوية في غامبيا، أمس الجمعة، رسالة تذكير بكل المنتجات التي تحوي الباراسيتامول أو البروميثازين "المشتبه في أنهما تسببا في تسجيل حالات فشل كلوي حاد لدى الأطفال ووفاة عدد منهم".
ووُجّهت الرسالة إلى جميع مستوردي الأدوية وتجار الجملة وتجار التجزئة، بما فيهم المستشفيات. وجاء فيها "نظرًا لخطورة ما حصل وبهدف حماية المواطنين، ستُسحب من الأسواق المنتجات المشبوهة لكل الشركات وستبدأ العملية من منازل المواطنين".
وأكدت وكالة مراقبة الأدوية في غامبيا، أنّ "عقوبات حادة ستُطبق على المخالفين".
وفي فبراير/ شباط الماضي، توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الباراسيتامول بانتظام يمكن أن يرفع ضغط الدم بشكل كبير، وهو أحد أكبر عوامل الخطر للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بحسب صحيفة "ميترو".
وقد وجدت تجربة هي الأولى من نوعها أن أسبوعين فقط من تناول الباراسيتامول بانتظام وحوالي ثمانية أقراص يوميًا، تسبب ارتفاعًا ملحوظًا في ضغط الدم.
ووجد الباحثون أن هناك زيادة كبيرة في ضغط الدم لدى أولئك الذين يتناولون المسكنات، مقارنة مع أولئك الذين يتناولون الدواء الوهمي.
وقال البروفيسور نيليش ساماني، المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية، التي موّلت الدراسة: "إنها تؤكد على سبب وجوب مراجعة الأطباء والمرضى بانتظام لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة مستمرة لتناول أي دواء، حتى لو كان يبدو غير ضار نسبيًا مثل الباراسيتامول".
وكانت الدكتورة في الصيدلة روان عبد السلام قد أشارت في حديث سابق إلى "العربي" إلى أن الاستخدام الخاطئ لمسكنات الآلام من دون اللجوء إلى طبيب أو صيدلي، يؤدي إلى آثار جانبية".
وقالت من عمان: "إن مسكنات الألم هي أدوية نأخذها عند الضرورة". واعتبرت أن مقاومة الألم البسيط ممكنة من دون اللجوء إلى المسكنات "ما يساعد على الحفاظ على قوة جهاز المناعي والوقاية من الإصابة بأمراض أخرى".