الخميس 2 مايو / مايو 2024

"لا ننصره في الباطل".. جدل واسع بعد تكريم "حماس" للحوثيين

"لا ننصره في الباطل".. جدل واسع بعد تكريم "حماس" للحوثيين

Changed

ممثل حركة "حماس" معاذ أبو شمالة يلتقي محمد علي الحوثي أحد قياديي الجماعة في اليمن (مواقع التواصل)
ممثل حركة "حماس" معاذ أبو شمالة يلتقي محمد علي الحوثي أحد قياديي الجماعة في اليمن (مواقع التواصل)
التقى ممثل حركة "حماس" عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي، مقدمًا له هدية تقدير على مواقفه تجاه الحركة.

أثار اللقاء الذي جمع ممثل حركة "حماس" في اليمن معاذ أبو شمالة بقيادي حوثي في العاصمة صنعاء، استياء واسعًا عبّر عنه ناشطون عرب على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد تعبير الأول عن "تقديره" لمواقف الجماعة اليمنية.

واعتبر عدد من الناشطين أنّ هذا اللقاء خرج عن "بوصلة" المقاومة، داعين "حماس" إلى المحافظة على القضية الفلسطينية، فيما اعتبر آخرون أن جماعة الحوثي انتهزت اللقاء لصرف الانتباه عن جريمتها الأخيرة في مأرب.

وكان ممثل حركة "حماس" قد التقى بعضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي، الأحد، في العاصمة صنعاء، مقدمًا له هدية تقدير على مواقفه تجاه الحركة.

وقال أبو شمالة خلال اللقاء: إن التكريم "جاء تقديرًا وعرفانًا من الحركة لجهود أنصار الله اليوم، لما يقوم به الحوثي من دعم للقضية الفلسطينية وحركة المقاومة".

وأضاف: "يجب علينا جميعًا أن نكون شركاء في الأجر والشرف والدفاع عن المسجد الأقصى".

وأثار اللقاء والتكريم حفيظة واستياء عدد من الناشطين، لا سيما أنه جاء عقب يوم واحد فقط من استهداف الحوثيين محطة وقود في مدينة مأرب، عبر صاروخ "بالستي" أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 20 شخصًا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال.

وأكد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن مقاومة الاحتلال لا تعطي حصانة من النقد لأي تنظيم، عندما يصطف إلى جانب إيران التي تخوض الحروب عبر جماعاتها في العالم العربي لتحقيق مصالحها، منتقدين "انحياز الحركة للظالمين" بدل انحيازها للمظلومين. 

كما أكدت تغريدات على تويتر أن التعبير عن الغضب من موقف "حماس" من الحوثييين ومن إيران، ورفض هذا الموقف والتنديد به، لا يعني التخلي عن خيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وأي احتلال أو ظلم أينما وقع.   

ودعا المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة حركة "حماس" إلى ألا تُفقد القضية الفلسطينية حاضنة الأمة، مشيرًا إلى أنّ الحوثي يمثل أقلية انقلبت على ثورة شعب بالأكاذيب.

بدوره، رسم الفنان الفلسطيني علاء اللقطة "كاريكاتيرًا" ونشره على الفيسبوك واكتفى بالتعليق: "تصبحوا على خير".

ويظهر في الرسم عبارة "شكرًا إيران على دعم المقاومة"، وجملة أخرى لفلسطيني يحمل علم بلاده ويقول: "من نصرنا في الحق لا ننصره في الباطل".

وكتب الشيخ مجدي المغربي من غزة تعليقًا على اللقاء: "اللهم إنّا نبرأ إليك من هذه الأعمال المنكرة غير المسؤولة".

واستغرب عدد من رواد مواقع التواصل كيف تعبّر حركة تقاوم الاحتلال والظلم عن شكرها وتقديرها لمن يمارس الظلم والاحتلال. 

وكتب الباحث السياسي اليمني نبيل البكيري: "مثلما تعتبر حركة ‎حماس العصابات الصهيونية ميليشيات احتلال، نحن كذلك نعتبر ميليشيات الحوثي ميليشيات احتلال، ومثلما تخاصمون من يتقرب من إسرائيل، نحن كذلك كيمنيين نخاصم كل من يتعامل مع ميليشيات الحوثي الطائفية، التي دمرت دولتنا وبلادنا".

وفيما دافعت بعض التغريدات عن موقف "حماس"، باعتبارها مضطرة إلى تعزيز علاقاتها بإيران وحلفائها، اعتبر الصحافي اليمني رشاد الشرعبي أن الحركة "تصر على أن تضع نفسها في صف أعداء الشعب اليمني، من أجل شلة لصوص وجماعة عنصرية تسميهم أنصار الله ‎الحوثي“، على حد تعبيره.

وكتب الصحافي والناشط الحقوقي اليمني همدان العلي: "‏انتظرنا من حركة حماس إصدار بيان يستنكر جريمة إحراق الأطفال في مأرب على يد عصابة الحوثي، فذهب ممثل الحركة لتكريم أحد زعماء العصابة التي ارتكبت الجريمة البشعة“.

وغرّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة كامبردج عبدالله فهد النفيسي مستنكرًا اللقاء، وداعيًا حماس إلى ضبط إيقاعها السياسي.

وأشار إلى أنّه "في ظلّ التخلّي الرسمي العربي عن حركة المقاومة الفلسطينية قد نفهم علاقة الأخيرة بإيران، لكن أن يقوم مندوب حماس في اليمن بزيارة الحوثي ويمنحه درع الحركة (تقديرًا لموقفه من القضية) فهذا كثير وغير مُبرِّر حتى سياسيًا".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close