الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

لبنان يدين "اجتياح" أوكرانيا.. موسكو تعبر عن "دهشتها" وحزب الله يستغرب

لبنان يدين "اجتياح" أوكرانيا.. موسكو تعبر عن "دهشتها" وحزب الله يستغرب

Changed

"العربي" يستعرض خارطة الغزو الروسي لأوكرانيا (الصورة: غيتي)
بعدما أدانت وزارة الخارجية اللبنانية "الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية"، أثار بيانها انتقادات حزب الله وحركة أمل، و"دهشة" عبرت عنها سفارة موسكو في بيروت.

لم يمر بيان وزارة الخارجية اللبنانية، الذي أدان "اجتياح الأراضي الأوكرانية" ودعا روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورًا مرور الكرام. فقد تعرّض لانتقادات داخلية، وأثار "دهشة" السفارة الروسية. 

وانتقد "حزب الله" الحكومة اللبنانية اليوم الجمعة، لإدانتها الهجوم الروسي على أوكرانيا، داعيًا وزير الخارجية إلى التوضيح.

وأكد الحزب المدعوم من إيران الانقسام في السياسة الخارجية لدى الدولة الغارقة بالأزمات.

وكتب نائب "حزب الله" في البرلمان اللبناني إبراهيم الموسوي على تويتر اليوم الجمعة: "أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟. تفضل وزير خارجيتنا، وأوضح لنا الأمر".

وكانت الخارجية اللبنانية قد أدانت في بيان أمس الخميس، اجتياح الأراضي الأوكرانية، ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورًا وسحب قواتها من أوكرانيا، التي تتعرض لأكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأدان الغرب "غزو أوكرانيا"، وردّ بفرض عقوبات على روسيا.

ويتمتّع "حزب الله"، الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح، بنفوذ كبير في لبنان. وكما روسيا، فإن الحزب دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب السورية. 

وألقت إيران أمس الخميس اللوم في حرب أوكرانيا على "الأعمال الاستفزازية لحلف شمال الأطلسي".

"صلاحية لا يحوزها"

إضافة إلى ذلك، اعترض وزير الثقافة محمد المرتضى المحسوب على "حركة أمل" المتحالفة مع "حزب الله" على بيان وزير الخارجية اللبناني.

وقال: إن "المادة 65 من الدستور تنيط بمجلس الوزراء وضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات، فلا يمكن لوزير الخارجية أن يصدر أي موقف حول أي نزاع دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، وإلا يكون قد حدد منفردًا السياسة العامة للدولة وهي صلاحية لا يحوزها".

"مخالفة للنأي بالنفس"

بدورها، علقت السفارة الروسية في لبنان على بيان الخارجية اللبنانية بالقول إنه "أثار الدهشة لدينا بمخالفة الوزارة سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفًا ضد طرف آخر في هذه الأحداث، علمًا أن روسيا لم توفر جهدًا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية".

وشرحت السفارة في بيان أن "أساس سياسة روسيا الاتحادية ليست سياسة التعدي على المصالح الأوكرانية، بل حفظًا للأمن القومي الروسي بفعل التهديدات التي شكلها نظام كييف بعد تنصله من تنفيذ العديد من الاتفاقيات، ولاسيما اتفاقيات مينسك".

ولفتت إلى أن روسيا لم تشن حربًا، بل هي عملية خاصة تهدف إلى حماية مواطنين روس، وبناء على طلب "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالهما.

وشددت على أن "روسيا تسعى دومًا لإرساء السلام وتعزيز الأمن ومحاربة كل الأشكال العدائية، وأن يكون لكل دولة الحق في حماية أمنها القومي، بما في ذلك حماية مواطنيها".

"التزام بالقانون الدولي"

من ناحيتها، أفادت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان أن الوزير اجتمع مع سفيرَي فرنسا وألمانيا لدى لبنان وشكراه على البيان، وتمنيا "استمرار لبنان على موقفه هذا، وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقًا".

وأضاف البيان أن وزير الخارجية أبلغ السفيرين أن "موقف لبنان ثابت ونابع عن حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي، التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصًا وأن لبنان عانى الأمرّين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم".

كما أبلغ الوزير السفيرين الألماني والفرنسي بامتناع لبنان عن المشاركة في تبنّي القرار المقدم أمام مجلس الأمن، وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال إحالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية.

وقال الوزير: "الموقف اللبناني ليس موجهًا ضد روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close