الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

لبنان يطوي "عهد" ميشال عون.. كيف انخرط الرجل في الحياة السياسية؟

لبنان يطوي "عهد" ميشال عون.. كيف انخرط الرجل في الحياة السياسية؟

Changed

كلمة عون في مراسم مغادرة قصر بعبدا قبل يوم من انتهاء ولايته (الصورة: رويترز)
"نهاية مهمة وليست نهاية عهد".. هكذا وصف ميشال عون المرحلة قبيل مغادرته قصر بعبدا، متوّجًا مسيرة تدرّج فيها بين العسكر والسياسة، خاض حروبًا واختبر المنفى.

منهيًا "حلم الرئاسة" الذي لطالما راوده، بعد ولاية رئاسيّة استمرّت لستّ سنوات، غادر الرئيس اللبناني ميشال عون القصر الرئاسي في بعبدا، عشية انتهاء عهده رسميًا في الحادي والثلاثين من أكتوبر/ تشرين الأول.

بذلك، يطوي لبنان رسميًا "عهد" ميشال عون. تُطفَأ أضواء القصر، لتدخل البلاد مرّة أخرى في "عهد الفراغ"، المرشح الأوفر حظًا لخلافة كلّ الرؤساء على ما يبدو في هذا البلد، الذي بات يعيش على وقع الأزمات.

يغادر ميشال عون القصر، من دون أن يخلفه رئيس منتخب جديد، وقبل أن تتوافر ظروف توافق على شخصيّة ما، ولكنه يشرع الباب أمام فراغ حكوميّ أيضًا، مع توقيعه على مرسوم قبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي.

أزمة اقتصادية وانفجار ضخم

يطوي لبنان "عهد" ميشال عون، من دون أن يطوي الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخ البلاد، التي شهدها عهده، والتي بات معها 80% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.

بيد أنّ هذه الأزمة لم تكن وحدها ما شهدته سنوات العهد، حيث سيبقى انفجار مرفأ بيروت شاهدًا على مأساة اللبنانيين المفتوحة، وهم إذ ينتظرون العدالة، حمّلوا كل الطبقة السياسية ومن ضمنها عون المسؤولية عن وقوع الكارثة.

رغم كلّ ذلك، معطوفًا على الأزمات السياسية، والفراغ الحكومي الذي استهلك "نصف العهد" تقريبًا، يعتبر كثيرون أنّ عون دفع "ثمن" تراكمات سياسية واقتصادية طويلة، حُجّة يرفضها خصومه، معتبرين أنّ أداءه كان مخيّبًا.

لذلك، أراد مناصرو عون أن يلقوا التحيّة عليه، أقلّه من باب "الوفاء" لزعيمهم، في "رحلته" من بعبدا إلى "قصره الجديد" في منطقة الرابية، المنطقة التي حمل اسمها لأعوام خلت مدلولًا سياسيًا يقترن باسمه.

من العسكر إلى السياسة.. ميشال عون في سطور

أمام مناصريه، أكد عون أن اليوم هو "نهاية مهمة وليس نهاية عهد". وكما عند انتخابه، حين وعد بأن يكون "الرئيس القوي" الذي يحقّق الإصلاح، قال عند مغادرته إنه "ترك لبنان في وضع يحتاج نضالًا لمكافحة الفساد".

لكن، كيف انخرط ميشال عون بالحياة العسكرية فالسياسية في لبنان، هو الذي خاض الحروب، واختبر تجربة "النفي" على امتداد سيرته الطويلة؟

وُلد ميشال نعيم عون في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت عام 1933.

تدرج في السلك العسكري، الذي انضم إليه عام 1955، وشغل عدة مناصب وصولًا إلى قيادة الجيش عام 1984.

تورد وكالة "رويترز"، أن طريقه إلى الرئاسة بدأ في الحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين عامَي 1975 و1990، والتي شغل خلالها منصب قائد الجيش اللبناني ورئيس إحدى حكومتين متنافستين.

وخاض الرجل حربي "التحرير" و"الإلغاء"؛ الأولى ضد قوات النظام السوري، والثانية ضد القوات اللبنانية آنذاك، بحسب وكالة "فرانس برس".

وعقب توقيع اتفاق الطائف وانتخاب رينيه معوض رئيسًا جديدًا للبلاد، رفض عون تسليم السلطة قبل أن يرغم على مغادرة قصر الرئاسة واللجوء الى السفارة الفرنسية في بيروت، إثر عملية عسكرية قادها جيش النظام السوري في لبنان.

وفي المنفى حيث قضى 15 عامًا، أسّس التيار "الوطني الحر"، ثم عاد إلى لبنان إثر اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في شباط/ فبراير 2005، وانسحاب القوات السورية تحت ضغط دولي.

في العام نفسه، انتخب نائبًا في البرلمان اللبناني. ثم شهد عام 2006، توقيع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، والتي أسست للتحالف المستمر بينهما. كما قام بعد عودته بزيارة سوريا ثلاث مرات، والتقى رئيس النظام بشار الأسد. 

عام 2016، انتخب عون - الأب لثلاث بنات إحداهن زوجة جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر ويعده البعض بمثابة الوريث السياسي- رئيسًا بعد سنتين ونصف من الشغور بموجب صفقة سياسية، حيث فاز في الجولة الرابعة بعد حصوله على 83 صوتًا، أي غالبية أعضاء المجلس المؤلف من 128 مقعدًا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close