أوصت لجنة الصحة النيابية الحكومة اللبنانية بإعلان حالة الطوارئ في كل الوزارات والإدارات المعنية بمكافحة الكوليرا في البلاد.
وعقدت اللجنة جلستها بحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، وأوصت خلالها بإعطاء الأولوية القصوى للتغذية الكهربائية لمحطات تكرير المياه، مشددة على أهمية تجهيز المستشفيات الميدانية.
كما طالبت اللجنة بممارسة الضغط على المنظمات الدولية لشؤون اللاجئين لممارسة دورها في المخيمات.
مبادرات فردية لمواجهة الكوليرا
ومع ارتفاع نسب الإصابة بالكوليرا في بلدة ببنين في محافظة عكار شمالي لبنان التي تعد بؤرة الوباء، تنشط مبادرات فردية لتعقيم المياه للحد من انتشار الكوليرا بعد تسجيل البلدة 120 حالة مؤكدة، وهو العدد الأكبر الذي يسجل في مدن وبلدات لبنان.
ويجمع بعض المواطنين في البلدة التبرعات لشراء أقراص معقمة لتعقيم المياه. ويحاول البعض في هذه البلدة تغطية تقصير الدولة كما يقولون، والمساهمة بالحد من انتشار وباء الكوليرا. وقد نجحت المبادرات في تعقيم نحو 3000 خزان للمياه.
وقال معتصم عويد وهو متطوع من بلدة ببنين: إن "عددًا كبيرًا من شباب البلدة ألفوا مجموعات، وقد قمنا بحملة عبر موقع فيسبوك وجمعنا مبلغًا من المال واشترينا براميل الكلور ووزعت في الأحياء الأكثر تضررًا بالكوليرا".
وحتى المستشفى الميداني الذي أنشأته وزارة الصحة في البلدة، فهو قائم بجهود متطوعين من أطباء وممرضين، ويستقبل يوميًا من ثلاثين إلى خمسين حالة من البلدة ومحيطها، بحسب المعنيين.
من جهتها، أشارت الطبيبة المتطوعة فاطمة حلبص إلى أن إدارة المستشفى اختارت الأكفأ بين المتطوعين من الممرضين للعمل في المستشفى الميداني.
ارتفاع الإصابات بالكوليرا
وتسجل أعداد الإصابات بالكوليرا ارتفاعًا، وسجلّـت وزارة الصحة 2700 حالة تتراوح بين مؤكدة ومشتبه فيها، وسط توقعات باستمرار ارتفاع الحالات وإن بدأت اللقاحات بالوصول.
وقد أشار مراسل "العربي" في بيروت علي رباح إلى أن وزارة الصحة اللبنانية أكّدت تسجيل 400 حالة إصابة جديدة بالكوليرا بخاصة في شمال لبنان. كما أكّدت مصادر طبية لـ"العربي" أن الأعداد في شمال لبنان قد تكون أكبر من ذلك بكثير، وخاصة أن الأعداد الرسمية هي لمن زاروا المستشفيات.
ولفت المراسل إلى أن الإجراءات التي تتبعها السلطات في لبنان لجهة تعقيم المياه بالكلور والحصول على اللقاحات من المنظمات الإنسانية لن تأتي بثمارها طالما أن السبب الرئيس لانتشار مرض الكوليرا، وهو الاهتراء الكبير في البنى التحتية، ما زال قائمًا.
وأشار إلى وجود تصويب على اللاجئين السوريين حيث تحدّث بعض المسؤولين بأن الأنهار الملوثة هي بفعل وجود المخيمات على ضفافها، وذلك بالتزامن مع تسيير قافلات عودة اللاجئين إلى سوريا.