عقب قرابة المئة عام على تأسيسها، ما زالت لجنة 1922 في بريطانيا تمارس دورًا هامًا ومحوريًا في الحياة السياسية، ولا سيما على مستوى حزب المحافظين وحضوره على رأس السلطة.
وتردد اسم هذه اللجنة أخيرًا مع التصويت على الثقة الذي خضع له بوريس جونسون في يونيو/ حزيران الماضي، ثم مع المطالبات برحيله عقب الفضائح وما تلاها من استقالات في حكومته، حيث عُدت اللجنة "المفتاح" لإعادة إخضاعه لهذا الإجراء، نظرًا إلى مسؤوليتها عن تنظيمه.
فما هي لجنة 1922، وما هو دورها؟
تُعتبر "لجنة 1922" مجموعة برلمانية من المحافظين الخلفيين، مسؤولة عن التنظيم داخل الحزب، ويرأسها حاليًا غراهام برايدي.
تشير "بي بي سي" إلى أن أعضاءها، الذين يطلق عليهم اسم "الرجال الذين يرتدون بذّات رمادية"، يتمتعون بقدر كبير من السلطة في حزب المحافظين.
وتلفت إلى أن هذا الجهاز يدير عملية اختيار القادة الجدد، وتنظيم عملية التصويت إذا أراد النواب التخلص من زعيمهم الحالي، فتقوم بجمع الأصوات اللازمة للقيام بذلك.
#بريطانيا.. #جونسون يستقيل رسميا من قيادة حزب المحافظين، ويتمسك بمنصب رئيس الحكومة pic.twitter.com/duJ5NHbSqw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 7, 2022
ويستوجب إجراء تصويت على الثقة في زعيم حزب المحافظين، عتبة 15% من الفريق البرلماني الساعي له. في المقابل، سيكون زعيم المحافظين بحاجة لتأييد أكثر من نصف النواب زائدًا واحدًا للبقاء في منصبه.
وفي حال فوزه لن يكون من الممكن إجراء تصويت مشابه في حقه قبل مرور عام. أما إذا خسر، فسيبدأ الحزب على الأثر إجراءات اختيار زعيم جديد.
وفي عمليات تصويت سابقة داخل حزب المحافظين، اضطرت كل من مارغريت ثاتشر وتيريزا ماي إلى الاستقالة في نهاية المطاف، رغم فوزهما بهامش ضيق بعدما اعتبرتا أن قيادتهما تعرضت لأضرار قاضية.
أما جونسون الذي أفلت الشهر الماضي من التصويت، فقد أظهرت نتيجته أن أكثر من أربعة نواب من أصل عشرة من معسكره (148 من أصل 359 اقترعوا) قالوا إنهم لا يثقون به. ومع ذلك رحب بنتيجة تصويت "مقنعة"، على حد وصفه، في ختام الاقتراع.
بموازاة ذلك، تمثل اجتماعات لجنة 1922 الأسبوعية فرصة للنواب المحافظين لإيصال وجهة نظرهم إلى وزراء حكومتهم، بحسب "بي بي سي".
لجنة.. 1923
وكانت لجنة 1922 قد تأسست، وبخلاف ما يشي بها إسمها، عام 1923. وجاء ذلك من قبل مجموعة من النواب تم انتخابهم في العام السابق.
ويورد مقال أرشيفي في جريدة "الغارديان"، أن اللجنة أخذت اسمها من اجتماع عُقد عام 1922 عندما احتشد أعضاء حزب المحافظين الخلفيين في نادي الكارلتون، وطالبوا حينها الحزب بسحب دعمه حكومة ديفيد لويد جورج الائتلافية.
وبحسب الصحيفة، في اللجنة 6 مسؤولين يشغلون المناصب العليا هم؛ الرئيس ونائباه وأمين الصندوق وسكريتاران، وهؤلاء يدعمهم 12 عضوًا آخرين في الجهاز التنفيذي.