الخميس 13 يونيو / يونيو 2024

لدعم كييف في عملياتها المقبلة.. البنتاغون ينهي تدريبًا لجنود أوكرانيين

لدعم كييف في عملياتها المقبلة.. البنتاغون ينهي تدريبًا لجنود أوكرانيين

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" يناقش الصورة التي يقدمها مؤتمر ميونخ حول المشهد الأوروبي ومجريات الحرب الأوكرانية الروسية (الصورة: غيتي)
أنهى حوالي 635 أوكرانيًا فترة تدريبية استمرت 5 أسابيع تقريبًا شملت تدريبًا عسكريًا مشتركا على المركبة القتالية "أم تو برادلي" في منطقة غرافينفوير في ألمانيا.

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الجمعة أن القوات الأميركية أنهت دورة تدريبية موسعة لمجموعة أولى تضم أكثر من 600 جندي أوكراني، شملت مناورات يمكن أن تدعم كييف في عملياتها الهجومية المقبلة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر في بيان: "هذا الأسبوع أنهت أول كتيبة أوكرانية تدريبًا عسكريًا مشتركًا على المركبة القتالية "أم تو برادلي" في منطقة غرافينفوير في ألمانيا".

وأضاف رايدر: "أنهى حوالي 635 أوكرانيًا فترة تدريبية استمرت خمسة أسابيع تقريبًا شملت مهام أساسية للجنود".

وأشار إلى أن كتيبة مدفعية ميدانية بدأت التدرب قبل أسبوعين ومن المقرر أن تلحق بهما كتيبتان أخريان الأسبوع المقبل.

وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على تزويد أوكرانيا بأكثر من 100 مدرعة برادلي مسلحة بمدافع أوتوماتيكية، وقادرة أيضًا على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، حيث من المتوقع أن تشن القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا ضد القوات الروسية في الأشهر المقبلة.

وأعلنت الولايات المتحدة عن برنامج التدريب الموسع نهاية العام الماضي، بعد أن كانت قد بدأت إعداد الجنود الأوكرانيين لاستخدام أنظمة أسلحة مختلفة وعدت تزويد كييف بها.

ويمثل هذا البرنامج عودة إلى نوع التدريبات التي كانت تجري داخل أوكرانيا قبل أن تهاجمها روسيا في فبراير/ شباط 2022.

زيلينسكي: نحتاج إلى الأسلحة بسرعة

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حث أمس الجمعة الحلفاء على الإسراع في إرسال الأسلحة للتصدي للهجوم الروسي، محذرًا القادة العالميين المجتمعين في ميونيخ من أن التردد والتأجيلات تهديد لأمن دولهم على الأخرى.

وكان زيلينسكي يتحدث في بداية المؤتمر حيث تجمع سياسيون ومسؤولون عسكريون ودبلوماسيون من جميع أنحاء العالم في ميونيخ الجمعة لاستعراض المشهد الأمني في أوروبا الذي تغيرت معالمه بسبب الهجوم الروسي لأوكرانيا قبل عام تقريبًا.

وظهر زيلينسكي في نسخة 2022 من المؤتمر قبل أيام من اندلاع الحرب. ومثلما هو الحال في المرات السابقة، تضمنت تصريحاته مزيجًا من إبداء الامتنان لمساعدة الغرب وتعليقات حادة مفادها أن هذه المساعدات كان ينبغي أن تكون أسرع.

وتطلب أوكرانيا على وجه التحديد المزيد من الطائرات المقاتلة والدبابات الحربية المتقدمة قبل هجوم روسي متوقع في الربيع.

مؤتمر ميونخ والمشهد الأوروبي

وبشأن الصورة التي يقدمها مؤتمر ميونخ عن المشهد الأوروبي بعد الحرب، يوضح الباحث السياسي ناصر زهير أن المؤتمر يقدم صورة موحدة نوعًا ما، بالنسبة للقارة الأوروبية التي شهدت الكثير من الخلافات فيما يتعلق بآلية التعامل مع الحرب في أوكرانيا.

وفي حديث لـ"العربي" من جنيف، يلفت زهير إلى أن القادة الغربيين توصلوا على ما يبدو إلى آلية محددة بشأن تقديم الأسلحة أو الدعم لأوكرانيا، موضحًا أن هذا الدعم سيكون طويل الأمد وفقًا لآلية تضمن استمراره، وعدم اندلاع اشتباك بسببه بين الناتو وروسيا.

وفيما يلفت إلى أن هذا ما يردده المستشار الألماني أولاف شولتس، والمسؤولون السياسيون الأوروبيون الفاعلون في هذا الإطار، يلاحظ أنّ أوروبا نالت نصيبها من الخسائر الاقتصادية نتيجة المواجهة الحاصلة في أوكرانيا.

وانطلاقًا من ذلك، يتحدّث عن خيارين أمام العالم قبل الربيع، فإما تتحول المواجهة الحالية إلى حرب مستدامة، وبالتالي قد تستمرّ لسنوات، وإما يذهب الجميع إلى طاولة المفاوضات، لافتًا في هذا السياق إلى مؤشّرات تغلّب الخيار الثاني، بدليل تصريح قائد هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الذي لم يستبعد أن تكون هناك محادثات دبلوماسية في الربيع.

بين المفاوضات الدبلوماسية والمواجهة العسكرية

ويلفت زهير إلى وجود إشكالية بالنسبة للمفاوضات، تتعلق بالأقاليم الأربعة التي ضمّتها روسيا، في صيغة مشابهة لما حصل سابقًا مع شبه جزيرة القرم، متسائلاً عمّا إذا كانت هذه النقطة ستُطرَح للتفاوض، أم ستصرّ موسكو على اعتبارها محسومة.

ويشير إلى أن هذه النقطة هي التي تعيق الذهاب إلى طاولة المفاوضات لأن الأوروبيين والأوكرانيين جاهزون، والروس أبدوا موافقتهم على التفاوض، والولايات المتحدة كان لها أيضًا موقف مرن.

ويعرب زهير عن اعتقاده بأنّ الأوروبيين يمكن أن يقبلوا بصيغة تسري على هذه الأقاليم، تقوم على أن تبقى روسيا مسيطرة عليها، إلى أن يتمّ التفاوض بشأنها في وقت لاحق.

ويشدّد على أنّ الناتو لن يقبل بالهزيمة التي يمكن أن تتجلى في التسليم بأنّ هذه الأراضي أصبحت "روسية"، ولا سيما أنّ مثل هذا السيناريو يمكن أن يتكرّر لاحقًا في مناطق أخرى مثل مولدوفا وجورجيا، وهو ما يخشى منه الغرب.

ويرى الباحث السياسي، أن استمرار الحرب بدون اشتباك مباشر بين الناتو وروسيا أصبح صعبًا الآن، في ضوء إرسال دبابات متطورة والحديث عن إرسال طائرات غربية عسكرية متطورة، وبالتالي فإن احتمال نشوب صدام مسلح بين الجانبين بات واردًا. 

الموقف الروسي من مؤتمر ميونخ

وحول الموقف الروسي مما جاء في مؤتمر ميونخ، يقول الديبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف: إن "رسائل المؤتمر وصلت إلى موسكو منذ سنة، وإن روسيا تنظر إلى ما يجري على أرض أوكرانيا كحرب مع الدول الغربية بكاملها".

ويشير إلى أنّ وجهة النظر الروسية تقوم على أنّ هذه الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا، بل هي مع حلف شمال الأطلسي المدعوم من بعض الدول الأخرى.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الروسية موسكو، يضيف ماتوزوف أن الدول الغربية رفضت كل المحاولات الروسية لتهدئة الأمور وعدم نشر حلف الشمال الأطلسي في شرق أوكرانيا، مشددًا على أن هذه الحرب تجري بالوكالة، ولا أمل للدول الغربية بالانتصار على روسيا في المعركة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close