من المقرر أن يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الأربعاء، زيارة للسعودية هي الأولى له منذ سنوات، ويُتوقّع أن تتركّز على تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية.
ويتضمن برنامج الزيارة التي تستمر حتى يوم الجمعة، مشاركة الرئيس الصيني في قمة الرياض السعودية الصينية، وقمة خليجية صينية للتعاون والتنمية وقمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية أيضًا، يحضرها أكثر من 14 رئيس دولة عربية، حيث سيتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلااقات المشتركة في المجالات كافة.
كما سيعقد الرئيس الصيني خلال الزيارة لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
رئيس #الصين يبدأ زيارة إلى #السعودية للمشاركة في 3 قمم 👇#العربي_اليوم تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/EIfXDfvfit
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 7, 2022
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تأتي الزيارة بدعوةٍ من الملك سلمان، "وتعزيزًا للعلاقات التاريخية والشراكة الإستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية". وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن القمة الخليجية-الصينية ستعقد الجمعة.
والسعودية هي أكبر مصدّر للنفط في العالم والصين هي أكبر مستورد للخام، وتشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية.
وفي مارس/ آذار الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرياض تدرس تسعير بعض عقودها النفطية باليوان بعد تداولها حصريًا بالدولار لعقود. لكن رئيس شركة "أرامكو" وصف التقرير بأنه عبارة عن "تكهنات".
وكان الرئيس الصيني الذي انتخبه الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لفترة ثالثة، كأمين عام له، زار المملكة عام 2016.
وزار ولي العهد السعودي الصين والتقى الرئيس الصيني في جولة آسيوية عام 2019، قبل عام من انتشار جائحة كورونا.
توتر سعودي أميركي
وتأتي الزيارة بينما تشهد العلاقات السعودية الأميركية توترًا، إثر قرار المملكة خفض إنتاج النفط من خلال تحالف "أوبك بلاس" بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهي خطوة ترقى إلى الاصطفاف مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، وفق ما اعتبر البيت الأبيض، وهو أمر رفضته السعودية، معتبرة أن ما يمليه هو حركة السوق فقط.
واختارت المجموعة التي تضمّ السعودية وروسيا الأحد، الإبقاء على مستويات خفض الإنتاج نفسها، في وقت اتفقت فيه مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي الجمعة، على وضع حدّ أقصى لسعر برميل النفط الروسي قدره 60 دولارًا في محاولة لحرمان الكرملين من موارد حرب، ما أثار مزيدًا من عدم اليقين.
ويقول توربورن سولتفات من مؤسسة "فيريسك مابليكروفت" الاستشارية إنه "من المحتمل أن يكون النفط على رأس جدول الأعمال أكثر مما كان عليه عندما زار بايدن" المملكة، مضيفًا: "هذان هما اللاعبان الأكثر أهمية في سوق النفط".
وبعيدًا عن الطاقة، يتوقّع محللون أن يناقش قادة البلدين الصفقات المحتملة التي يمكن أن تشهد انخراط الشركات الصينية بشكل أعمق في المشاريع الضخمة التي تعتبر محورية في رؤية الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، وتشمل هذه المشاريع مدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار.