اختتم الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الـ20، واختار شي جين بينغ زعيمًا للبلاد، ممسكًا بمقاليد الحزب والقرارات العسكرية لبكين.
وعدّل الحزب ميثاقه الداخلي ليتناسب مع طموحات شي الذي مدّدت ولايته للمرة الثالثة، تزامنًا مع تغيير عدد من المسؤولين لتأتي وجوه جديدة مشهود لها بالطاعة ولا تفهم إلا لغة الزعيم.
ولعلّ مشاهد اقتياد الرئيس الصيني السابق هو جين تاو وإخراجه من الصورة السياسية، كفيلة بتلقين المعارضين الدرس.
عصر صيني جديد
أعاد الرئيس الصيني البلاد إلى عقود خلت، حيث باتت تعيش اليوم تحت حكم الرجل الواحد الذي يمسك الصين بقبضة حديدية.
وتحدث شي خلال المؤتمر عن حلم صيني يصل أرض الواقع عام 2049، حينها ستكون البلاد كما يراها "قوة كونية عظمة".
يريد الرئيس للصين أن تكون محور الكوكب، قائلًا إن العالم يحتاج لبلاده، مبشرًا بعصر صيني جديد.
وبعد انتهاء عملية تمديد ولايته، سينتقل شي إلى المرحلة الثانية، وهي مواجهة التحديات الخارجية ونزاعات المحيط الهادئ، مستمدًا قوته من تحالفاته مع كوريا الشمالية والعلاقات الإستراتيجية مع روسيا.
كما يتكتل الرئيس الصيني مع حلفائه لمواجهة أميركا، التي أعربت عن مخاوفها التي وصفته بأنه "أكثر عدوانية" في ولايته الثالثة.
ترحيب شعبي
في هذا السياق، ترى الكاتبة الصحافية فيحاء ونغ أن "الصين دخلت عصرًا جديدًا وتعيش تاريخًا غير مسبوق".
وتشدد ونغ، في حديث إلى "العربي" من بكين، على أن "الصينيين يعتبرون اليوم أن ما حصل هو تقدّم تغييري إيجابي في تشكيل النظام الاجتماعي للبلاد".
وتعتبر الصحافية الصينية أن "الولاية الجديد لشي ستتيح له القدرة على متابعة سياساته السابقة".
وتوضح ونغ أن "الرئيس يريد تعزيز المستوى المعيشي للشعب الصيني، وأمامه تحديات كثيرة، ونحن نحتاج إلى زعيم قوي ليقود الشعب إلى الأمام".
تصاعد نفوذ الصين
من جهته، يعتبر الكاتب والباحث في السياسات الأمنية والدفاعية سيغورد نيوباور أن "الجميع في أميركا يعتقد أن شي سيكون رئيسًا للصين طيلة حياته، وهذه الإستراتيجية كانت واضحة لديه".
ويشدد نيوباور، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، على أن "رؤية الرئيس الصيني واضحة ومفهومة في الولايات المتحدة".
ويقول: "التنبؤات في واشنطن هي أن الصين تطمح للهيمنة على العالم، وهي تريد الوصول إلى ذلك عام 2049، أي في الذكرة الـ100 لوصول الحزب الشيوعي إلى الحكم في بكين".
ويضيف: "الأمور الجيوسياسية معقدة، والصين هي لاعب مهم في العالم، وإذا تصاعد نفوذها فهذا سيأتي على حساب قوة الولايات المتحدة".
أحد أكبر الأحزاب السياسية في العالم.. ما سر قوة الحزب الشيوعي في #الصين ولماذا يُعد مؤتمره العام حدثا سياسيا عالميا؟ #خبر_بلس pic.twitter.com/ecd5ldXnNr
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 22, 2022
دور الصين عالميًا
بدوره، يؤكد أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات إبراهيم فريحات أن "الرئيس الصيني تحدّث بلغة جديدة وعلى أكثر من مستوى خلال تصريحه في المؤتمر".
ويرى فريحات، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن "شي يريد إعادة صياغة فكرية للفلسفة الاشتراكية الصينية".
ويوضح أن "الهدف من ذلك هو نشر فكر جديد لمواجهة الفكر الليبرالي الغربي الذي يحمل رسالة وينادي دائمًا بحقوق الإنسان".
ويقول: القضية الأخرى المهمة التي طرحها شي كانت حينما قال أن "الصين بحاجة إلى العالم، والعالم بحاجة إلى الصين"، ليؤكد مرة أخرى دور بلاده العالمي.