السبت 18 مايو / مايو 2024

لقاء جمع بلينكن ولافروف.. موسكو تقلل من أهميته وأميركا تدعو لوقف الحرب

لقاء جمع بلينكن ولافروف.. موسكو تقلل من أهميته وأميركا تدعو لوقف الحرب

Changed

فقرة ضمن برنامج "العربي اليوم" حول اللقاء المقتضب بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة (الصورة: تويتر)
حرصت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على التقليل من شأن الاجتماع، وقالت: إنّ بلينكن هو الذي بادر إلى هذا اللقاء الذي كان عابرًا.

خلال لقاء مقتضب جمعهما على هامش اجتماع لمجموعة الدول العشرين في نيودلهي اليوم الخميس طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من نظيره الروسي سيرغي لافروف "إنهاء الحرب العدوانية" الروسية على أوكرانيا التي دخلت عامها الثاني.

وفي أول لقاء مباشر بين واشنطن وموسكو بهذا المستوى الرفيع منذ بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا، شدّد بلينكن على مسامع لافروف على وجوب وقف الحرب وانتهاج الدبلوماسية سبيلًا للتوصّل إلى "سلام عادل ودائم".

موسكو تقلل من أهمية الاجتماع

وقال الوزير الأميركي للصحافيين: "لقد قلت لوزير الخارجية (الروسي) ما سبق وأن قلته، على غرار كثر آخرين، الأسبوع الماضي، في الأمم المتّحدة وما قاله العديد من وزراء خارجية دول مجموعة العشرين اليوم: "ضعوا حدًا لهذه الحرب العدوانية وانخرطوا في دبلوماسية هادفة يمكن أن تثمر سلامًا عادلًا ودائمًا".

من جانبها، حرصت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على التقليل من شأن الاجتماع.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي الرسمية للأنباء عن زاخاروفا قولها إنّ بلينكن هو الذي بادر إلى هذا اللقاء الذي كان عابرًا.

وأضافت أنّ لافروف "تحدّث إليه، وقوفًا، في إطار الجلسة الثانية لمجموعة العشرين"، مضيفة: "لم تحصل محادثات أو اجتماع حقيقي".

وفشل وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في اجتماعهم في التوصّل لإعلان نهائي مشترك بعدما اعترضت موسكو وبكين على النصّ المقترح.

ونقل مسؤول أميركي طالبًا عدم نشر اسمه عن بلينكن تأكيده التزام واشنطن حماية حليفتها كييف من أجل "دحض أي فكرة لدى الروس عن أنّ دعمنا يتراجع".

وفي آخر مرة كان بلينكن ولافروف موجودين خلالها في نفس القاعة، خلال اجتماع لمجموعة العشرين في بالي في يوليو/ تموز العام الماضي، خرج لافروف مسرعًا، بحسب مسؤولين غربيين.

وحتى الخميس لم يكن أي اتصال رفيع المستوى قد حصل بين الحكومتين الأميركية والروسية منذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، مع دعم واشنطن الحازم لكييف وقيادتها جهودًا دولية لعزل موسكو.

وقال لافروف لنظرائه في نيودلهي: إنّ الوزراء الغربيين أخرجوا الاجتماع عن سكّته في مسعى منهم لتحميل روسيا مسؤولية إخفاقاتهم ونسفوا الجهود التي بذلها المضيف الهندي للتوصّل إلى اتّفاق بشأن قضايا أخرى.

وأضاف: "أودّ أن اعتذر للرئاسة الهندية ولزملائنا من دول جنوب الكرة الأرضية عن السلوك الفاضح لبعض الوفود الغربية التي حوّلت أجندة مجموعة العشرين إلى مهزلة "، بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الروسية للأنباء.

ومع انضمام الصين إلى روسيا في الاعتراض على صيغة البيان المشترك، أصدرت بقيّة دول التكتّل بيانًا منفصلاً دعت فيه موسكو إلى وقف الأعمال الحربية في أوكرانيا. وطالب البيان روسيا "بانسحاب كامل وغير مشروط من الأراضي الأوكرانية".

تعثر البيان المشترك

وتعثرت المحادثات بشأن البيان المشترك حول قضايا عدّة من بينها إصرار روسيا على إجراء تحقيق في تخريب خط أنابيب نورد ستريم العام الماضي، على ما قال لافروف.

وتبادلت روسيا ودول الغرب الاتهامات بشأن المسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وكان اجتماع لوزراء مالية دول المجموعة عقد في مدينة بنغالورو الهندية الأسبوع الماضي فشل بدوره في التوصّل لبيان مشترك بعدما سعت روسيا والصين لتخفيف لهجته بشأن الحرب في أوكرانيا.

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، تموضعت الصين طرفًا محايدًا مع الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع حليفتها الإستراتيجية روسيا.

وردّت بكين بغضب على التصريحات القائلة إنّها ربما تفكر في إرسال أسلحة إلى موسكو، وأعلنت في فبراير/ شباط في وثيقة إستراتيجية أنّها تدعو إلى الحوار لحلّ النزاع.

وأثارت الخلافات استياء الهند التي كانت قالت إنها تريد الاستفادة من استضافتها للقمة هذا العام للتركيز على قضايا مثل مكافحة الفقر وتمويل قضايا المناخ.

وقال وزير خارجية الهند إس جيشنكار للصحافيين في ختام الاجتماع: "في القضية، المتعلقة بكل صراحة بالنزاع في أوكرانيا، كانت هناك اختلافات، خلافات لم نتمكن من التوفيق بينها".

وفي مستهلّ الاجتماع اعتبر رئيس الوزراء ناريندرا مودي أنّ الحوكمة العالمية "فشلت" ودعا الحاضرين إلى التكاتف من أجل دول نامية غير ممثّلة في الاجتماع.

ومضى يقول: "بصفتنا الاقتصادات الرائدة في العالم، نضطلع أيضًا بالمسؤولية عمن هم غير موجودين في هذه الغرفة".

وفيما تشارك الهند مخاوف الغرب بشأن الصين فهي أيضًا من كبار مستوردي المعدات العسكرية من موسكو كما أنّها زادت منذ عام وارداتها من النفط الروسي.

ولم تندد الهند بالهجوم على أوكرانيا لكنّ مودي قال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي: إنّ "هذا ليس الوقت المناسب لشن حرب".

موسكو: واشنطن سهلت شن هجمات أوكرانية بمسيرات

في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الخميس: إن هجمات بطائرات مسيرة يعتقد أن كييف شنتها على قواعد عسكرية روسية، لم تكن ممكنة لولا مساعدة الولايات المتحدة.

ورأى ريابكوف الموجود في جنيف للمشاركة وإلقاء كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومؤتمر نزع السلاح، أن لا بد أن تكون واشنطن قدمت معلومات استخبارات حول الأهداف.

وأضاف في مؤتمر صحافي: "منذ فترة، شنت كييف هجمات بمركبات جوية من دون طيار على منشآت توفر قواعد لطيراننا البعيد المدى في منطقة سراتوف وكذلك في منطقة ريازان".

وزاد بالقول: "نعلم أن تلك الهجمات لم تكن ممكنة في غياب مساعدة كبيرة ومتطورة جدًا من الولايات المتحدة للجيش الأوكراني، من بينها التهديف طبعًا، ومعلومات استخباراتية وبعض المساعدة الفنية الأخرى".

وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول قالت وزارة الدفاع الروسية: إن ضربات بمسيرات أوكرانية تسببت بانفجارات في قاعدتين جويتين ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

واحدة من القاعدتين هي قاعدة إنغلز بمنطقة سراتوف (جنوب) على بعد أكثر من 600 كلم عن الحدود مع أوكرانيا حيث تحتفظ روسيا بعدد من القاذفات النووية الإستراتيجية، واستُهدفت القواعد بمسيرات مصنعة في الحقبة السوفياتية، على ما قالت الوزارة آنذاك.

وقالت الولايات المتحدة في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إنها لم "تمكّن" أوكرانيا من شن هجمات داخل روسيا، بعد ضربات بمسيرات على منشآت مرتبطة بالجيش في عمق الأراضي الروسية، ولم تعلن أوكرانيا كما لم تنفِ نشر مسيرات لشن هجمات في أراضٍ روسية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close