الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"لم نشهد شيئًا كهذا".. ماذا نعرف عن التهاب الكبد "الغامض" لدى الأطفال؟

"لم نشهد شيئًا كهذا".. ماذا نعرف عن التهاب الكبد "الغامض" لدى الأطفال؟

Changed

"أنا العربي" يرصد قضية الالتهاب الكبدي الغامض الذي ظهر في 12 دولة (الصورة: غيتي)
أكدت صحيفة "غارديان" أن الأطفال "كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام، قبل أن يمرضوا بشكل حاد وخطير"، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.

تواصل منظمة الصحة العالمية وقطاعات الصحة في دول عدة حول العالم تحرياتها حول التهاب الكبد الحاد الغامض المجهول المنشأ الذي أصاب عددًا من الأطفال حول العالم.

وأبلغت المنظمة عن حالة وفاة واحدة و200 إصابة في 12 دولة، منها 140 حالة في أوروبا، معظمها في المملكة المتحدة (114 حالة)، وحالات أخرى في الولايات المتحدة، وإسرائيل، واليابان، وإيرلندا، وهولندا، ورومانيا.

وتتراوح أعمار الأطفال المصابين بين شهر واحد إلى 16 عامًا، وتطلّبت حوالي 10% من الحالات زراعة كبد، علمًا أن كل الأطفال المصابين كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام قبل تشخصيهم بالمرض.

ما هو التهاب الكبد؟

يُعتبر الكبد عضوًا شديد الأهمية في جسم الانسان، حيث يقوم بعدة وظائف مهمة: مثل إزالة السموم من الدم، والمشاركة في التمثيل الغذائي، وتنظيم تخثر الدم، ومحاربة الالتهابات. ومن هنا تكمن خطورة هذا الالتهاب الغامض.

يؤدي التهاب الكبد إلى مشكلات صحية خطيرة مثل: السرطان وفشل الكبد، ويُمكن أن يكون قاتلًا.

وتعتبر الفيروسات من أهم مسبّبات التهاب الكبد، على غرار فيروسات الالتهاب الكبدي "إيه"، و"بي"، و"سي"، و"دي".

وتختلف هذه الفيروسات من حيث كيفية انتقالها وانتشارها الجغرافي وأعراضها - إذ لا تظهر الأعراض لدى الجميع- وشدتها، ولكنها تؤدي جميعها إلى الإصابة بالتهاب الكبد.

ومن بين العوامل التي تسهم في تضرر الكبد أيضًا تناول الكحول، وبعض الأدوية، واضطرابات الجهاز المناعي.

ماذا حصل للأطفال المصابين؟

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه في بعض الأحيان، لا يوجد سبب واضح للإصابة بالتهاب الكبد، وهو ما حدث في حالات الأطفال المبلغ عنها إلى منظمة الصحة العالمية.

ووفق التقارير الطبية، لم يتم رصد أي من فيروسات التهاب الكبد الشائعة في أي من الأطفال المصابين. ومع ذلك، في بعض الحالات حدث فشل في وظائف الكبد، وهو أمر نادر الحدوث بين الأطفال.

ولذلك، عندما لاحظ الأطباء في بريطانيا ارتفاعًا في مثل هذه الحالات لسبب مجهول أصبحوا قلقين.

وأوضحت الأستاذة المساعدة آشا بوين، طبيبة في مستشفى بيرث للأطفال في أستراليا وباحثة في الأمراض المعدية في معهد تيليثون للأطفال، للصحيفة: "هذا أمر غير معتاد بالتأكيد، ولا يمكنني التفكير مرات عديدة في حياتي المهنية حيث واجهنا شيئًا كهذا".

وتقول إن "ما رصدناه هو أن الكبد قد فشل تمامًا لدى هؤلاء الأطفال. وهذا نادر للغاية في الطفولة. وقد وضعنا جميعًا في حالة تأهب قصوى".

ما هي أعراض المرض؟

أكدت الصحيفة أن الأطفال "كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام، قبل أن يمرضوا بشكل حاد وخطير"، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.

وعانى العديد منهم من أعراض في الجهاز الهضمي، مثل: آلام البطن، والإسهال، والقيء، قبل التشخيص مباشرة. بينما أصيب العديد منهم باليرقان، وهو حالة إصفرار الجلد والعينين.

وتم اكتشاف الفيروس الغدي "ادينو فيروس" (AdenoVirus) عند 70 حالة من حالات الالتهاب الكبدي الغامض. والفيروس الغدي هو حالة شائعة تسبب الزكام والتهاب الحلق والحمى والإسهال. كما تمّ اكتشاف فيروس كوفيد 19 في نحو 20 طفلًا من المصابين بالالتهاب الكبدي.

وحتى الآن، لم يتمّ تأكيد الأسباب المحتملة للإصابات. بينما تركّز بعض الأبحاث الطبية على العوامل البيئية أو الفيروسات أو الكائنات الحية التي من المرجّح أن تكون من المسبّبات.

ورغم ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها الأخير عن الحالات، إنه في حين أن الفيروس الغدي يمثّل حاليًا إحدى الفرضيات للإصابات، "فإنه لا يفسر تمامًا خطورة ما حدث".

وأوضحت أن "سلالة الفيروس الغدي، المعروفة باسم النوع 41، والتي اكتُشفت لدى العديد من الأطفال، لم يتم ربطها سابقًا بالتهاب الكبد الحاد لدى الأطفال".

أما بوين فقال إن نظرية الفيروس الغدي هي التفسير الأكثر ترجيحًا حتى الآن، ولكن "لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن حول ما إذا كان هذا هو العامل المسبب المطلق في ذلك".

وبينما استبعدت المنظمة العالمية أي صلة لالتهاب الكبد بلقاحات كورونا، حيث إنه لم يتم تطعيم أي من الأطفال المصابين، قالت مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها الدكتورة أندريا أمون إن البحث يدور حول ما إذا كانت عمليات الإغلاق قد أضعفت مناعة الأطفال بسبب انخفاض التعرّض لمسبّبات الأمراض.

وحثّت منظمة الصحة العالمية البلدان على توخّي الحذر والإبلاغ عن أي حالة التهاب الكبد لدى الأطفال مجهولة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بأخذ عينات من الدم والبول والبراز والجهاز التنفسي، وكذلك عينات الكبد من هؤلاء الأطفال.

وقالت: "هناك أسباب أخرى معدية وغير معدية تحتاج إلى تحقيق شامل".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close