الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

لن تتوانى عن استخدام القوة.. الصين تشرح بالتفصيل خططها لاستعادة تايوان

لن تتوانى عن استخدام القوة.. الصين تشرح بالتفصيل خططها لاستعادة تايوان

Changed

تقرير يتناول المناورات العسكرية الصينية والتايوانية (الصورة: غيتي)
صدر تقرير حكومي صيني حول موقف بكين من تايوان، مبينًا أنها سحبت تعهدها بعدم إرسال قوات أو إداريين إلى تايوان بعد استعادتها، وأن خيار استخدام القوة ما زال مطروحًا.

وعدت الصين في تقرير حكومي اليوم الأربعاء، بعدم ترك "أي هامش مناورة" لمؤيدي استقلال تايوان، مؤكدة أن "استخدام القوة" لاستعادة الجزيرة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، ما زال مطروحًا "باعتباره ملاذًا أخيرًا".

ويأتي هذا التحذير الجديد بعد تنفيذ الصين أكبر تدريبات عسكرية مكثفة قرب تايوان جرت في الأيام الأخيرة، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه التي وصفتها بـ"المستفزة".

ونشر "مكتب شؤون تايوان"، الهيئة الحكومية الصينية "كتابًا أبيض" الأربعاء، يحمل عنوان "قضية تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد". ويشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة خصوصًا عبر حوافز اقتصادية.

وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية: "نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي"، لكنها أضافت: "لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان، أيًا كانت".

وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة، جزءًا من أراضيها لم تنجح بعد في إعادة توحيده مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949.

وقالت بكين في الوثيقة وهي الأولى حول هذا الموضوع منذ عام 2000: "لسنا ملتزمين بالتخلي عن استخدام القوة".

لكنها أوضحت بعد ذلك أنه "يمكن استخدام القوة باعتباره ملاذًا أخيرًا، في ظروف قاهرة. سنضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر".

وكانت الصين قد قالت في تقريرين سابقين بشأن تايوان، صدرا عامي 1993 و2000، إنها "لن ترسل قوات أو موظفين إداريين إلى تايوان" بعد تحقيق الوحدة.

"ازدهار اقتصادي"

ويتضمن الكتاب الأبيض وعودًا بازدهار اقتصادي بعد "إعادة التوحيد"، إذ تقترح الصين تعزيز العلاقات الثقافية، وفي مجال الضمان الاجتماعي والصحة وحتى تعزيز "التكامل" الاقتصادي بشكل أفضل خصوصًا عبر "سياسات تفضيلية".

ويؤكد النص أنه "بوجود وطن قوي يعتمد عليه، سيكون مواطنو تايوان أقوى وأكثر ثقة وأكثر أمانًا وسيحظون بقدر أكبر من الاحترام على الساحة الدولية".

وترفض تايوان مزاعم الصين بالسيادة عليها وتقول: إن سكان الجزيرة هم من لهم حق تقرير مستقبلها، وتتعهد بالدفاع عن ديمقراطيتها.

ويقول الحزب الشيوعي الحاكم في الصين: إن تايوان يمكن أن تعود إلى حكم البلاد وفقًا لمبدأ: "دولةٌ واحدةٌ ونظامان"، على غرار الصيغة التي عادت بموجبها مستعمرة هونج كونج البريطانية السابقة إلى الحكم الصيني في عام 1997.

ولم يظهر في التقرير الأخير ذلك السطر، الذي يهدف إلى طمأنة تايوان بأنها ستتمتع بالحكم الذاتي بعد أن تصبح منطقة إدارية خاصة تابعة للصين.

وجاء في تقرير عام 2000 أنه "يمكن التفاوض على أي شيء"، طالما تقبل تايوان أن هناك صينًا واحدة فقط ولا تسعى إلى الاستقلال، وهو ما لم يأت ذكره في التقرير الأخير.

بدوره، قال وانغ وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحافيين: "أي محاولة للتصدي لإعادة التوحيد بالقوة المسلحة... محكومة بالفشل".

وكانت عشرات السفن والطائرات الحربية الصينية قد شقت مضيق تايوان الأسبوع الماضي، بينما تلبّدت السماء بالطائرات الحربية المقاتلة في مناورات عسكرية، قالت عنها تايوان إنها تسير وفق كتيّب عسكري صيني عنوانه: "الغزو"، وتغيير الوضع القائم في المضيق والمنطقة كلها، بحسب الخارجية التايوانية.

وتزامن ذلك مع إطلاق الجيش التايواني أمس الثلاثاء، مناورات عسكرية بالذخيرة الحية تحاكي صد هجوم يستهدف الجزيرة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close