في أحدث خروج له، يجدد رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا مد يده للحوار مع معارضيه حرصًا على وحدة البلاد ومصلحتها ويؤكد أن حكومته تشكلت بتوافق ليبي وبإدارة داخلية خالصة.
فبرأيه يظل المعارضون مكونًا مهمًا في المشهد السياسي، وجزءًا من ليبيا التي لن تبنى إلا بتعاون الجميع من دون إقصاء أو تخوين، على حدّ تعبيره.
وفي غمرة هذه الدعوة، يلقي باشاغا الضوء من جديد على شرعية حكومته التي كلفه برئاستها برلمان طبرق، بينما لا يزال غريمه عبد الحميد الدبيبة يمسك بزمام إدارة الدولة، ويسيطر على مؤسساتها الحيوية، رافضًا التسليم إلا بموجب انتخابات حرة ونزيهة.
باشاغا يعد بالانتخابات
أما تلك الانتخابات المتعثرة فقال عنها باشاغا إن حكومته ستعمل على تهيئة الظروف وكافة المتطلبات اللازمة لإجرائها، خاصة بعد تعثر التوافق حول قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفي ظل استمرار مشاهد عسكرة الشارع والمخاوف من عودة الحرب.
ولتجنب هذه الحرب، يكشف موقع "إفريقيا إنتليجنس" القريب من الخارجية الفرنسية عن اجتماعات جمعت بين ممثلين عن الدبيبة وحفتر لإيجاد صيغة توافقية لقيادة البلاد، قبل أن تسارع البلاد إلى نفيها.
فتحي باشاغا يجدد دعوته للحوار مع معارضيه لضمان الاستقرار في #ليبيا مؤكدا العمل على إجراء انتخابات حرة تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/1fL4d1mFGv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 31, 2022
مقدمة لخارطة تحالفات جديدة؟
تزامنًا، تظل مشاهد العسكرة تفرض نفسها. وفي مصراتة أعلنت عدد من القيادات العسكرية والثوار في المدينة رفضهم ما يسمونهم عودة القمع والترهيب والمساس بمبادئ الثورة.
فقد شهدت البلاد خلال أسبوع واحد اشتباكات بين مجموعات مسلحة في مناسبتين متفرقتين بين مصراتة وطرابلس، ما يعزز المخاوف من سيطرة هذه الفصائل المسلحة على مسار الأحداث التي تركت استياء واسعًا لدى المواطنين في البلاد، وسط تعثر مسار الحل السياسي.
وقد ينظر للتطورات الأمنية الأخيرة في البلاد، وقرار المستشارة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز مغادرة منصبها، على أنه مقدمة لرسم خارطة تحالفات سياسية جديدة في المشهد الليبي، ما دامت جهود إيجاد صيغ حل للأزمة متعثرة.