هزم المنتخب الأرجنتيني، ليلة أمس الثلاثاء، نظيره البرازيلي في الجولة السادسة من تصفيات القارة الأميركية اللاتينية لكأس العالم المقبلة في أميركا وكندا والمكسيك 2026.
وتمكن أبطال العالم في قطر 2022، من إلحاق الهزيمة الأولى بمنتخب "السيلساو" على أرضه في تاريخ هذه التصفيات، في مباراة مشحونة تأخر موعد انطلاقها نصف ساعة بسبب شغب على المدرجات، بعد أن سجل المدافع نيكولاس أوتاماندي الذي حلّق عاليًا في الشوط الثاني هدف الفوز برأسه إثر ضربة ركنية في الدقيقة 63.
ميسي والشرطة البرازيلية
واتهم الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد المنتخب، الشرطة البرازيلية بالوحشية عقب الاشتباكات بينها والجماهير الزائرة في استاد ماراكانا، التي بدأت بعد عنف متبادل بين مشجعين برازيليين وأرجنتينيين وراء أحد المرميين خلال عزف النشيدين الوطنيين مما دفع الشرطة إلى مهاجمة الجماهير الزائرة لتفريقهم بالعصي.
ورد بعض مشجعي الأرجنتين بخلع وإلقاء المقاعد على رجال الأمن، بينما أصيب مشجعون آخرون بالذعر ونزلوا إلى أرض الملعب هربًا من المواجهات.
واستلقى أحد المشجعين الأرجنتينيين على أرض الملعب ووجهه ملطخ بالدماء قبل أن يتم نقله بعيدًا، فيما توجه المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي إلى المدرجات لمحاولة تهدئة الوضع قبل مغادرة الملعب والعودة إلى غرفة الملابس.
وقال ميسي في مقابلة تلفزيونية بالملعب: "كان الأمر سيئًا لأننا رأينا كيف كانوا يضربون الناس، كما حدث بالفعل في نهائي كأس ليبرتادوريس، كانت الشرطة تضرب الناس مرة أخرى بالعصي. اصطحب بعض اللاعبين عائلاتهم للملعب لحضور المباراة.
وأضاف: "توجهنا لغرفة الملابس لأنها كانت أفضل طريقة لتهدئة كل شيء، وكان من الممكن أن ينتهي الأمر بمأساة".
إصابة القائد
ميسي حمل بشدة على الشرطة البرازيلية: "أنت تفكر في العائلات والأشخاص الموجودين في الملعب الذين لا يعرفون ما يحدث وكنا مهتمين بذلك أكثر من خوض المباراة التي كانت في تلك اللحظة مسألة ثانوية".
من جهته، عبر ماركينيوس قائد البرازيل الذي شوهد يتحدث مع ميسي وبعض لاعبي الأرجنتين خلال محاولتهم تهدئة الوضع عن استيائه من هذه الأحداث. وقال ماركينيوس للصحفيين: "شعرنا بقلق بالغ على العائلات والنساء والأطفال الذين كنا نراهم مذعورين في المدرجات".
وعاد لاعبو الأرجنتين في نهاية المطاف إلى الملعب وبدأت المباراة بعد تأخير طويل، وألحقت الأرجنتين بالبرازيل الهزيمة الثالثة لها على التوالي، بعد أن أكملت المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد جولينتون قرب النهاية، ولم يلمع ميسي في المباراة كثيرًا، وبدا مرهقًا مع احتمال تجدد إصابته التي أبعدته عن الملاعب في الآونة الأخيرة.
واشتكى ميسي من إصابة عضلية أعلى الفخذ وغادر لتلقي العلاج بعد نحو نصف ساعة، قبل أن يتكرر الأمر مجددًا قرب نهاية الشوط. وغادر الملعب في الدقيقة 77 تاركًا مكانه لزميله أنخيل دي ماريا الذي حمل شارة القيادة.
مفاجأة صادمة
وتصدر أبطال العالم مجموعة تصفيات القارة اللاتينية، حيث فعت الأرجنتين رصيدها إلى 15 نقطة من ست مباريات، بينما تجمد رصيد البرازيل عند سبع نقاط في المركز السادس، وهو المركز الأخير الذي يضمن مكانًا لصاحبه مباشرة في نهائيات مونديال 2026.
مفاجآت المباراة لم تنته معها، فعقب نهاية اللقاء، كشف مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني بأنه يفكر في ترك منصبه، وجاء تصريح سكالوني الصادم بشأن مستقبله خلال مؤتمر صحفي في ملعب ماراكانا بعد المباراة.
وقال المدرب البالغ عمره 45 عامًا: "الأرجنتين تحتاج إلى مدرب يتمتع بكل الطاقة الممكنة ويكون في حالة جيدة، احتاج إلى إعادة التفكير في بعض الأمور. لدي الكثير من الأشياء التي يجب أن أفكر فيها خلال هذه الفترة. لقد قدمت هذه المجموعة من اللاعبين الكثير للجهاز الفني واحتاج إلى التفكير كثيرًا فيما سأفعله مستقبلًا".
وختم: "ليس وداعًا أو أي شيء من هذا القبيل لكني بحاجة إلى التفكير لأن المنافسة على هذا المستوى صعبة جدًا، والطموحات عالية للغاية ومن الصعب الاستمرار في تحقيق الانتصارات، سأتحدث إلى رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم واللاعبين بعد ذلك".
وتولى سكالوني المسؤولية في 2018 وقاد الأرجنتين إلى لقب كأس كوبا أميركا في 2021 والذي كان أول لقب كبير لها منذ كأس العالم 1986 قبل أن يحقق منتخب الأرجنتين لقبه الثالث في كأس العالم بالفوز بنسخة 2022 في قطر.
وفي بقية المباريات التي أقيمت ضمن التصفيات اليوم، فازت كولومبيا على مضيفتها باراغواي 1-صفر بفضل هدف رافائيل بوري في الدقيقة 11 من ركلة جزاء.
وتغلبت أوروغواي على ضيفتها بوليفيا بفضل ثنائية داروين نونيز وهدف لويس هاكين لاعب بوليفيا بالخطأ في مرماه. كما فازت الإكوادور على تشيلي 1-صفر بواسطة هدف أنخيل مينا.