الجمعة 3 مايو / مايو 2024

مئة يوم من الإضراب عن الطعام.. هل ينقذ بايدن علاء عبد الفتاح من السجن؟

مئة يوم من الإضراب عن الطعام.. هل ينقذ بايدن علاء عبد الفتاح من السجن؟

Changed

تحدث محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، عن الحالة الصحية والقضائية لعلاء عبد الفتاح (الصورة: تويتر)
تعجز عائلة علاء عبد الفتاح عن لقائه بشكل دائم، وخلال زيارتها الأخيرة له، أكدت أنه كان هزيل الجسد بشكل كبير، ما يؤثر على حالته الصحية.

يواصل المعارض السياسي المصري علاء عبد الفتاح، الذي يعتبر أشهر سجين في مصر، إضرابه عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم في السجون المصرية.

ودعت "لجنة دعم علاء عبد الفتاح" الولايات المتحدة إلى التدخّل للإفراج عنه، وذلك في ظل استعداد الرئيس الأميركي جو بايدن للقيام بجولة شرق أوسطية ستقوده إلى السعودية، حيث يلتقي عددًا من القادة العرب، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

من عو علاء عبدالفتاح؟

وعبد الفتاح هو من الشخصيات البارزة في ثورة 25 يونيو 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. ودخل عبدالفتاح إضرابًا عن الطعام منذ أبريل/ نيسان الماضي، ويقول أقرباؤه إنه يكتفي بـ100 سعرة حرارية يوميًا، تتمثّل بملعقة من العسل وببعض من الحليب في الشاي.

وعام 2021، أُدين عبدالفتاح، المعارض الشرس بتهمة نشر أخبار كاذبة، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات.  

وعبد الفتاح هو مبرمج معلوماتي يبلغ من العمر 40 عامًا، ولُقّب بـ"أيقونة ثورة 25 يناير". وحصل حديثًا على الجنسية البريطانية، وسجن للمرة الأولى عام 2006، في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ثمّ عام 2011 خلال تولّي المجلس العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوي إدارة البلاد، وعام 2013، ولمرتين، الأولى في مارس/ آذار في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، والثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أربعة أشهر من إطاحة الجيش بنظام مرسي بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي قبل أن يُصبح رئيسًا لمصر.

ومنذ ذلك الوقت، يقبع عبد الفتاح في السجون المصرية، حيث أمضى عقوبة حبس مدتها 5 سنوات بتهمة التظاهر دون تصريح، وأُفرج عنه في مارس 2019 قبل اعتقاله من جديد في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه وحتى اليوم، بتهمة نشر أخبار كاذبة. وهذا الاتهام كثيرًا ما يوجّه إلى المعارضين في مصر على مدار الأعوام الأخيرة، لكن عبد الفتاح كان معروفًا بنضاله رفضًا لمحاكمة المدنيين عسكريًا.

وتقدّر المنظمات الحقوقية عدد السجناء المصريين السياسيين في مصر بـنحو 60 ألفًا، إلا أن السيسي ينفي ذلك على الدوام.

وولد عبد الفتاح عام 1981 في أسرة حقوقية، وهو نجل المحامي البارز في مجال حقوق الإنسان أحمد سيف الدين، ووالدته أستاذة الرياضيات في جامعة القاهرة والناشطة السياسية ليلى سويف. وله شقيقتان هما الناشطتان منى وسناء.

ولم يكن عبد الفتاح الوحيد في أسرته الذي عانى من الحبس في السجون المصرية، إذ عوقبت شقيقته سناء بالسجن مرتين تحت حكم السيسي: عام 2014، وأُفرج عنها بعد أن شملها قرار رئاسي بالعفو مع مئة شخص آخرين؛ وعام 2020، مدة عام ونصف بتهمة نشر أخبار كاذبة.

لم يحرم السجن عبد الفتاح من حريته فقط، بل أضاع عليه مناسبات عدة تمنّى حضورها. فعام 2011، وأثناء وجوده خلف القضبان بتهمة التحريض على العنف، ولد نجله الذي أسماه خالد تيمنًا بالشاب خالد سعيد الذي قُتل عام 2010 نتيجة قمع الشرطة، وكان سببًا رئيسيًا في تحريك مظاهرات الـ25 من يناير.

وعام 2014، تُوفي والده بعد أن أمضى أعوامه الأخيرة بين أروقة المحاكم في محاولة لإطلاق سراح علاء وسناء.

زارع: حياة عبدالفتاح في خطر

وأوضح محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، أن كل المعلومات المتوافرة عن صحة علاء عبد الفتاح تأتي من خلال أسرته ومحاميه خالد علي، لأنه ممنوع من الزيارة، والخروج خارج زنزانته.   

وقال زارع، في حديث إلى "العربي"، من جنيف، إن عائلة عبد الفتاح تعجز عن لقائه بشكل دائم، وأنه خلال زيارتها الأخيرة له، كان هزيل الجسد بشكل كبير، ما يؤثر على حالته الصحية ويعرض حياته للخطر.

وأوضح أن لا معلومات متوافرة عن حصول عبد الفتاح على زيارات طبية، كما رفضت إدارة سجن وادي النطرون حيث يقبع علاء، زيارة محاميه خالد علي. كما رفض مأمور قسم الشرطة التابع للسجن تدوين محضر بالواقعة. وعاد المحامي إلى القاهرة من دون التمكّن من زيارة علاء عبدالفتاح.

وعن دور بريطانيا، قال زارع إن أسرته حاولت الدفع إلى تسليم عبد الفتاح للسلطات البريطانية، على غرار سجناء آخرين تمّ تسليمهم لبدان أخرى بعد تنازلهم عن جنسيتهم المصرية لقضاء تلك العقوبة في سجون تلك البلدان، "لكنّ هناك تعنّتًا غير مفهوم من السلطات المصرية التي رفضت حتى زيارة القنصل البريطاني لسجن وادي النطرون".

واعتبر أن السلطات المصرية تتعامل بطريقة "انتقامية" من عبد الفتاح، لمجرد كتابة تغريدة عن بعض المشكلات التي يعانيها السجناء في السجون المصرية، وتعرّضهم للتعذيب.

وشدّد على أن علاء عبد الفتاح "لم يرتكب أي جريمة، لم يدع للعنف أو يحرّض عليه، وأن تغريدته كانت تستحق تعقيبًا من السلطات المصرية لا التنكيل به خمس سنوات في السجن".

وأبدى زارع خيبة أمله من غياب رغبة السلطات المصرية في بدء صفحة جديدة مع شباب ثورة 25 يناير.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close