اعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أن الحل للأزمة السياسية الراهنة لن يحدث إلا بتشكيل حكومة توافق وطني أو الذهاب إلى انتخابات.
ولفت البرهان خلال احتفالات الجيش بعيده الثامن والستين، إلى أن الجيش لن ينحاز إلى أي طرف من الأطراف السياسية، مؤكدًا استعداد المؤسسة العسكرية للاستجابة لرغبات الشعب المشروعة في التأسيس لنظام حكم ديمقراطي، ولكن تحت مظلة حكومة مدنية منتخبة.
مائدة مستديرة وحملات رفض
بموازاة ذلك، تتواصل جلسات مؤتمر المائدة المستديرة بهدف إحداث توافق سياسي بين الأحزاب لتشكيل حكومة كفاءات تدير المرحلة الانتقالية، وسط حملات رفض للمؤتمر وبغياب أحزاب سياسية عديدة.
وتتهم أحزاب سياسية البرهان بدعم هذا المؤتمر، الذي انطلق برعاية الشيخ الطيب الجد، علمًا أن البرهان يرحب بـ"المائدة المستديرة" بعدما رفض مبادرات عدة مضت، ويعده أول جهد منظم بعد إعلان الجيش انسحابه من العملية السياسية الشهر الماضي.
إلى ذلك، يأتي المؤتمر مع توقف المبادرة الأممية الإفريقية باعتبارها الدعم الدولي الأكبر للسودان، وسط اتهامات بتعثرها بعقبات داخلية.
ورغم التجاذبات السياسية قد تكون للشارع الكلمة الفصل، إذ يؤكد حزب المؤتمر السوداني أن التصعيد مستمر حتى الظفر بدولة مدنية ضد الحكم العسكري الانقلابي، كما يصف.
#البرهان يؤكد أن حل الأزمة السياسية في #السودان لن يحدث إلا بحكومة توافق وطني أو انتخابات تقرير: براءة العزاوي pic.twitter.com/F4QSeVZnGg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 15, 2022
"البرهان يعمل لإعادة النظام البائد"
يعتبر القيادي في قوى الحرية والتغيير شريف محمد عثمان، أن ما يصفه بـ"قائد الانقلاب دائمًا ما يذكر الحديث ويفعل نقيضه تمامًا"، مشيرًا إلى أن هذه المسألة تبدو واضحة في حديثه عن أنه لن ينحاز إلى أي طرف.
ويضيف في حديثه إلى "العربي" من الخرطوم، أنه "منحاز بالفعل لطرف واحد وواضح، حيث منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول ظل يحتمي بفلول النظام البائد ويسهل لهم إجراءات اجتماعاتهم ولقاءاتهم، وأطلق عددًا من المجرمين ومنتهكي حقوق الإنسان والمطلوبين للعدالة في السودان أو خارجه..".
ويتوقف عند ما يعدّه "إجراءات تسهيل جمع فلول النظام البائد وكل المشاركين معه وحشدهم في قاعة الصداقة تحت رعاية الشيخ الطيب الجد، وهو أيضًا من رموز النظام البائد"، مذكرًا بأن الشيخ داعم ومؤيد للبشير في انتخابات 2015.
ويشدد على أن البرهان يعمل جاهدًا لإعادة النظام البائد، الذي هو جزء لا يتجزأ منه.