الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

كورونا.. سلالة الهند تهدّد العالم بأسره فهل من حلّ في الأفق؟

كورونا.. سلالة الهند تهدّد العالم بأسره فهل من حلّ في الأفق؟

Changed

تواجه الهند أكثر من مجرد كارثة انسانية
تواجه الهند أكثر من مجرد كارثة إنسانية (غيتي)
تهدّد حالات التفشّي غير المنضبطة بإطالة أمد الوباء من خلال السماح لمتغيرات فيروسية أكثر خطورة بالتحول والانتشار وربما عدم التأثّر باللقاحات.

اقترب العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا في الهند، اليوم الإثنين، من 20 مليونًا و 219 ألف وفاة، فيما ما زالت المستشفيات مكتظة على الرغم من تدفّق المساعدات الدولية.

ويُعتبر تفشّي كوفيد 19 "أكثر من مجرد كارثة إنسانية"، إذ يقول الخبراء إن حالات التفشّي غير المنضبطة تهدّد بإطالة أمد الوباء من خلال السماح لمتغيرات فيروسية أكثر خطورة بالتحول والانتشار وربما عدم التأثّر باللقاحات، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستبدأ بتقييد السفر من الهند هذا الأسبوع، لكن القيود المماثلة على المتوجّهين من الصين التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب في الأيام الأولى للوباء أثبتت أنها غير فعّالة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، قوله: "يمكننا حظر جميع الرحلات الجوية التي نريدها، ولكن حرفيًا لا توجد طريقة لإبقاء هذه الطفرات شديدة العدوى خارج بلدنا".

لكن ما هي هذه السلالات؟ ولماذا تثير القلق؟

تغيّر فيروس كورونا بشكل دائم مع انتشاره بين البشر، ما أوجد فرصًا لظهور طفرات جديدة يُمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال أو حتى أكثر فتكًا. وسحق أحد المتغيّرات شديدة العدوى، والمعروف باسم "B.1.1.7"، بريطانيا في وقت سابق من هذا العام، حتى إنها انتقلت واستقرّت بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتُشير التقديرات الأخيرة إلى أن طفرة "B.1.1.7"  أكثر عدوى بنسبة 60 في المئة، وأكثر فتكًا بنسبة 67 في المئة من الشكل الأصلي للفيروس. السلالة الأخرى المقلقة هي "P.1" التي تنشر الفوضى في جميع أنحاء أميركا الجنوبية.

ويظل علماء الفيروسات غير متأكدين من سبب الموجة الثانية في الهند، إذ أشار البعض إلى طفرة محلية تسمى "B.1.617"، لكن الباحثين خارج الهند يقولون إن البيانات المحدودة تشير إلى أن سلالة "B.1.1.7" قد تكون السبب.

هل هناك سبب للقلق في حال التلقيح؟

في كثير من أنحاء العالم، لا يزال من الصعب الحصول على اللقاحات، خصوصًا في البلدان الفقيرة. ووفقًا للصحيفة، فقد تمّ تطعيم أقل من 2 في المئة من سكان الهند بشكل كامل.

وقال الدكتور جها: "إذا أردنا الانتصار على هذا الوباء، فلا يمكننا ترك الفيروس ينتشر في أجزاء أخرى من العالم".

وتشير المعطيات الأولية إلى أن اللقاحات فعّالة ضد الطفرات، على الرغم من أنها أقل تأثيرًا على بعضها.

وقالت الدكتورة سيلين غوندر، طبيبة الأمراض المعدية وعالمة الأوبئة في مستشفى بلفيو في نيويورك: "في الوقت الحالي، تظل اللقاحات فعالة، لكن هناك اتجاه نحو فعالية أقل".

ويقول صانعو اللقاحات إنهم مستعدون لتطوير جرعات معززة من شأنها مواجهة الطفرات، لكن مثل هذا التطوير لن يفيد كثيرًا الدول الفقيرة التي تكافح بالفعل للحصول على اللقاحات الحالية. 

من جهتهم، يقول الخبراء إن أفضل طريقة لتجنّب ظهور متغيّرات خطيرة هي الحد من الإصابات الجديدة وتحصين معظم البشر في أسرع وقت ممكن.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور مايكل دايموند، أخصائي المناعة الفيروسية بجامعة واشنطن في سانت لويس، قوله إنه كلما طال انتشار فيروس كورونا، إلا وزاد التحوّر، ما قد يُهدّد الأشخاص الذين تمّ تلقيحهم في نهاية المطاف، مضيفًا أن الحل الوحيد هو حصول دول مثل الهند على لقاحات كافية.

وعلى الرغم من أنها أكبر منتج للقاحات في العالم، تفتقر الهند إلى كمية اللقاحات الكافية لتلقيح سكانها، الأمر الذي يُقوّض خطة لتكثيف وتوسيع برنامج التطعيم.

وقال دايموند: "من أجل وقف هذا الوباء، علينا تطعيم العالم بأسره"، مضيفًا: "ستكون هناك موجات جديدة من العدوى مرارًا وتكرارًا ما لم نقم بحملة تلقيح على نطاق عالمي".

المصادر:
نيويورك تايمز

شارك القصة

تابع القراءة
Close