الأحد 6 أكتوبر / October 2024

"مجزرة نابلس" قرار سياسي تبنّاه نتنياهو.. هل تقترب الأوضاع من الانفجار؟

"مجزرة نابلس" قرار سياسي تبنّاه نتنياهو.. هل تقترب الأوضاع من الانفجار؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" دلالات العملية العسكرية الإسرائيلية المباغتة في البلدة القديمة بمدينة نابلس (الصورة: غيتي)
بعد أخبار عن وجود قنوات سرية بين مسؤولين من السلطة الفلسطينية وحكومة نتنياهو لخفض حدة التوتر، نفذت إسرائيل عملية دامية في نابلس راح ضحيتها 11 فلسطينيًا.

شيّعت نابلس شهداءها على وقع أصوات الرشّاشات عقب عملية عسكرية إسرائيلية استهدفت منزلًا للمقاومة في البلدة القديمة.

ومن بين الشهداء الفلسطينيين قادة ميدانيون ضمن مجموعة "عرين الأسود". واضطرت إسرائيل إلى خوض اشتباكات مسلّحة لساعات مع المجموعة المسلّحة، واستخدام صواريخ لقصف منزل كانوا يتحصّنون به.

ويقول جيش الاحتلال إنه خاض العملية بهدف القضاء على مطلوبَين نفّذا هجومًا استهدف أحد جنوده.

وكانت انتشرت أخبار عن وجود قنوات سرية بين مسؤولين من السلطة الفلسطينية وحكومة بنيامين نتنياهو، في محاولة، على ما يبدو، لخفض حدة التوتر والتصعيد في مناطق الضفة الغربية المحتلّة، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تفاهمات برعاية أميركية تتضمّن تراجعًا فلسطينيًا عن التقدّم بمشروع قرار لإدانة الإستيطان في مجلس الأمن، مقابل تسهيلات للسلطة ووقف مؤقت للاستيطان الإسرائيلي.

وعقب العملية التي أعادت التوتر إلى مربّعه الأول، أعلنت السلطة الفلسطينية التوجّه إلى طلب حماية دولية في مجلس الأمن. فيما تتأهّب إسرائيل لردّ فعل المقاومة سواء في الضفة أو في غزة، مع تأكيد الأخيرة أن صبرها قد نفد.

وتفيد الأرقام بسقوط أكثر من 60 شهيدًا منذ بداية العام الحالي برصاص الاحتلال، في ظل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

واقع يجعل سيناريوهات التصعيد غير معلومة، على الرغم من أن مبرراته متوافرة وبكثرة.

"عملية بأمر من نتنياهو"

وفي هذا الإطار، أوضح أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنّ ما تمّ التوصل إليه من تفاهمات خلال اليومين الماضيين كان نتيجة ضغوط أميركية على نتنياهو، نتيجة ظروف متعدّدة منها ما يتعلّق بالوضع داخل إسرائيل وأزمته مع حلفائه.

وقال مجدلاني في حديث إلى "العربي"،ط من رام الله: إنّ نتنياهو سبق وقدّم التزامات أمام الإدارة الأميركية، لكنّه الآن يتنصّل بشكل واضح وملموس من هذه التعهّدات.

ورأى أن قرار العملية العسكرية في نابلس "ليس قرارًا أمنيًا أو عسكريًا يتّخذه قائد منطقة أو رئيس الأركان وحده، بل قضية سياسية، يُعتبر نتنياهو هو صاحب القرار الأول والأخير فيها".

وأكد أن نتنياهو قرّر العودة إلى مربّع التوتر والتصعيد، لا السير بتهدئة تقود إلى فتح أفق سياسي ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب.

وأوضح أنه إزاء هذه الإجراءات التصعيدية، بدأت السلطة الفلسطينية سلسلة اتصالات سياسية للدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن ومجلس جامعة الدول العربية.

"إسرائيل تسعى لإلغاء البيئة الحاضنة للمقاومة"

بدوره، شرح رامي منصور، رئيس تحرير موقع "عربي 48"، أنّ العملية العسكرية في نابلس جاءت بقرار سياسي بمصادقة الكابينت الأمني، ورئيس الحكومة، ووزير الأمن.

وقال منصور في حديث إلى "العربي" من حيفا: إن جيش الاحتلال، في النهاية، لا ينفّذ أجندات نتنياهو السياسية من دون مبرر عسكري.

وأضاف أن جيش الاحتلال يستمرّ في إجراءاته التي بدأها في عهد حكومة لابيد وبينيت، واقتحامات جنين ونابلس، رغم التفاهمات التي أُعلن عنها برعاية أميركية.

وشدّد على أن هدف إسرائيل النهائي هو استئصال أي مقاومة فلسطينية في الضفة الغربية، وأنها ستقوم بالأمر إذا لم تقم السلطة الفلسطينية بذلك.

ورأى أنه من خلال سقوط هذا العدد من الشهداء، تهدف إسرائيل إلى محاولة إلغاء البيئة الحاضنة للمقاومة في الضفة الغربية، بمحاولة إظهارها على أنها أصبحت تشكّل خطرًا على الفلسطينيين.

"الاستمرار بالمراهنة على التفاهمات عبثي"

بدوره، استغرب زاهر الششتري القيادي في "الجبهة الشعبية" وجود تفاهمات فلسطينة- إسرائيلية برعاية أميركية، بعد هذه "المجزرة الرهيبة" التي ارتكبها الاحتلال في نابلس.

وقال الششتري في حديث إلى "العربي" من نابلس: إن الاستمرار بالمراهنة على التفاهمات والمباحثات "عبثي ويجب أن يتوقّف فورًا".

وأضاف أن الحلّ الوحيد هو في حوار وطني جدي، والعودة إلى أسس منظمة التحرير الفلسطينية الديمقراطية والكفاحية، والتوقّف عن المراهنة على الاحتلال والولايات المتحدة، التي ستؤدي إلى الاستمرار في سقوط المزيد من الضحايا بين الفلسطينيين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close