الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

محادثات مطولة جمعته مع بوتين.. ما حظوظ نجاح مبادرة شي لحل الأزمة الأوكرانية؟

محادثات مطولة جمعته مع بوتين.. ما حظوظ نجاح مبادرة شي لحل الأزمة الأوكرانية؟

Changed

نافذة تحليلية عبر "العربي" لزيارة الرئيس الصيني لموسكو ووساطة بكين للسلام (الصورة: رويترز)
يؤكد بوتين أن العلاقات مع الصين هي حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي والعالمي، ويصنفها نموذجًا يحتذى به لتعاون القوى الكبرى.

في زيارة هي الأولى إلى الخارج منذ إعادة انتخابه، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وقد ذكرت وكالات الأنباء الحكومية الروسية أن الرجلين أجريا محادثات غير رسمية لما يقرب من أربع ساعات ونصف الساعة، ومن المقرر عقد محادثات رسمية اليوم الثلاثاء أيضًا.

وتحمل الزيارة عنوان تعزيز الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، وشعار تقارب تحكمه مصالح الاقتصاد بين موسكو وبكين، وتوجهه رغبة سياسية مشتركة في مواجهة كسر واشنطن لعتبات رسمها الطرفان لأمنهما القومي والاقتصادي.

"حجر الزاوية للاستقرار"

يؤكد بوتين أن العلاقات مع الصين هي حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي والعالمي، ويصنفها نموذجًا يحتذى به لتعاون القوى الكبرى.

وقد قال أمس الإثنين متوجهًا إلى ضيفه: "لدينا العديد من الأهداف والمهام المشتركة، تتبنون موقفًا عادلًا ومتزنًا تجاه أغلب القضايا الدولية. وقد تعرفنا بشكل تفصيلي على مقترحاتكم لمعالجة الأزمة الحادة مع أوكرانيا، وسنناقش مبادرتكم التي نتعامل معها باحترام".

أما الرئيس الصيني، فما أن وطئت قدماه أرض موسكو حتى أعلن استعداد بكين للعمل مع موسكو لصنع نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلًا وعقلانية.

وقد يكون أحد أبرز أهداف الزيارة الصينية المهمة هو سعي بكين للوساطة بين موسكو وكييف، من منطلق مصالحها الاقتصادية التي تأثرت سلبًا من العقوبات.

ويلفت المحلل السياسي سيفغيني سيديروف، إلى أن من مصلحة الصين أن يتم التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، نظرًا إلى أن اقتصادها تضرر بسبب العقوبات وتعطل سلاسل التوريد.

بدورها، نددت واشنطن بزيارة شي إلى روسيا، قائلة إن التوقيت يظهر أن بكين توفر لموسكو "غطاء دبلوماسيًا" لارتكاب المزيد من الجرائم.

"التعويل على ساحة القتال"

تعليقًا على المشهد، يلفت الكاتب الصحافي أندريه أونتيكوف، إلى ترحيب روسيا بالمبادرة الصينية للسلام، متحدثًا عن وجود نقاط واقعية فيها.

وبينما يتوقف في إطلالته عبر "العربي" من موسكو، عند قول القيادة الأوكرانية إنها يمكن أن تدرس هذه المبادرة، يضيف أن "حقيقة الأمر أننا ندرك أن السلطات في كييف سترفض هذه المقترحات من قبل الرئيس الصيني".

ويذكر بمطلب القيادة الأوكرانية بانسحاب القوات الروسية إلى مناطق ما قبل 24 فبراير/ شباط 2022.

ويردف: يمكن أن نركز على هذه المبادرة، لكن على ما يبدو فإن الجميع يدرك تمامًا أن التركيز الرئيسي حاليًا هو على ساحة القتال". ويؤكد أن كل طرف يعوّل قبل كل شيء على ساحة القتال.

ويشدد على أنه "لن يكون هناك أي تراجع روسي عن الأقاليم الأربعة التي ضمتها موسكو إلى السيادة الروسية وكذلك عن شبه جزيرة القرم"، معتبرًا أن زيارة بوتين الأخيرة إلى ماريوبول تدل على ذلك.

"الصين فرضت نفسها على أميركا"

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل، ردًا على سؤال، أن الصين هي التي فرضت نفسها على الولايات المتحدة، لافتًا إلى "أنها تسعى لتقديم مبادرة، على غرار نجاحها بإعادة العلاقات بين السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ويعزو في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، اعتراض أميركا على وساطة الصين إلى كون إدارة بايدن ترى أن الصين تمد روسيا بالأسلحة، "فكيف يمكن لها أن تطالب في الآن عينه الأطراف الداخلة في الصراع بإنهاء الحرب؟".

إلى ذلك، يوضح ميخائيل أن الصين تريد لعب دبلوماسية دولية نشطة، فهي تحاول - حتى مع القمة التي عقدت مع روسيا - أن توازن تحالفاتها وتوجهاتها في السياسة الخارجية.

ويضيف أنها تسعى لأن "لا تكون حاضنة للموقف الروسي بصفة كبيرة، لكنها تريد منافسة واشنطن ذات النفوذ القوي في منطقة الخليج".

ويردف بأن لعب الصين دور الوسيط في مصالحة دولتين مهمتين في الخليج معناه أنها تكتسب أهمية دبلوماسية، وهي تريد لعب الدور نفسه بين روسيا وأوكرانيا، لكن إدارة بايدن تعترض على الأمر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close