السبت 18 مايو / مايو 2024

محطات بارزة.. حنان عشراوي تكشف كواليس مفاوضات مدريد والانتفاضة الأولى

محطات بارزة.. حنان عشراوي تكشف كواليس مفاوضات مدريد والانتفاضة الأولى

Changed

تتحدث القيادية الفلسطينية حنان عشراوي في هذه الحلقة من برنامج "وفي رواية أخرى" عن بداية عملها السياسي ومفاوضات السلام في مدريد والصعاب التي واجهها الوفد الفلسطيني.
تروي حنان عشراوي تفاصيل بداية عملها السياسي في الجامعة الأميركية في بيروت، وتتحدث عن الظروف التي أحاطت بالانتفاضة الفلسطينية الأولى وكواليس مفاوضات مدريد.

ضمن سلسلة حلقات من برنامج "وفي رواية أخرى"، تتطرق القيادية الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي إلى القضية الفلسطينية وما مرت به خلال العقود الأخيرة، والصعاب التي واجهت عملية السلام، إضافة إلى أخطاء ونجاحات منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي إطلالتها الأولى ضمن البرنامج الذي يقدمه الزميل بدر الدين الصائغ، تتحدث عشراوي عن بداية عملها السياسي، والظروف التي واكبت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وروايتها لما دار من أحداث خلال مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في مؤتمر مدريد.

وتروي عشراوي أن والديها لم يتكلما كثيرًا عما حدث للعائلة في النكبة عام 1948 سوى وجودها في طبريا في تلك الفترة حيث أبلغ طبيب من الأطباء اليهود والدها بأن هناك هجومًا على طبريا وبأن عليه وعائلته المغادرة.

وعلى الأثر، غادرت العائلة إلى العاصمة الأردنية عمّان لنحو سنة قبل أن تعود إلى رام الله مسقط رأس رب العائلة.

غادرت عائلة حنان عشراوي إلى الأردن بعد النكبة
غادرت عائلة حنان عشراوي إلى الأردن بعد النكبة

وتلفت إلى أنها سمعت الكثير عن النكبة من أشخاص بعيدين عن عائلتها، حيث قيل لها إن والدها الذي كان طبيبًا ويملك تصريحًا بالمرور عمل على نقل الغذاء للثوار في الجبال.

وعن تجربة والدها الذي انتمى إلى الحزب الوطني الاشتراكي، تقول حنان عشراوي إنه كان مبدئيًا وكان يؤمن بالمبادئ والأخلاق وتقدميًا ويملك رؤية منفتحة حول حقوق المرأة وطبيعة العدالة الاجتماعية.

وتؤكد أن قناعتها الثقافية والسياسية تشكلت داخل المنزل في البداية، خصوصًا أن والدها ووالدتها كانا يطالعان في مكتبتهما كثيرًا، لافتة إلى أن والدها كان يقول إن مطلبه الوحيد من أبنائه هو حصولهم على الدراسات العليا.

البداية من الجامعة الأميركية في بيروت

وتقول حنان عشراوي إنها توجهت في منتصف الستينيات إلى الجامعة الأميركية في بيروت لتلقي تعليمها هناك، مشيرة إلى أن تلك الجامعة كانت حاضنة للفكر والسياسة والتفاعل العربي القومي، متحدثة في الوقت نفسه عن وجود تيار مضاد للفكر التحرري في ذلك الوقت.

وتؤكد أنها دخلت العمل السياسي من خلال الجامعة الأميركية في تلك الفترة عبر انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين حيث كانت أول امرأة تنتخب فيه، كما عملت في المخيمات الفلسطينية آنذاك.

وفي الرواية الشخصية لعشراوي التي كتبتها عام 1994 تحت عنوان "الوجه الآخر للسلام"، تتحدث القيادية الفلسطينية عن أول لقاء لها بياسر عرفات في عمّان عندما كانت تدرس في الجامعة الأميركية في بيروت.

دخلت حنان عشراوي العمل السياسي من خلال الجامعة الأميركية في بيروت
دخلت حنان عشراوي العمل السياسي من خلال الجامعة الأميركية في بيروت

وتقول عشراوي إن اللقاء حصل خلال المؤتمر السنوي لاتحاد طلبة فلسطين الذي شكل حدثًا كبيرًا بحضور حركات ثورية وقيادات عالمية. وتؤكد أنها وعندما شاهدت "أبو عمار" للمرة الأولى في المؤتمر شعرت أنه يمثل ويجسد القيادة للثورة، إلى جانب رفاقه.

اللقاء الأول مع أبو عمار

وتروي أن أبو عمار أمسك بيدها خلال المؤتمر وأجلسها بجانبه داخل القاعة، إلا أنها أبلغته في حينه أن انتشار صورتهما إلى جانب بعضهما قد يعني عدم دخولها فلسطين لسنوات، وهذا ما حصل بالفعل.

وبعد انتهاء دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت، حصلت عشراوي على منحة دراسية توجهت من خلالها إلى الولايات المتحدة في ظل استحالة عودتها إلى الضفة نظرًا إلى إمكان سجنها، وعدم حصولها على الإقامة في لبنان.

عشرواي تعتبر أن جهود الفلسطينيين للتعريف في قضيتهم آنذاك كانت فردية في ظل عدم وجود مؤسسات تعمل بشكل ممنهج في هذا الإطار، رغم التفاعل مع الحركات الطلابية.

حصلت حنان عشراوي في الولايات المتحدة على الدكتوراه في اللغة والأدب الإنكليزي وعادت إلى رام الله حيث أسست قسم الآداب الإنكليزية في جامعة بيرزيت، وتدرجت إلى أن أصبحت عميدة كلية الآداب في الجامعة.

وأكدت أن ما يميز تلك المرحلة هو وجود توافق بين الطلاب والأساتذة في الجامعة، لافتة إلى أن البعد النضالي كان جزءًا من حياة الأساتذة ومن التثقيف والتعليم مع عدم الفصل بين البعد الأكاديمي والبعد النضالي وتثبيت الهوية.

وتؤكد أنها أسست جمعية الدفاع عن المعتقلين من الطلاب، إضافة إلى تنظيم مظاهرات ومواجهة الجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أنها كانت مسؤولة عن المفاوضات مع الجيش الإسرائيلي عندما كان يريد دخول الجامعة واعتقال الطلاب.

الانتفاضة الفلسطينية الأولى

وعن الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، تؤكد عشراوي أنها كانت هبة شعبية تلقائية بدافع وطني أصيل، حيث أراد الشعب أن يتخلص من الاحتلال وأن يواجه الجيش وأن يقول "كفى".

وتلفت إلى أن الشعب اشترك في هذه الانتفاضة قبل التنظيمات السياسية، لأن الدينامية السائدة آنذاك كانت تتمثل بالخروج إلى الشوارع ومواجهة الاحتلال.

وتقول إن تلك الانتفاضة كانت نقطة تحول حيث بدأ العالم ينظر إلى الفلسطينيين كشعب يملك رواية يجب أن تُسمع، مؤكدة أنها أعطت الشعب الفلسطيني شعورًا بأنه موضع قوة.

اندلعت الانتقاضة الفلسطينية الأولى عام 1987
اندلعت الانتقاضة الفلسطينية الأولى عام 1987

حنان عشراوي التي تشدد على أن الشعب الفلسطيني لديه كامل الحق في استخدام جميع وسائل المقاومة، تعتبر أن الشعب هو من يقرر متى وكيف ينتفض بما يضمن النتائج والاستمرارية.

منظمة التحرير الفلسطينية

وتوضح أن منظمة التحرير الفلسطينية بدأت بتغيير نهجها منذ عام 1974 عندما اعتمدت البرنامج المؤقت الذي يقول بإقامة دولة فلسطين على كل شبر من أرض فلسطين يتم تحريره.

وتؤكد أن المنظمة كانت الإطار الشامل لكل ما هو مقاوم لإثبات وجود الفلسطينيين وتثبيت حدودهم لأنها كانت تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله.

وحول مسار السلام في التسعينيات، تقول عشراوي إن الذهاب إلى المفاوضات كان قضية ملحة بعد اجتياح الكويت، متحدثة عن خطة آنذاك للقضاء على منظمة التحرير.

حنان عشراوي وأبو عمار
حنان عشراوي وأبو عمار

وتلفت إلى أن الولايات المتحدة كانت تقود هذه الخطة عبر الرغبة بحل القضية الفلسطينية لكن عن طريق التعامل مع الشعب تحت الاحتلال وإلغاء القيادة في الخارج ومفهوم حق تقرير المصير بحسب عشراوي.

وتروي أن الشروط الإسرائيلية والأميركية للمشاركة في مفاوضات مدريد وواشنطن كانت تتمثل بعدم مشاركة أي قيادي فلسطيني من الخارج أو من منظمة التحرير أو من القدس.

كواليس مفاوضات مدريد

عشراوي التي شددت على أن القيادة كانت تدرك أن هناك محاولة للقضاء على منظمة التحرير وإيجاد قيادة بديلة، وبالتالي كان التوجه دائمًا إلى ضرورة إنقاذ منظمة التحرير.

وأكدت أن المنظمة رأت في المسار الذي بدأته الولايات المتحدة في المفاوضات بأنه مدخل أساسي.

وأوضحت أن الحديث عن خلافات فلسطينية بشأن الوفد الفلسطيني الذي ترأسه حيدر عبد الشافي والذي شارك في مفاوضات مدريد ليس دقيقًا، مؤكدة تشكيل وفد كامل في حينه يمثل كل الفلسطينيين.

كانت حنان عشراوي ضمن الوفد الفلسطيني الذي شارك في مفاوضات مدريد
كانت حنان عشراوي ضمن الوفد الفلسطيني الذي شارك في مفاوضات مدريد

وشددت على أن الوفد الفلسطيني الذي لم يكن سياسيًا بالمعنى التقليدي بل مؤلفًا من ناشطين وأكاديميين ومثقفين، فرض خلال المفاوضات استقلاليته وخطابه المستقل وبرنامجه وهيكليته والتأكيد على أنه ليس جزءًا من الوفد الأردني.

عشرواي تقول إن الوفد كان يملك خططًا إستراتيجية واضحة إلى جانب المواقف المبدئية، حيث كان أفراده يركزون ويقرأون كل كلمة لفهم أبعاد ما يقال وما لا يُقال، للخروج برؤية واضحة.

وأشارت إلى غياب الشفافية والصراحة الكاملة بين الوفود العربية التي شاركت في مفاوضات مدريد رغم وجود جلسات للتنسيق.

وتحدثت عن زيارات سرية للوفد إلى تونس للقاء القيادة الفلسطينية قبل العودة إلى المفاوضات، واصفة تل محادثات مدريد بـ"المضنية" والصعبة جدًا.

إلا أنها شددت على أن الوفد المفاوض الذي كان يمتلك رؤية واضحة أكد للجميع أنه لا يمتلك أجندة سرية، بل كان المطلب تحرير الأرض، وكانت المطالبات في البداية تتم للحصول على سجلات السكان والأراضي، إلا أن إسرائيل رفضت تقديمها.

وتحدثت عشراوي عن نقاشات حادة دائمة ومشادات دارت بينها وبين وزير الخارجية الأميركي جيمس بايكر، حيث كانت تؤكد له دائمًا أن الفلسطينيين كشعب تحت الاحتلال لا يمكن أن يقبلوا بالإملاءات الإسرائيلية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close