الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"مراهقة متأخرة".. هل تصيب "أزمة منتصف العمر" الرجال دون النساء؟

"مراهقة متأخرة".. هل تصيب "أزمة منتصف العمر" الرجال دون النساء؟

Changed

نافذة سابقة ضمن برنامج "صباح النور" حول أزمة منتصف العمر (الصورة: غيتي)
تطال"أزمة منتصف العمر" رجالًا بين 35 و50 عامًا أو أكثر، فتراهم يعيشون مراهقة متأخرة، تؤدي إلى مشكلات عائلية تصل إلى حد الطلاق.

متى حل منتصف العمر يواجه البعض أزمة حقيقية، فتراه يتململ من واقعه ويسعى إلى إجراء تغييرات على مستوى المظهر الخارجي، والدائرة الاجتماعية المحيطة، وحتى العمل.

وما يُسمى بـ"أزمة منتصف العمر" تطال رجالًا بين 35 و50 عامًا أو أكثر، فتراهم يعيشون مراهقة متأخرة، تؤدي إلى مشكلات عائلية تصل إلى حد الطلاق.

ما هي "أزمة منتصف العمر"؟

تعرف المعالجة النفسية الأميركية آنييسا هانسون، أزمة منتصف العمر على أنها فترة اضطراب عاطفي في وقت محدّد لرغبة قوية في التغيير.

وبحسب موقع "سيكولوجي توداي"، تميز هانسون الفئة العمرية التي تشهدها بأنها بين 40 و60 عامًا. 

وبينما تذهب إلى التأكيد أن الأزمة تلك هي فترة تغيير واسع النطاق، تقول إن الشخص يعاني خلالها الكثير من التشويش وعدم اليقين بشأن هدف حياته.

وينقل الموقع عن ليزا باهار، وهي أخصائية علاجية في شؤون الزواج والأسرة، حديثها عن اتسام هذه الأزمة بتحول على مستوى السلوك، بناءً على الضغوط التي تتأثر بعوامل منها العمر والحالة الاجتماعية والقضايا التي لم يتم حلها من الماضي، والخوف من الإخفاق وكذلك الموت.

تصنّف أزمة منتصف العمر على أنها فترة اضطراب عاطفي في منتصف العمر لرغبة قوية في التغيير - غيتي
تصنّف أزمة منتصف العمر على أنها فترة اضطراب عاطفي لرغبة قوية في التغيير - غيتي

ما هي أعراض أزمة منتصف العمر؟

في إطلالة سابقة على شاشة "العربي" من تونس، أوضح المستشار في أمور الزواج والأسرة هشام الشريف أن أعراض أزمة منتصف العمر يمكن ملاحظتها من خلال بعض السلوكيات التي تظهر على الرجل، ومنها زيادة اعتنائه بنفسه، وتقليده للشبان الأصغر سنًا من خلال اللباس وصبغ الشعر واللجوء حتى إلى عيادات التجميل.

ويشرح أن الرجل في هذه الحال يشعر بأنه في مرحلة عمرية متأرجحة بين ما مضى من طفولته وشبابه وما ينتظره من شيخوخة، لذا يعود إلى مرحلة الشباب.

كما يتحدث عن رجال تظهر عليهم سلوكيات من الناحية العاطفية، حيث يعمدون إلى لفت انتباه الفتيات الأصغر سنًا.

ويتوقف عند أثر التقدير المنخفض للذات لدى الرجال بدءًا من سن الأربعين، موضحًا أنهم يشعرون بأنهم لم يستفيدوا جيدًا مما مضى من حياتهم، ويقررون تعويضه باعتماد طرق وأساليب مرفوضة اجتماعيًا.

وفيما يؤكد الشريف أن نسبة النساء اللواتي يعشن أزمة منتصف العمر أكثر بكثير من نسبة الرجال في العالم العربي، يعزو ذلك إلى طبيعة المجتمعات الشرقية الذكورية. 

ويشرح أنه فيما يعبّر الرجل عن هذه الأزمة من دون محرمات أو قيود، تبقى المرأة مكبلة بالقيود الاجتماعية، ولا تبوح بذلك إلا إلى بعض المقربات من صديقاتها.

ما يُسمى بـ"أزمة منتصف العمر" تطال رجالًا بين 35 و50 عامًا أو أكثر، فتراهم يعيشون مراهقة متأخرة - غيتي
ما يُسمى بـ"أزمة منتصف العمر" تطال رجالًا بين 35 و50 عامًا أو أكثر، فتراهم يعيشون مراهقة متأخرة - غيتي

ما العمل على أبواب منتصف العمر؟

وبما يخص الحلول، يؤكد مقال أرشيفي على موقع healthline أن منتصف العمر لا يجدر أن يكون أزمة على الإطلاق، بل يعتبر وقتًا رائعًا لإجراء تغييرات إيجابية.

ويذكر بأن هذه الفترة تترافق مع تغييرات غالبًا ما تحدث بسرعة، ويظل من الجيد معرفتها والتفكير بها، ناصحًا بأخذ الوقت الكافي للامتنان لأي تغييرات إيجابية.

إلى ذلك، يقدم الموقع جملة من النصائح لفترة منتصف العمر ومنها إيلاء المرء اهتمامًا لنفسه، لا سيما وأن من الشائع الشكوى من الإرهاق نتيجة الأعباء والمسؤوليات.

ويتوقف عند أهمية تعلم شيء جديد خلال هذه الفترة؛ يبقي العقل نشطًا ويمنح المرء ما يشعره بالحماس والفخر والإنجاز، على غرار الالتحاق بدورات تدريبية. 

وعاطفيًا، يشير المقال إلى ما يوصي به معالجو الزواج والأسرة من حيث أخذ بعض الوقت للتفكير في العلاقة مع الشريك.

ويذكر بأن تدهور العلاقات لا يُعد جزءًا لا مفر منه في منتصف العمر، وقد يكون الوقت المناسب للتخطيط لقضاء إجازة رومانسية.

وتشمل النصائح المقدمة أيضًا عدم الخوف من الخروج من منطقة الراحة في ما يخص اللياقة البدنية، والعمل على مشروع خاص يثير الاهتمام، ومراجعة معالج نفسي لغايات منها الحصول على المساعدة في تحقيق أقصى استفادة من سنوات منتصف العمر.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close