في وقت تؤكد فيه بكين أن العودة إلى الوضع الطبيعي عقب الإجراءات الصارمة لفيروس كورونا كانت سريعة نسبيًا، أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن "قلقه" من انتشار الفيروس بالمناطق الريفية من البلاد، مع توقع انتقال ملايين الأشخاص إلى قراهم قبل بدء الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة.
ودافع شي عن سياسته "صفر كوفيد" التي جرى التخلي عنها الشهر الماضي، بسبب الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والاحتجاجات غير المسبوقة التي أثارتها على مستوى البلاد، قائلًا إنها كانت "الخيار الصحيح"، وفق ما نقلت وكالة "شينخوا" للأنباء.
وأبلغ شي مسؤولين محليين في سلسلة مكالمات الأربعاء الماضي، قبل عطلة رأس السنة الصينية عن قلقه بشأن الوضع الصحي في المناطق النائية.
سياسة جديدة
وقبل أسبوع أعلنت بكين تسجيل 60 ألف وفاة على صلة بالفيروس منذ رفع القيود الصحية قبل شهر، لكن نائب رئيس الوزراء الصيني، الثلاثاء الماضي، قال خلال كلمة له في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا: "مؤخرًا عاد الإنتاج والحياة عمومًا إلى الوضع الطبيعي، وبدأت الصناعة الغذائية والسياحة وبقية القطاعات الاستهلاكية تعود إلى طبيعتها".
وتخلت الصين عن سياسة "صفر كوفيد" التي انتهجتها في ظل اتهامات كثيرة للسلطات بانعدام الشفافية، ولا سيما بعدما انتشرت أخيرًا تسجيلات فيديو كثيرة على شبكة الإنترنت تظهر اكتظاظًا في المستشفيات.
محارق الجثث مكتظة ودول تفرض قيوداً على دخول الصينيين إليها.. #كورونا يفتك بـ #الصين وأرقام متضاربة عن الوضع 👇 pic.twitter.com/MbIj3yP77n
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) January 11, 2023
وأبدى الرئيس الصيني قلقه "بشكل أساسي بشأن المناطق الريفية وسكان الريف بعد أن عدّلت البلاد إجراءات الاستجابة لكوفيد-19".
كما شدّد شي على بذل الجهود لتحسين الرعاية الطبية للفئات الضعيفة المعرضة للإصابة بالفيروس في المناطق الريفية.
ولفت شي بحسب الوكالة إلى أن "الوقاية من الوباء ومكافحته دخلتا مرحلة جديدة، ونحن لا نزال في فترة تتطلب جهودًا كبيرة"، مشددًا على ضرورة "معالجة النواقص في الوقاية من الأوبئة في المناطق الريفية".
وكان رئيس مكتب الإدارة الطبية في لجنة الصحة الوطنية جياو ياهوي، أكد للصحافيين، قبل أيام، أن الصين سجّلت 59938 حالة وفاة مرتبطة بكوفيد-19 بين 8 ديسمبر /كانون الأول 2022 و12 يناير/ كانون الثاني 2023.
نشاط للمسافرين
وتوقعت سلطات النقل تسجيل أكثر من ملياري رحلة بغضون 40 يومًا خلال الشهرين الجاري والمقبل، أي نحو ضعف رقم العام الماضي و70% من مستويات ما قبل الوباء.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن 30,2 مليون شخص سافروا في جميع أنحاء البلاد يوم الأربعاء فقط.
ويُخشى أن تؤدي حركة الانتقالات الهائلة هذه التي تصنف من أكبر الهجرات في العالم إلى زيادة الإصابات بالفيروس في الريف الصيني الذي يعاني من نقص الموارد.
ورفعت بكين الشهر الماضي سياستها المتشددة في ما يتعلق بالفيروس حيث ألغت فرض عمليات إغلاق صارمة وإجراء اختبارات جماعية إلزامية.
ودافع شي عن هذه السياسة أمس الأربعاء، مشددًا على أن إستراتيجية "صفر كوفيد" كانت "الخيار الصحيح" وسمحت للبلاد بمكافحة "جولات عدة من تفشي المتحورات".
وحقق الاقتصاد الصيني نموًا بنسبة 3% عام 2022، وفق ما أفادت إحصاءات رسمية نشرت الثلاثاء الماضي، مسجلًا أدنى معدلاته في 40 عامًا بسبب تفشي وباء كوفيد والأزمة العقارية التي شهدتها البلاد.