أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ليل الثلاثاء الأربعاء، استشهاد 3 مواطنين وإصابة 10 آخرين داخل مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب القطاع برصاص القناصة الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة في منشور مقتضب على منصة فيسبوك: "استشهاد 3 مواطنين وإصابة 10 آخرين داخل مجمع ناصر الطبي برصاص القناصة الإسرائيلية منذ عصر اليوم".
واليوم، أفاد مراسل "ألعربي" بإصابة طفل برصاص قوات الاحتلال داخل مبنى المستشفى.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد طلبت من إدارة المستشفى إجلاء النازحين والإبقاء على المرضى والكوادر الطبية، فيما أشارت الوزارة الفلسطينية أمس إلى استشهاد وإصابة نازحين بنيران الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من يوم أمس، قالت حركة "حماس": إن طلب الجيش الإسرائيلي المتمركز قرب مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة من النازحين مغادرة المستشفى يُنذر بعزمه "ارتكاب جريمة بحقهم".
تحذيرات دولية
من جهتها، أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها بسبب الوضع في المستشفى المحاصر، وقالت في منشور لها على منصة أكس: "قلقون للغاية إزاء الوضع في مستشفى ناصر"، ودعت القوات الإسرائيلية إلى ضمان عدم تعرض جميع أفراد الطواقم الطبية والمرضى والنازحين للأذى.
وأشارت المنظمة إلى أن الاحتلال أمر جميع النازحين في مستشفى ناصر، وهو الأكبر في جنوب غزة، بإخلائه، وبأنه أبلغ الكوادر الطبية والمرضى أنه يمكنهم البقاء شرط إبقاء شخص واحد لكل مريض، مؤكدة أن "الناس يخشون مغادرة المستشفى لأنهم سمعوا تقارير عن إطلاق نار على الأشخاص الذين يغادرونها"، مضيفة: "ينبغي منح أولئك الذين يريدون المغادرة الحق في الخروج الآمن".
والأحد، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور له على أكس: "نشعر بقلق عميق بشأن سلامة المرضى والعاملين الصحيين بسبب تصاعد الأعمال العدائية في محيط مستشفى ناصر".
وتحاصر قوات الاحتلال المستشفى منذ أكثر من 23 يومًا، فيما تحدثت وكالة "وفا" في وقت سابق عن نفاد الطعام ومياه الشرب لدى الطواقم والمرضى والنازحين داخله، ما ينذر بكارثة إنسانية.
هجمات عنيفة على خانيونس
ميدانيًا أيضًا، ومع استمرار العدوان على قطاع غزة لليوم الواحد والثلاثين بعد المئة، أصيب فجر اليوم أربعة مدنيين بقصف إسرائيلي طال شرق دير البلح في وسط القطاع، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بحسب ما أفاد مراسل "العربي" عبد الله المقداد.
وأكد المقداد من أمام مستشفى شهداء الأقصى، أن قوات الاحتلال واصلت عملياتها العسكرية في المنطقة الجنوبية من القطاع، وتحديدًا في خانيونس التي تشهد هجمات عنيفة من قبل جيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن الآليات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال هدمت بعض الأسوار المحيطة بمجمع ناصر الطبي، لاسيما من الجهة الشمالية.
وقال المقداد: إن قوات الاحتلال أعدمت أحد الأسرى بعدما أرسلته إلى مجمع ناصر لإبلاغ النازحين وكوادره الطبية بضرورة إخلائه، وأطلقت عليه النار بعد ذلك، حيث تم دفنه داخل المجمع.
ومنذ 131 يومًا تشن إسرائيل عدوانًا مدمرًا على قطاع غزة، خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.