دشّن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ونظيره العراقي مصطفى الكاظمي مشروع ربط كهربائي أردني عراقي على مقربة من الخط الحدودي بين البلدين.
ويهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى تزويد العراق بقدرة كهربائية تصل إلى 150 ميغاواط ورفعها إلى 500 ميغاواط في المرحلة الثانية وإلى 900 خلال المرحلة الثالثة.
العراق يعاني نقصا في إنتاج الطاقة
ويأتي هذا في الوقت الذي يعاني فيه العراق من فجوة في إنتاج الطاقة الكهربائية مقارنة مع الاستهلاك الفعلي. وتواجه العاصمة العراقية عجزًا يصل إلى 7 آلاف ميغاواط، حيث تحتاج البلاد إلى نحو 28 ألف ميغاواط لإدارة منازل ما يقرب من 40 مليون مواطن.
وشرعت بغداد في إنجاز مشاريع عدة لتوليد الكهرباء بالإضافة إلى الربط الكهربائي مع دول الجوار كالسعودية والأردن لتغطية النقص الكبير في مصادر الطاقة. فالقدرات الحالية لإنتاج الكهرباء في البلاد توفر الطاقة لمختلف المناطق بين 14 و20 ساعة تغذية يوميًا. ويتوقع أن يزود مشروع الربط الكهربائي مع السعودية العراق بنحو 1000 ميغاواط.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت بغداد رسميًا بدء الخطوات الفعلية لاستكمال مشروع الربط الكهربائي مع الأردن والتي تشمل فحص مسارات الخطوط ودراسة نقاط الربط وفحص التربة.
وفي يونيو/ حزيران 2021، أعلنت مصر استعدادها لسد عجز الكهرباء في العراق عن طريق الأردن بنحو 700 ميغاواط في غضون 24 شهرًا من ذلك التاريخ.
مصلحة عراقية أردنية مشتركة
وقد أوضح أمين سر نقابة أصحاب محطات المحروقات هاشم عقل في حديث إلى "العربي" من عمان أن إنتاج الكهرباء أمر لا يتعلق بالنفط بل بوجود محطات توليد الكهرباء. وقال: "إن الأردن يتمتع بقدرة كهربائية عالية جدًا تصل إلى 6500 ميغاواط ويستهلك يوميًا 3500 ميغاواط ولديه فائض يصل إلى 3000 ميغاواط، وذلك بسبب انتشار محطات توليد الكهرباء من الطاقة التقليدية وأخرى لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة".
ولفت إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق تم توقيعه العام الماضي وقد بدأت الدراسات الفنية ويحتاج إلى سنة تقريبًا لكي يصبح جاهزًا، مشيرًا إلى "معاناة العراق من نقص في إنتاج الكهرباء بسبب مشاكل فنية وعدم الاهتمام ببناء محطات جديدة أو صيانة المحطات القديمة".
وأوضح عقل أن مشروع الربط الكهربائي بين العراق والأردن يحتاج لنحو 18 شهرًا لإتمامه وستقوم كل دولة بتمويل تجهيز الشبكات وربطها داخل أراضيها، مؤكدًا أن المشروع هو مصلحة عراقية أردنية مشتركة.
وأكّد أن مشاريع الربط الكهربائي رائجة حول العالم. ولفت إلى قدرة الأردن على تلبية حاجات مشروع الربط الكهربائي مع العراق ومشروع الربط الكهربائي المقرر إنشاؤه مع لبنان عبر سوريا.
وأشار إلى أن جزءًا بسيطًا من الكهرباء لا يتخطى الـ10% سيصل إلى سوريا مقابل رسوم العبور، فيما ستصل الكمية الأساسية إلى لبنان، موضحًا أن تأمين التمويل من البنك الدولي هو العائق الوحيد أمام إتمام هذا المشروع الذي أصبح جاهزًا على المستوى الفني.