الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

معاقبة فالنسيا وإلغاء طرد فينيسيوس.. الكرة الإسبانية في ورطة العنصرية

معاقبة فالنسيا وإلغاء طرد فينيسيوس.. الكرة الإسبانية في ورطة العنصرية

Changed

"العربي" يناقش أبعاد قضية فينيسيوس وتأثيرها على الكرة الأوروبية وظواهر العنصرية فيها (الصورة: غيتي)
لا تزال قضية فينيسيوس تحظى باهتمام عالمي واسع، وسط حملات تضامن واسعة تداعى لها نجوم كبار في اللعبة عبر وسائل التواصل وعلى أرض الملعب.

قرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يوم أمس الثلاثاء، إلغاء قرار طرد فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد، من خلال رفع البطاقة الحمراء عنه، بعد تعرضه لهتافات عنصرية خلال مباراة فالنسيا يوم الأحد الماضي.

وأقر اتحاد اللعبة بمعاقبة نادي فالنسيا، بغلق جزئي لمدرجات ملعبه خمس مباريات وتغريمه مبلغ 45 ألف يورو (49536 دولارًا)، بعد الواقعة التي تفاعلت عالميًا، وأصيبت خلالها الكرة الإسبانية بضرر كبير، جراء اتهام اللاعب البرازيلي لمسابقة "الليغا"، والبلاد كلها بتفشي ثقافة العنصرية فيها.

ولا تزال قضية فينيسيوس تحظى باهتمام عالمي واسع، وسط حملات تضامن واسعة تداعى لها نجوم كبار في اللعبة عبر وسائل التواصل، وكذلك في أرضية الملعب حيث قام مواطنه رافينيا لاعب برشلونة، يوم أمس، بارتداء قميص ثان تحت قميص ناديه بعد استبداله في اللقاء أمام بلدالوليد، كتب عليه: "ما دام لون البشرة أهم من لمعة العيون، ستكون هناك حرب، نحن معًا يا فينيسيوس". 

قضية فينيسيوس تتفاعل

وطرد الحكم ريكاردو دي بورجوس بنغوتشكا، فينيسيوس في الوقت المحتسب بدل الضائع، بعد اعتدائه على أحد لاعبي فالنسيا بينما أمسك حارس النادي صاحب الأرض برقبة نجم ريال بعنف، وتوقفت المباراة لعشر دقائق حين أشار فينيسيوس إلى المدرجات باتجاه الأشخاص الذين هتفوا ضده. 

وأضاف الاتحاد المحلي في بيان أن "لجنة المسابقات بالاتحاد الإسباني ترى أن تقييم الحكم، تم تحديده بعد إغفال الواقعة بالكامل وهو ما أثر على قراره في النهاية، كما أن الحكم لم يتبلغ بالحقائق، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قراره التعسفي، لأنه كان من المستحيل عليه إجراء تقييم سليم لما حدث".

واستبعدت لجنة التحكيم الإسبانية كذلك، الحكم إيغناسيو إيغليسياس فيانويفا عن مباراتيه المقبلتين، لدوره في البطاقة الحمراء التي مُنحت. بدورها، ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الحكم البالغ من العمر 47 عامًا أقيل على الرغم من أن الاتحاد الإسباني لم يؤكد ذلك.

وكان فيانويفا مسؤولاً عن "في آي آر" خلال فوز فالنسيا 1-صفر في "لا ليغا" على ريال الأحد، لكن الفيديو الذي أظهره للحكم الرئيسي، لم يشمل حارس فالنسيا وهو يمسك بالبرازيلي حول عنقه بذراعه أولاً، وهو ما كان سيشكّل أيضًا مخالفة بالبطاقة الحمراء.

إقرار بتفشي العنصرية في إسبانيا

ووضعت قضية فينيسيوس الكرة الأوروبية، والإسبانية تحت المجهر الحقوقي، وكيفية التعاطي مع الحالات العنصرية، كما أدت لتحرك دبلوماسي رسمي برازيلي، بأمر رئاسي حيث استُدعي السفير الإسباني في برازيليا لتوضيح الاعتداء الذي تعرض له نجم منتخب البرازيل.

ووجدت رابطة "الليغا" نفسها في موقف محرج، حين أثار رئيسها تيباس السجال عبر وسائل التواصل، لتتحرك بعدها وزارة الداخلية على أعلى مستوى، وتقوم بحملة اعتقالات من خلال جهاز الشرطة في البلاد.

لكن رئيس الاتحاد الإسباني لويس روبياليس، أقر يوم الإثنين، بأن بلاده لديها "مشكلة" مع "العنصرية"، جراء ما تعرّض له نجم ريال مدريد. وقال في مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد بالقرب من مدريد: "في البدء، يجب الاعتراف بأن لدينا مشكلة سلوك، تربية وعنصرية في بلدنا".

ماذا تغير؟

واحتجزت الشرطة الإسبانية سبعة أشخاص في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء ووجهت لهم اتهامات مختلفة، في قضيتين منفصلتين حول اللاعب نفسه، إحداهما حول قيام مجموعة من الأشخاص بتعليق دمية مشنوقة تحمل اسمه، على أحد الجسور في العاصمة. 

تحرك الشرطة جاء بعد شكوى من النادي الملكي عن "جريمة كراهية" يتعرض لها اللاعب، الذي اعتبر في إحدى تغريداته السابقة أنه يخوض نضالًا في إثارة هذه القضية من أجل الأجيال القادمة. 

ويواصل فينيسيوس نشر تغريدات تصوب على تفشي العنصرية في الملاعب الإسبانية، فقد أعاد يوم أمس نشر مقطع فيديو لمواطنه، ونجم البرازيل السابق روبرتو كارلوس، حيث تعرض عام 1997 لإساءات مماثلة، حين كان يدافع عن ألوان القميص الملكي، وقال فينيسيوس في تغريدته: "العنصرية موجودة في الملاعب الإسبانية حتى قبل ميلادي. فماذا تغيّر حتى هذا اليوم؟". 

وفي البرازيل، استحوذت قضية نجم ريال مدريد على اهتمام شعبي ورسمي واسع. ففي سابقة تاريخية، تم إطفاء أنوار تمثال المسيح الفادي الذي يُعد أحد أبرز المعالم السياحية في العالم، لمدة ساعة كاملة فجر يوم الثلاثاء تضامنًا مع اللاعب.

ونظم برازيليون تظاهرة أمام القنصلية الإسبانية العامة في ساوباولو، دعمًا لمواطنهم ونجم منتخب "السيليساو" ، وهتفوا بعبارات منددة بالعنصرية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close