يواصل حراك "مواطنون ضد الانقلاب" في تونس "معركة الأمعاء الخاوية" التي بدأها مع بعض القوى السياسية قبل أيام احتجاجًا على إجراءات الرئيس قيس سعيّد، على الرغم من تدهور الحالة الصحية لعدد من المشاركين فيه.
وبحسب مراسل "العربي" في تونس، فقد تحوّل الإضراب إلى حلقات نقاش بشأن سبل الخروج من المأزق السياسي والتحركات المقبلة ليتجاوز بذلك هدف التنديد بخطورة الإجراءات الاستثنائية إلى اصطفاف لكل المناهضين لها.
وينقل عن المشاركين في الإضراب أنّهم يحتجّون لا لقضايا شخصية ولكن لقضية وطنية، وأنّ همّهم وضع البلاد الذي يقولون إنّه يسير إلى المجهول تحت "حكم الفرد الواحد"، كيف لا وقد أصبحت في عهده الحريات ومكاسب الثورة مهدّدة على حدّ تعبيرهم.
الإضراب الأول بعد الثورة
بين هؤلاء المشاركين المناضل اليساري والسجين السياسي السابق عز الدين الحزقي الذي نفّذ طيلة مسيرته من عهد بورقيبة إلى بن علي نحو 33 إضرابًا عن الطعام.
لكنّ ما يميّز هذا الإضراب ضدّ الرئيس قيس سعيّد أنّه "الأول بعد الثورة"، بحسب ما يؤكد لـ"العربي"، مضيفًا: "ما آلمني أنّني بعد الثورة وفي هذا العمر، ألجأ للسلاح نفسه الذي استخدمته حين كنت شابًا. هذا الأمر يقلقني فعلًا ويُظهِر الوجه القبيح للانقلاب".
"هدف واحد"
ولا يخوض الحزقي وحده معركة الأمعاء الخاوية، فمعه سياسيون آخرون من عدة تيارات حزبية جمعهم هدف واحد، وهو رفض الانفراد بالسلطة الذي ذاقوا ويلاته قبل الثورة، وفق ما يقولون.
ويوضح منسق مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" جوهر بن مبارك أنّ الهدف من هذه المعركة "خلق حركية سياسية ضد الانقلاب وضد الإجراءات الاعتباطية والإجراءات الاستثنائية" للرئيس قيس سعيّد.
ويضيف في حديث إلى "العربي": "سنواصل هذا الإضراب وسنصمد في وجه هذا الانقلاب حتى نحقق أهدافنا".