الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

معركة الخصوبة.. هل ينجح الاحتلال بفرض تغيير ديمغرافي في فلسطين؟

تحاول إسرائيل ترجيح كفتها في معركة الخصوبة من خلال التضييق على الفلسطينيين وإعاقة تطورهم الاقتصادي وتوسعهم الجغرافي - غيتي
تحاول إسرائيل ترجيح كفتها في معركة الخصوبة من خلال التضييق على الفلسطينيين وإعاقة تطورهم الاقتصادي وتوسعهم الجغرافي - غيتي
معركة الخصوبة.. هل ينجح الاحتلال بفرض تغيير ديمغرافي في فلسطين؟
معركة الخصوبة.. هل ينجح الاحتلال بفرض تغيير ديمغرافي في فلسطين؟
الأربعاء 7 يونيو 2023

شارك

يقاوم الفلسطينيون الاحتلال بأكثر من سلاح، ويخوضون معركة استعادة الأرض وتقرير المصير على جبهات عدة، ومن بين هذه الأسلحة والجبهات "سلاح الخصوبة وجبهة الديموغرافيا".

فقد أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نهاية عام 2022، تساوي أعداد الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية، مع مجموع اليهود فيها للمرة الأولى منذ النكبة.

ووصل هذا العدد إلى 7 ملايين نسمة، فيما أشارت تقارير وأبحاث أخرى إلى أن الكفة الديمغرافية سترجح لصالح اليهود ضد الفلسطينيين.

واستندت هذه الأخيرة في استشرافها على الإحصاءات الرسمية التي تفيد بأن معدلات الخصوبة في أوساط اليهود المتدينين تحديدًا، أعلى بكثير منها في المجتمع الفلسطيني.

معركة الخصوبة

تدير إسرائيل معركة الخصوبة للتفوق على الفلسطينيين بواسطة سياستين رئيسيتين، الأولى تقوم على تشجيع الولادة في أوساط المتدينين عبر تعزيز المقومات الاجتماعية والاقتصادية للإنجاب.

أما السياسة الثانية فهي التضييق على الفلسطينيين وإعاقة تطورهم الاقتصادي وتوسعهم الجغرافي.

ففي الداخل المحتل، الذي كان تعداد الفلسطينيين فيه 180 ألف نسمة بعد النكبة، وتجاوز المليون و800 ألف نسمة اليوم دون السماح بتوسعة تجمعاتهم السكنية، تعمل إسرائيل على توسعة الفجوة التعليمية بين الجنسين لخلق حالة عزوف عن الزواج أو التأخر فيه إلى عمر تكون فيه خصوبة النساء منخفضة لأسباب بيولوجية.

تقييد للفلسطينيين

وفي قطاع غزة المحاصر من المنافذ كافة، تفرض إسرائيل على الفلسطينيين حمية غذائية، إذ تتحكم بحصة الفرد من الغذاء الذي يصله من المعابر المصرية والإسرائيلية.

كما يشن الاحتلال حروبًا وعمليات عسكرية مدمرة بشكل مستمر، تترك خلفها آلاف الشهداء والجرحى والبنى التحتية المدمرة في غزة، الأمر الذي يجعل القطاع مكانًا غير صالح للعيش، حيث هاجر منذ عام 2007 حتى النصف الأول من 2022 أكثر من 10% من السكان.

أما في الضفة الغربية، فرقعة الاستيطان الإسرائيلي آخذة في الاتساع، والحواجز ونقاط التفتيش تأكل القرى والمدن وتقيد الفلسطيني في حركته بالتوازي مع الإفقار التنموي.

وفي القدس، تعيق إسرائيل التطور الديمغرافي الطبيعي للسكان، عبر التهجير وتقنين مصادرة الأملاك، حيث خلص باحثون إلى أنه لولا النكبة، لتجاوز تعداد المقدسيين اليوم مليوني نسمة.

مواجهة مع الاحتلال

في هذا السياق، يعتبر الأكاديمي والمستشار الدولي في الدراسات الديمغرافية يوسف كرباج أن "موضوع الخصوبة كان أمرًا مبدئيًا لدى الاحتلال، وعمل كثيرًا عليه".

ويذكر كرباج، في حديث من استديوهات "العربي" في لوسيل، بأن "أول رئيس للوزراء في إسرائيل دافيد بن غوريون شدد على ضرورة الاهتمام بالخصوبة اليهودية"، حتى "لا نصبح أقلية"، وفق توصيفه.

ويوضح أن "كل المسؤولين الإسرائيليين شددوا على ضرورة الخصوبة وأن يكون عدد اليهود أعلى الفلسطينيين".

ويقول: "أمام هذا الوقع، لم يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي، حيث قاموا من جهتهم أيضًا باعتماد إستراتيجيات لرفع الخصوبة رغم الصعوبات".

زخم ديمغرافي

من جهتها، توضح الأكاديمية والخبيرة الدولية في قضايا السكان حلا نوفل أن "إسرائيل عملت على رفع عدد اليهود عبر استقطابهم من كل دول العالم".

وتشير نوفل، في حديث من استديوهات "العربي" في لوسيل، إلى أن "إسرائيل قائمة على الاستعمار والاستيطان التوسعي، وكل من اختار المجيء كان عليه المساهمة في تزايد عدد السكان".

وتقول: "مسألة التكاثر مهمة وإسرائيل تبنت سياسة منذ البداية لتشجيع الإنجاب وهي عملية تغذت في مستوطنات الضفة الغربية".

وتضيف: "حتى الآن هناك زخم ديمغرافي لدى الفلسطينيين بالتوازي مع زخم قتالي لمواجهة كل سياسات الاحتلال".


للمزيد من التحليل والنقاش، تحاول الحلقة المرفقة من برنامج "قراءة ثانية" الإجابة على مجموعة من الأسئلة المرتبطة بمعركة الخصوبة وجبهة الغلبة، فكيف تخاض هذه المعركة بهكذا سلاح في هذا الزمن؟ وهل تحقق الكثرة الغلبة؟ وهل يصنع العدد الفرق؟
حلقة "قراءة ثانية" كاملة حول معركة الديموغرافيا وسلاح الخصوبة في فلسطين
المصادر:
العربي

شارك

Close