الأحد 19 مايو / مايو 2024

مع ازدياد حرائق الغابات.. ماذا يجب أن نعرف عن تلوث الهواء؟

مع ازدياد حرائق الغابات.. ماذا يجب أن نعرف عن تلوث الهواء؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" عن أسباب حرائق الغابات التي تشهدها معظم الدول في العالم (الصورة: غيتي)
من الأمور المثيرة للقلق المواد غير المرئية المعروفة بالمركبات العضوية المتطايرة مثل البوتان والبنزين. وتسبب تهيج العينين والحلق، في حين يعرف بعضها بأنه مسرطن.

تواجه أميركا الشمالية موسم حرائق غابات استثنائيًا، من كيبيك مرورًا ببريتيش كولومبيا وصولًا إلى هاواي، مع تعرّض مناطق قريبة وبعيدة على حد سواء لدخانها، الأمر الذي يسبب تلوثًا في الهواء.

وأحد الجوانب السلبية للدخان الناتج عن حرائق الغابات هو "الجسيمات الدقيقة"، وهي سموم يمكنها بأعداد كبيرة أن تجعل الدخان مرئيًا.

ما تأثير الجسيمات الدقيقة؟

وتوضح ريبيكا هورنبروك، عالمة كيمياء الغلاف الجوي في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، أن الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون "تشكّل خطرًا على صحة الإنسان وتنبعث بكميات كبيرة".

وأضافت هورنبروك التي تقوم برحلات جوية عبر الدخان لإجراء بحوثها، بالقول: "عادة، إذا كنت في اتجاه الريح عند وقوع حريق هائل، فذلك يكون السبب وراء ظلمة السماء وانعدام الرؤية" مثل السماء التي شوهدت فوق نيويورك نتيجة الحرائق التي كانت مستعرة على مسافة مئات الأميال في كيبيك في وقت سابق من هذا العام.

وتتغلغل الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون داخل الرئتين وقد تصل حتى إلى مجرى الدم.

وبحسب ما نشر الاقتصادي أخيرًا، مارشال بورك في جامعة ستانفورد على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مستشهدًا بحسابات أجراها مختبر متخصص في الجامعة، فإنه عند مطلع يوليو/ تموز الماضي، كان المواطن الأميركي قد تعرّض لـ450 ميكروغرامًا من الدخان لكل متر مكعب، وهو أسوأ من السنوات الممتدة من 2006 إلى 2022 كاملة.

ومن الأمور المثيرة للقلق أيضًا المواد غير المرئية المعروفة بالمركبات العضوية المتطايرة مثل البوتان والبنزين. وتسبب تهيج العينين والحلق، في حين يعرف بعضها بأنه مسرطن.

وعندما تمتزج المركبات العضوية المتطايرة مع أكاسيد النيتروجين التي تنتجها حرائق الغابات والموجودة أيضًا بكثرة في المناطق الحضرية جراء حرق الوقود الأحفوري، يساعد الخليط في تكوين الأوزون الذي قد يؤدي إلى تفاقم السعال والربو والتهاب الحلق وصعوبة التنفس.

وانتشر شراء السيارات بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية، وفي العقود التي تلت ذلك، كوّن العلماء فكرة عن طريقة تأثيرها على البشر، بدءًا من ظهور الربو في مرحلة الطفولة إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات قلبية وحتى الخرف في وقت لاحق من الحياة.

وأوضح كريستوفر كارلستن، مدير مختبر التعرض لتلوث الهواء في جامعة بريتيش كولومبيا، أنه خلافًا لذلك، لا توجد هذه الكمية من المعلومات حول دخان حرائق الغابات.

تأثير الدخان على الجهاز التنفسي

واستنادًا إلى حوالي عشرين دراسة منشورة "يبدو أن تأثير الدخان على الجهاز التنفسي أكبر منه على القلب والأوعية الدموية مقارنة بالتلوث المروري". وقد عزى السبب إلى أن أكاسيد النيتريك أكثر في التلوث المروري.

من جهته، قال جوشوا فيرتسل رئيس لجنة الجمعية الأميركية للطب النفسي المعنية بتأثير تغير المناخ على الصحة العقلية: إن ارتفاع درجة حرارة العالم يؤثر أيضًا على الصحة النفسية بطرق كثيرة.

وأوضح أن إحدى التفاعلات هي الشعور بالضيق و"الغضب والحزن والقلق في مواجهة الكوارث الطبيعية التي يتوقعون حدوثها"، فيما تكون هذه المعدلات أعلى بكثير لدى الشباب منها لدى المسنين.

وهناك أيضًا "التأقلم" العقلي، وهو نتيجة ثانوية للتطور تساعد على التعامل مع الضغوط الجديدة، لكن في حال عدم توخي الحذر، قد يتعرض الفرد لأخطار.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close