تُعتبَر المفاهيم المجتمعية والأقوال الشعبية وحتى الإنترنت مصدرًا لمفاهيم ومعلومات طبية، لا تأخذ بالاعتبار أنّ بعضها يفتقر إلى الدلائل الموثوقة.
وقد تجلّى هذا الأمر بشكل واضح خلال جائحة كوفيد 19، حين انتشرت معلومات طبية خاطئة في المجتمعات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أن بعض المفاهيم الخاطئة حول الطب قد تكون خطيرة للغاية على صحة الإنسان.
مفاهيم طبية شائعة لكنّها خاطئة
في هذا الإطار، رصد موقع "توب تينز" (Toptenz) 10 من بعض هذه المفاهيم الخاطئة من أجل سلامة الجميع.
فيما يلي نستعرض هذه المفاهيم، فانتبه من أن تتعرّض لفخّها:
1- نسب أكبر من الكحول لتعقيم أفضل
قد يعتقد البعض أنّ نسبة أعلى من الكحول المحمر (Rubbing alcohol) من شأنها أن تقتل المزيد من الفيروسات، ولكن هذا مفهوم خاطئ شائع.
والحقيقة هي أنّ تطهير الأسطح العادية يحتاج إلى نسبة كحول تصل إلى 70% لا 90% أو أعلى. والسبب في ذلك هو أن الكحول المحمر يحتاج إلى بعض الماء لينتشر حول الأسطح، وبعض الوقت لقتل الجراثيم قبل أن يتبخّر تمامًا.
وغالبًا ما يوصى بالكحول ذات النسب العالية للإلكترونيات.
2- زرع الأعضاء يحلّ مشكلاتك الصحية
الحقيقة المؤسفة هي أنّه بغضّ النظر عن مدى التطابق في الأعضاء المزروعة، فإن العضو المزروع يتطلّب تناول أدوية تُثبط جهاز المناعة للبقاء على قيد الحياة، وذلك لأنّ جسم الإنسان سيُحاول مهاجمة العضو الجديد.
كما يُمكن أن يُصاب المريض بنوع من السكري بسبب الأدوية التي يتعيّن عليه تناولها.
3- لقاح الإنفلونزا يؤدي إلى الإصابة بالإنفلونزا
يُجادل البعض بأنّ لقاح الإنفلونزا يؤدي إلى إصابة المرء بالإنفلونزا. لكن الحقيقة هي أنّ فيروس الإنفلونزا الموجود في الحقنة ميت، ولا يمكن أن يعود إلى الحياة فجأة.
قد يُصاب الشخص الذي تلقّى اللقاح ببعض الأعراض الخفيفة، التي غالبًا ما ترتبط بالإنفلونزا، والتي قد تستمر لبضع ساعات أو أيام، وهذا هو سبب تشكيك الناس بفعالية اللقاح.
ولذلك، يجب على كل شخص يتخطّى الأشهر الستة من العمر الحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا، لأنّ اللقاح السنوي يضرب سلالة الإنفلونزا التي من المتوقّع أن تكون أقسى من الأعراض الجانبية للقاح.
4- يمكن امتصاص السمّ من الجروح
من المفاهيم الشائعة أن يُحاول شخص ما امتصاص السمّ لإنقاذ الشخص المصاب بفمه أو باستخدام آلة مخصّصة لذلك.
لكنّ الحقيقة هي أنّ السمّ الناتج عن معظم الحيوانات لا يعمل بالسرعة التي تصوّرها الأفلام. فامتصاص السم من الجرح لن يُخرجه بشكل أسرع من قدرة جسم الشخص على ضخّه عبر الدم. كما يُمكن أن يُسمّم الشخص نفسه إذا كان لديه جرح في فمه.
ولذلك، ما عليك فعله حقًا، هو نقل الضحايا إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن وتزويدهم بمضادات السم.
5- حقن الأدرينالين في القلب تزيل جرعة زائدة من المخدرات
في بعض الأحيان، يكون الحقن داخل القلب ضروريًا، إلا أنّه لا يوجد سبب للاعتقاد بأنّه ضروري في حالة الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية.
كما أنّ الحقن داخل القلب يجب أن يتم ببطء وحذر من خلال القفص الصدري بواسطة متخصّص طبي مدرب.
أما في حالة الجرعة الزائدة من المخدرات، فيجب عدم استخدام الأدرينالين بل رذاذ الأنف "ناركان"، ما يجعل عملية وصول الدواء إلى الجسم أسهل بكثير، ومن ثمّ استخدام الإنعاش الرئوي.
6- النظارات الطبية تُعالج كل مشاكل العيون
هناك مفهوم خاطئ شائع مفاده أنّ النظارات يمكنها إصلاح جميع أو معظم مشاكل العين باستثناء العمى.
لكن الحقيقة هي أنّ الكثير من الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في الرؤية يعانون من مشاكل لا تستطيع النظارات ببساطة حلّها.
وفي معظم الأحيان، لا يستطيع العلم فعل الكثير للتخفيف من هذه المشكلات، على غرار: الضمور البقعي المرتبط بالعمر، واعتلال الشبكية السكري، وأضرار أشعة الشمس، وتلف الأعصاب من أي نوع.
7- إطعام المصاب بالبرد وتجويع المصاب بالحمى
صحيح أن نزلات البرد هي عدوى بكتيرية بسيطة، وأنّ الإنفلونزا فيروس، ومن المنطقي التعامل معها بشكل مختلف.
لكنّ الحقيقة هي أنّه لا يوجد أي مبرر علمي على الإطلاق لتجويع شخص يعاني من الحمى أو فيروس من أي نوع، أو كسر في الساق أو أي مشكلة طبية. كما أنّ الحفاظ على تغذية الشخص جيدًا وشرب الماء أمر بالغ الأهمية.
ومن هنا، يُمكن صياغة هذا المفهوم الخاطئ على الشكل الآتي: "أطعم المصاب بالبرد والمصاب بالحمى".
8- الإسعاف أسرع طريقة للوصول إلى المستشفى
على أمل وصولهم إلى المستشفى بشكل أسرع، يتّصل بعض الأشخاص بسيارة الإسعاف وإن كان لديهم طرق أخرى للوصول إلى هناك.
إلا أنّ هذه الفكرة الشائعة خاطئة تمامًا عن كيفية عمل النظام الطبي. فالغرض من سيارة الإسعاف هو إحضار شخص ليس لديه طريقة أخرى للوصول إلى المستشفى أو يحتاج إلى نوع من الرعاية لإبقائه على قيد الحياة في طريقه إلى المستشفى.
كما يمكن أن يُسبّب ذلك مشاكل للآخرين، لأنّه يمكن أن يقيّد هذه الموارد الهامة التي قد تكون ضرورية لهم.
وخلاصة القول هي أنّه إذا كان بإمكانك الوصول إلى المستشفى بأمان بطريقة أخرى وفي الوقت المناسب، فأنت لا تحتاج إلى سيارة الإسعاف.
9- أجهزة تنظيم ضربات القلب سحرية
بخلاف المذكور أعلاه والذي يعد مفهومًا شائعًا خاطئًا، فإن القلب يمكن إعادته إلى طبيعته بالصدمة إذا كان يعمل بشكل خاطئ، لكن لا يُمكن إعادة تشغيله إذا ما توقّف.
10- وضع شيء في فم شخص مصاب بنوبة
في بعض الأحيان، يُحاول الناس إدخال شيء بين أسنان المصاب بنوبة كهرباء لإنقاذه من احتمال عضّ لسانه.
لكن الحقيقة هي أنّه إذا أُصيب شخص ما بمثل هذه النوبات، فإن أحد أهم الأمور هو الحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا؛ ما يعني ضرورة تجنّب القيام بأي شيء قد يعيق تنفّسه، مثل وضع الأشياء في فمه.
وما يجب التركيز عليه فعليًا، هو التأكد من عدم وجود ما يُمكن أن يؤذي المصاب نفسه به، وتوقيت النوبة، وطلب المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.
