الجمعة 3 مايو / مايو 2024

"مقايضة" داخل البرلمان اللبناني.. لماذا بقيت المعارضة خارج المعركة؟

"مقايضة" داخل البرلمان اللبناني.. لماذا بقيت المعارضة خارج المعركة؟

Changed

نافذة ضمن "العربي اليوم" حول مجريات جلسة انتخاب رئيس البرلمان اللبناني ونائبه وهيئة مكتب المجلس (الصورة: رويترز)
تتحدث مراسلة "العربي" عن "صفقة" قامت على تصويت نواب "التيار الوطني الحر" لصالح نبيه بري، مقابل تصويت نواب الأخير لالياس بو صعب نائبًا له.

انتخب البرلمان اللبناني الجديد رئيسه ونائب الرئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس، فقد حصل نبيه بري على 65 صوتًا، ليترأس البرلمان للمرة السابعة على التوالي.

وفي السياق، أكد نواب "التغيير" الذين دخلوا البرلمان سيرًا على الأقدام، حاملين قضية انفجار المرفأ ومحاطين بأهالي الضحايا، أن مقاربة الملفات ستكون بما يخدم الناس.

وعبر هؤلاء النواب الحواجز الأمنية والسياسية التي كانت قبل أشهر تحول دون وصولهم إلى ساحة البرلمان لإيصال صوتهم، ليؤكدوا أنهم سيتكلمون بلسان الضحايا ويوصلون معاناتهم.

وفي هذا السياق، أكد النائب ملحم خلف من قوى التغيير، أنّ التكتّل الذي يجمع النواب الجدد سيكون ضمن اللعبة الديمقراطية، وليس خارجها.

من جهته، شدّد النائب المستقل ميشال معوض على وجوب "توحيد المعارضة" التي تأتي من مشارب مختلفة، لعدم السماح لأقلية نيابية بالتحكم بالمسار الدستوري بسبب تشتّت خصومها.

"صفقة" بين نبيه بري و"الوطني الحر"

وبحسب مراسلة "العربي" في بيروت، فإن كثيرين يصفون ما جرى في جلسة البرلمان بـ"المقايضة"، فبالطريقة التي أوصلت بري إلى الرئيس، انتُخب النائب عن تكتل "لبنان القوي" الذي يرأسه الوزير السابق جبران باسيل، الياس بو صعب، نائبًا للرئيس.

وتنقل عن هؤلاء حديثهم عن "صفقة" قامت على تصويت نواب "التيار الوطني الحر" لصالح بري في رئاسة البرلمان، مقابل تصويت نواب الأخير لبو صعب نائبًا له.

وتلفت إلى أنّ الكتلة التي تسمّي نفسها معارضة بقيت خارج المعركة التي دارت داخل البرلمان، وعينها على المعارك المقبلة، من تسمية أعضاء اللجان البرلمانية، إلى تسمية رئيس للحكومة، واختيار أعضائها، وهي استحقاقات ستحدد مدى تماسك المعارضة وقدرتها على التغيير.

متى يدعو عون إلى الاستشارات البرلمانية؟

في غضون ذلك، قالت مصادر من الرئاسة اللبنانية إنه من المبكر الحديث عن دعوة الكتل النيابية لاستشارات برلمانية من أجل تكليف شخصية بتشكيل حكومة خلفًا لحكومة تصريف الأعمال التي يرأسها نجيب ميقاتي.

وأوضحت المصادر أنّ لقاء الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ذو طابع بروتوكولي بعد إعادة انتخابه رئيسًا للبرلمان.

وكان بري قد توجّه إلى القصر الرئاسي فور انتهاء اجتماع البرلمان، حيث التقى الرئيس عون لبعض الوقت، من دون صدور أي تصريح له بعد اللقاء.

"نقطة غير مضيئة" في مسيرة بري

وتعليقًا على ما جرى في جلسة البرلمان، تتحدّث الصحافية اللبنانية دنيز عطا الله عن "صفقة حفظت ماء وجه الرئيس بري وأمّنت للتيار الوطني الحر منصب نائب الرئيس".

وتشير في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنّ هذه الصفقة كادت أن تكون "فوزًا على حافة الخسارة كما يقال"، موضحة أنّ الـ65 صوتًا التي نالها الرئيس بري لا تشكّل الفوز الذي يتمنّاه ليختم به حياته كرئيس للبرلمان، وهو شارف على الـ85 عامًا.

وتشدّد على أنّ ما جرى اليوم أضاف إلى مسيرة الرئيس بري "نقطة غير مضيئة ولم يكن ليتمناها"، على حد تعبيرها.

وتلفت عطا الله إلى أنّ الديناميّة التي حصلت في مجلس النواب أدّت إلى ما أدّت إليه، وأظهرت مرّة أخرى أنّ التيار الوطني الحر يقول شيئًا في العلن، وفي المضمر والممارسة يتصرّف بطريقة مختلفة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close