مكون رئيسي لكثير من الصناعات.. حرب السودان تهدد إمدادات الصمغ العربي

وسط النزاع المشتعل في السودان، يبدو أن مصنعي السلع الأساسية يسابقون الخطى الآن، لتوفير أكبر قدر ممكن من إمدادات الصمغ العربي.

فالسودان يعد أكبر منتج للصمغ في العالم، وتشكل الإمدادات منه نحو 70% من إجمالي الإنتاج العالمي.

ويعد الصمغ العربي من أكثر المواد المرغوبة عالميًا، نظرًا لأنه المكون الرئيس لكثير من الصناعات، بعد أن اعتمدته واشنطن نوعًا من الألياف الغذائية الصحية.

وبسبب الصراع على الأرض وانسداد الطرق، تتوقف التجارة في المنتج الأهم بالكامل، علاوة على أن عمليات الشحن تجمدت من ميناء بورتسودان مع إعطاء الأولوية لعمليات إجلاء المدنيين.

ويقدر موردون أن المخزونات الحالية من الصمغ، ستنفذ في غضون خمسة إلى ستة أشهر، بينما يبلغ الإنتاج العالمي من الصمغ العربي نحو 120 ألف طن سنوًيا بقيمة مليار ومئة مليون دولار.

ويمكن الحصول على مصادر المادة من خارج السودان، غير أنها أقل جودة من تلك المستخرجة من أشجار الأكاسيا المنتشرة في الولايات السودانية، وتصل قيمة أغلب أنواعه إلى نحو 3000 دولار أميركي للطن الواحد.

يعد السودان أكبر منتج للصمغ العربي في العالم - غيتي

وفي لفتة إلى أهمية الصمغ العربي بالنسبة إلى صناعات السلع الاستهلاكية، استثنته الولايات المتحدة من العقوبات التي كانت تفرضها على السودان منذ التسعينيات.

كيف يؤثر الصراع على الصمغ العربي؟

وبشأن تأثيرات الوضع في السودان على إمدادات الصمغ العربي، يوضح الصحافي الاقتصادي جمال محمد، أن الصراع في البلاد، لن يؤثر فقط على الصمغ العربي فحسب، وإنما على كل المنتجات والصادرات التي تخرج من الأراضي السودانية إلى مختلف دول العالم.

وفي حديث إلى "العربي" من الخرطوم، يضيف محمد أن الصمغ العربي السوداني هو الأعلى جودة عالميًا، مشيرًا إلى أن هناك أنواعًا أخرى تنتج من بعض الدول، كتشاد وإريتريا وإثيوبيا، لكنها لا تضاهي جودة صمغ السودان.

ويتابع أن تأثيرًا كبيرًا جدًا سيطال خلال الفترة القليلة القادمة الصمغ العربي، خاصة وأن جميع المصانع العالمية لا تمتلك مخزونًا يكفي لأكثر من ثلاثة إلى أربعة شهور.

ويوضح الصحافي الاقتصادي أن الصمغ العربي يدخل في كثير من الصناعات الاستهلاكية خاصة المواد الغذائية والمشروبات ومواد التجميل، بالإضافة إلى بعض الحلويات والشوكولاتة، التي تستخدم الصمغ العربي كمادة مثبتة، مشيرًا إلى أن الحرب ستؤثر عليه تأثيرًا مباشرًا وملحوظًا، وسترتفع أسعار المنتجات التي تعتمد على الصمغ العربي، وستدخل في خانة السوق السوداء.

ويردف محمد أن الصمغ العربي الذي تنتجه الدول الأخرى لن يغطي الـ70% من النسبة التي تصدرها السودان، مشيرًا إلى أن مخزون الصمغ الموجود في البلاد يواجه صعوبات، خاصة وأن ميناء بورتسودان يعمل حاليًا على إجلاء الرعايا الأجانب.

ويخلص إلى أن الاقتصاد السوداني والبلاد في حالة حرب، حيث لا يوجد اقتصاد وكل شيء متوقف حاليًا، مشددًا على أن الناس تطلب حاليًا الأمان، وليس الزراعة والصناعة.