الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

مناورات "السيف المشترك" الصينية.. ما احتمالات شن بكين حربًا على تايوان؟

مناورات "السيف المشترك" الصينية.. ما احتمالات شن بكين حربًا على تايوان؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على تبعات المناورات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان (الصورة: غيتي)
ذهبت واشنطن بعيدًا برسائلها لبكين، وعملت على استعراض قوتها بنشر مدمرة في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وصفت الصين زيارة رئيسة تايوان تساي إنغ ون إلى واشنطن ولقاءها برئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي بـ"الانتهاك الخطير للسيادة الصينية".

وبناء على ذلك، أعلنت بكين ولمدة 3 أيام عن مناورات عسكرية تحاكي فيها شن عملية عسكرية على جزيرة تايوان.

تمهيد لعملية عسكرية

تضمنت المناورات تطويق الجزيرة بالكامل برًا وبحرًا، واستطلاع جاهزية الجيش على الحرب في تايبيه.

ويقول متحدث باسم الجيش الصيني: إن المناورات هي تحذير جدي من بكين للسلطات في تايوان.

وتخللت مناورات "السيف المشترك" الصينية مشاركة حاملة طائرات وعشرات المقاتلات الحربية إضافة لسفن حربية، تزامنًا مع نشر أنظمة إطلاق الصواريخ، لتختبر بكين بكل ذلك القدرات القتالية لفروعها العسكرية في ظل ظروف قتالية فعلية تتضمن فرض حصار جوي على تايوان وقصف مراكز محددة في الجزيرة.

هذا العمل يرسم سيناريو لما قد تقوم به الصين في الأيام المقبلة، فوفقًا لخبراء عسكريين، تعمل بكين على عرقلة حركة المرور الجوية والبحرية بالكامل من وإلى الجزيرة تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة النطاق على تايوان الراغبة في الانفصال.

تنديد أميركي

لم تكتفِ الصين بالمناورات العسكرية فقط، بل عمدت على فرض عقوبات مالية وحظر سفر على المشاركين في رحلة الرئيسة التايوانية إلى واشنطن.

هذا الأمر دفع تايبيه وواشنطن إلى انتقاد المناورات والتنديد بـ"التوسع الاستبدادي للصين"، وفقًا لما قالته إنغ ون.

لكن واشنطن ذهبت بعيدًا برسائلها لبكين، وعملت على استعراض قوتها بنشر مدمرة في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

أمام الانتقادات للصين، أعلن الكرملين عن دعمه إياها، مؤكدًا أن للصين حقها في إجراء المناورات.

حصار الصين

في هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون السياسية الصينية إينار تانغين أن "ما يحصل اليوم شبيه بسيناريو ما قبل الحرب العالمية الأولى".

ويشير تانغين، في حديث إلى "العربي" من بكين، إلى أن "لا أحد يريد بدء الحرب، إلا أن ردود الأفعال تتصاعد بشكل متسارع".

ويوضح الخبير الصيني أن "الصين أبدت استياءها أكثر من مرة من اللقاءات الأميركية والتايوانية، ورغم ذلك، عملت تايبيه على الاجتماع مع القيادات في الولايات المتحدة".

ويشدد على أن "تايوان جزء من الأراضي الصينية، وهناك 3 اتفاقات مع واشنطن حول هذا الموضوع، إلا أن أميركا تحاول تغيير كتابة التاريخ".

ويقول: "واشنطن غير مهتمة بتايوان، بل هدفها الوحيد هو محاصرة الصين".

مدمرة أميركية قرب الصين

من جهته، يرى أستاذ الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الوطنية الأميركية ديفيد ديروش أن "ما يحصل اليوم هو أن تايوان وأميركا اتخذتا مواقف سياسية واضحة، إلا أن ردود الفعل جاءت عسكرية من الصين وهو ما لا يمكن تبريره".

ويشير ديروش، في حديث إلى "العربي" من لوس أنجلوس، إلى أن "كل دول العالم تعترف أن تايوان بلد مستقل، إلا الصين التي ترفض ذلك".

وعن وجود المدمرة الأميركية في المنطقة، فيشدد على أنها تتواجد في المياه الدولية، "إلا أن الصين تصرّ بشكل أحادي على أن هذه المنطقة تتبع لها".

ويضيف: "تحاول الصين من خلال مناوراتها تغيير الوضع، إلا أن ذلك لن ينفع في المدى المنظور".

قلق في اليابان

بدوره، يشير الخبير في الشؤون الآسيوية معتز العقاد إلى أن "التطورات بين الصين وتايوان ليست جديدة".

ويلفت العقاد، في حديث إلى "العربي" من طوكيو، إلى أن "الولايات المتحدة والصين، وخلال صراعهما حول العالم، تحاولان التدخل في شؤون الدول الأخرى والأمر غير محصور بتايوان".

ويشدد العقاد على أن "الصين تطالب ببعض المناطق في المياه الدولية بحجة وجود مناطق تابعة لها، علمًا أنها جزر اصطناعية بنتها بكين لهذه الغاية".

ويقول: "الجميع بدأ بترتيب أوراقه في المنطقة، واليابان نشرت أسلحة دفاع جوي من جهة تايوان خوفًا من أن تتطور الأمور".

ويضيف: "الجميع يستبعد حصول مواجهة عسكرية مباشرة، إلا أن الأمر مرتبط بكيفية تتطور الأوضاع على الأرض".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close