الخميس 2 مايو / مايو 2024

مناورات وتدريبات متبادلة.. مخاوف من غزو صيني لتايوان يشعل حربًا جديدة

مناورات وتدريبات متبادلة.. مخاوف من غزو صيني لتايوان يشعل حربًا جديدة

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على الصراع الصيني التايواني على وقع المناورات العسكرية المتبادلة بينهما (الصورة: غيتي)
بات المحيط الهادئ نقطة ساخنة أخرى في العالم جراء التوتر المتصاعد بين الصين وتايوان وسط مناورات عسكرية متبادلة أعقبت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي لتايبيه.

ردت تايوان على مناورات صينية عسكرية ضخمة، بتدريبات تحاكي الدفاع عن الجزيرة بالذخيرة الحية التي استعملت سلاح المدفعية، وسط توتر متصاعد بين الطرفين، أججته الزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة. 

واعتبر وزير الخارجية التايواني جوزيف وو أن بكين تستخدم مناوراتها الجوية والبحرية العسكرية حول الجزيرة للإعداد للغزو وتغيير الوضع القائم في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، مشيرًا إلى أن الصين تبحث عن أعذار لإجراء التدريبات العسكرية، وأن العذر هذه المرة هو زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي. 

وكانت بيلوسي دافعت عن زيارتها الأخيرة، وقالت إنه يجب عدم السماح للحكومة الصينية بعزل تايوان، وتوجيه إملاءات وتحديد من يزورها، مشيرة أن خطوتها أتت ضمن توجهات الرئيس جو بايدن، والتركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

بدأت مناورات تايوان العسكرية عبر عبر إطلاق قنابل مضيئة وقذائف مدفعية - غيتي
بدأت مناورات تايوان العسكرية عبر عبر إطلاق قنابل مضيئة وقذائف مدفعية - غيتي

"العدو الأخطر"

وتسببت زيارة بيلوسي بغضب الصين التي لا تعترف باستقلال تايوان وتعتبرها جزءًا من أراضيها، وترفض أي محاولات لانفصالها عنها، وسط تمسك تايوان بسيادتها، وعدم الامتثال لحكومة بكين المركزية.

وردت بكين على الزيارة بإلغاء محادثات رسمية مع واشنطن تضمنت قيادات ميدانية وتنسيق سياسة الدفاع والمشاورات البحرية العسكرية، كما اعتبرت وزارة الدفاع الصينية أن على أميركا أن تتحمل "عواقب وخيمة" جرائها. 

وكان الرئيس الأميركي بايدن، قد أعرب يوم الإثنين، عن قلقه بشأن نطاق التدريبات الصينية، لكنه استبعد أي خطوة تصعيدية تتخطى تلك المناورات. 

ويبدو استنادًا إلى ما تقدّم، أنّ الجانبين التايواني والصيني سيظلّان في موقف فعل وردّ فعل، في سياق فتيل أشعلته زيارة نانسي بيلوسي، وليس معروفًا إن كان أو متى سيخمد.

"دروس أوكرانيا"

وفي هذا السياق، يستبعد الباحث في المركز العربي في واشنطن، أسامة أبو أرشيد، قيام الصين بغزو تايوان انطلاقًا من التقارير الاستخباراتية العسكرية الأميركية، أقله في الوقت القريب، مشيرًا إلى أن الهدف ممّا تقوم به بكين حاليًا من خلال استعراض قوتها، وتدريباتها حول الغزو، هو عزل تايوان عن العالم، وإظهار القوة الصينية في التأثير على أحد أكثر المضائق نشاطًا، وأهمية اقتصادية عالمية.

ويشير أبو أرشيد في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أن الإجماع الأميركي بين الجمهوريين والديمقراطيين في اعتبار الصين القوة المنافسة الأولى للنفوذ الأميركي، طغى على محاولات داخلية لثني بيلوسي عن الزيارة، كون واشنطن ترى أن الورقة التايوانية هي الورقة الوحيدة القادرة على رفعها في وجه التمدد الصيني، الذي يرى البيت الأبيض أنه الأخطر جيوسياسيًا. 

وحول غزو محتمل لتايوان، يوضح أبو أرشيد أن بكين قد تحتاج من 18 إلى 24 شهرًا لتنفيذ غزو محتمل، معتمدة على قراءة وتقدير الموقف في الحرب الأوكرانية. 

ويلفت أبو أرشيد إلى أن بكين قد تلجأ لتلك القراءة، بغية درس مدى فعالية الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والآسيويين، وقدرتهم على استنزاف الجانب الروسي اقتصاديًا وعسكريًا، مقابل فهم قدرة بكين نفسها على تجاوز تلك الخظوات المرتقبة. 

ويشدد الباحث السياسي على عدم الارتباط الجغرافي بين الصين وتايوان، وهو العامل المؤثر في الحرب الأوكرانية لارتباط روسيا وأوكرانيا به، بالإضافة للتداخل الجغرافي الأوروبي، الذي أمن المساعدة لكييف، من دون تجاهل عوامل أخرى كقوة الاقتصاد الصيني قياسًا للروسي، وسعي الرئيس شي جين بينغ لتثبيت زعامته بولاية ثالثة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close