الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

منظمة الصحة تدرس إمكان تصنيف جدري القرود "حالة طوارئ عالمية"

منظمة الصحة تدرس إمكان تصنيف جدري القرود "حالة طوارئ عالمية"

Changed

فقرة من برنامج "صباح جديد" تلقي الضوء على انتشار مرض جدري القرود في العالم (الصورة: غيتي)
تبحث منظمة الصحة العالمية خلال اجتماع للجنة الخبراء المعنية بجدري القرود، ما إذا كانت الزيادة الحالية في الإصابات تشكل حالة طوارئ صحية تثير قلقًا دوليًا.

تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعًا للجنة الخبراء المعنية بجدري القرود الخميس لتحديد ما إذا كانت الزيادة الحالية في عدد الإصابات تشكل حالة طوارئ صحية عمومية تثير قلقًا دوليًا.

وستكلف لجنة الطوارئ هذه تقييم المؤشرات الوبائية، بعدما ساء الوضع في الأسابيع الأخيرة مع تسجيل أكثر من 14500 إصابة في 70 دولة، وفقًا للأرقام الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحافي الأربعاء: "مهما كانت توصية اللجنة، ستواصل منظمة الصحة العالمية بذل كل ما في وسعها لوقف جدري القردة وإنقاذ الأرواح".

وفي أول اجتماع عُقد في 23 يونيو/ حزيران، أوصى غالبية الخبراء بألا يعلن تيدروس حالة طوارئ صحية عمومية تثير قلقًا دوليًا.

منذ اكتشاف أولى الإصابات بجدري القردة مطلع مايو/ أيار، بدأت العدوى بهذا الوباء تنتشر خارج بلدان وسط إفريقيا وغربها حيث يستوطن الفيروس. ومن ثم انتشر في كل أنحاء العالم فيما كانت أوروبا بؤرته.

ويعتبر جدري القردة الذي اكتشف لدى البشر في العام 1970، أقل خطورة وعدوى من الجدري الذي تم القضاء عليه في العام 1980.

تعاون مع المجتمع المدني

واعتبارًا من 18 يوليو/ تموز، سجل المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها 7896 إصابة بفيروس جدري القرود.

وكانت إسبانيا الأكثر تضررًا مع تسجيلها 2835 إصابة، تليها ألمانيا (1924) وفرنسا (912) وهولندا (656) والبرتغال (515).

وأوضحت الدكتورة روزاموند لويس، الخبيرة الرئيسية في جدري القردة في منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنه خارج إفريقيا "يشكل الرجال 99% من الحالات المبلغ عنها"، وأن 98% من هؤلاء هم "رجال يمارسون الجنس مع رجال، خصوصًا أولئك الذين لديهم شركاء متعددون أو جدد أو مجهولون".

وتعمل منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع المجتمع المدني ومجتمع الميم (المثليات والمثليون ومزدوجو الميل الجنسي ومغايرو الهوية الجنسانية وأحرار الهوية الجنسانية وحاملو صفات الجنسين) لتسهيل نشر المعلومات حول المرض خصوصًا بهدف تنظيم مهرجانات ومسيرات "فخر المثليين".

لقاحات قليلة

وتعمل وكالة الصحة الأممية بالتوازي مع الدول الأعضاء والخبراء لتعزيز عمليات البحث والتطوير حول الفيروس.

وقال تيدروس: "رغم أننا نشهد اتجاهًا تنازليًا في بعض البلدان، فإن بلدانًا أخرى ما زالت تواجه ارتفاعًا في عدد الإصابات، وقد أبلغت ست دول عن رصدها أولى الحالات الأسبوع الماضي".

وأضاف أن "بعض هذه البلدان تيسير الوصول فيها أضعف بكثير إلى وسائل التشخيص واللقاحات، ما يجعل من الصعب تتبع انتشار المرض ووقفه"، فيما لا تتوفر كمية كبيرة من اللقاحات.

وأعلنت شركة "بافارين نورديك" الدنماركية، وهي المختبر الوحيد الذي ينتج لقاحًا مجازًا لمكافحة جدري القردة الثلاثاء أنها تلقت طلبية بـ1,5 مليون جرعة، ستسلّم معظمها في العام 2023، من دولة أوروبية لم تسمّها فيما طلبت الولايات المتحدة 2,5 مليون جرعة.

العالم أصبح في مرحلة "القلق"

وفي حديث سابق لـ"العربي"، خلال شهر يوليو الحالي، أكد المختص في الأمراض الجرثومية يحيى مكي، أن أعداد الإصابات بالمرض ترتفع.

ولفت مكي إلى أن العالم أصبح في مرحلة تدعو إلى "القلق" بسبب هذا المرض، خاصة أنه ربما يسلك نفس مسار مرض الإيدز الذي انتشر بالعشرات والمئات حتى وصل إلى الملايين، متسببًا بوفاة نحو 20 مليون شخص حول العالم، 80% منهم في قارة إفريقيا.

وقال مكي: إن لقاح مرض الجدري المعروف يساهم في الوقاية من جدري القرود بنسبة 90% لأنه ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس، مشددًا على أهمية عزل المريض لمدة ثلاثة أسابيع عند اكتشاف إصابته تجنبًا لانتقال العدوى.

وجدري القردة الذي رصد أخيرًا في أوروبا وأميركا الشمالية، مرض نادر متوطن في إفريقيا وعادة ما يشفى المصاب به تلقائيًا.

ويعد جدري القرود مرضًا معديًا يسببه فيروس ينتقل إلى الإنسان من حيوانات مصابة، خصوصًا القوارض. واكتشف الفيروس للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قردة المكاك التي كانت تجرى عليها بحوث، ومن هنا سمّي المرض جدري القرود، كما أوضح المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية الفرنسي (إنسيرم).

ويمكن أن تتراوح فترة حضانة الفيروس عادة من 5 إلى 21 يومًا، أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري (حمى وصداع وآلام العضلات) خلال الأيام الخمسة الأولى، لكنها عادة ما تكون أقل حدة، ثم يظهر طفح جلدي (على الوجه وراحتي اليدين وأخمص القدمين)، وبثور ومن ثم قشور.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close