الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

منظمة شنغهاي للتعاون.. قصة "ناتو الشرق" الذي يهز عرش هيمنة أميركا

منظمة شنغهاي للتعاون.. قصة "ناتو الشرق" الذي يهز عرش هيمنة أميركا

Changed

نافذة إخبارية أرشيفية تتناول مخرجات قمة شنغهاي للتعاون الأخيرة (الصورة: غيتي)
تسعى منظمة شنغهاي للتعاون إلى كسر هيمنة أميركا والغرب وخلق عالم متعدد الأقطاب عبر تعزيز التعاون بين عمالقة آسيا.

"ناتو الشرق" هو نظام عالمي جديد بزعامة عمالقة آسيا في وجه الغرب يضم نصف سكان الكرة الأرضية.

وتسعى منظمة شنغهاي عبر هذا النظام الجديد إلى كسر هيمنة أميركا والغرب وخلق عالم متعدد الأقطاب في ظل تنافس مستعر بين القوى العظمى والصين من جهة والمحاولات المستمرة لعزل روسيا من جهة أخرى.

قصة منظمة شنغهاي للتعاون

ففي عام 1996 اجتمعت كل من الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان لتشكيل ما يعرف بـ"خماسية شنغهاي" التي تسعى إلى تعزيز التعاون فيما بينها في مجالات مختلفة. 

وقد توسعت المجموعة عام 2001 لتؤسس منظمة شنغهاي للتعاون في المدينة التي تحمل الاسم نفسه.

وانضمت إليها كل من أوزباكستان وباكستان والهند ليصبح عدد أعضائها 8 دول. وصارت أكبر تحالف سياسي إقليمي في العالم، يشكل منظمة سياسية واقتصادية وأمنية موازية للمؤسسات الغربية.

ويمثل 4 من بين أعضاء منظمة شنغهاي قوى نووية عظمى وهي روسيا والصين والهند وباكستان. 

ويضم عضوان يملكان حق الفيتو في مجلس الأمن، فضلًا عن القوة الاقتصادية الكبرى التي تمثلها الصين وحدها. 

وتضم المنظمة أيضًا 4 دول مراقبة تسعى لأن تصبح دولًا كاملة العضوية وهي أفغانستان وإيران وبيلاروسيا ومنغوليا، إضافة إلى وجود 6 دول أخرى بصفتها "شركاء حوار" وهي: أرمينيا وأذربيجان وتركيا وسريلانكا وكمبوديا ونيبال.

معارضة الهيمنة الأميركية

اتفقت جميعها سرًا وعلانية على معارضة الهيمنة الأميركية على العالم. كما تروّج لنظام دولي جديد يهدف إلى تحدي النفوذ الغربي. 

يقول الرئيس الصيني السابق هو جينتاو: "إنه يجب على جميع الدول الأعضاء تنفيذ الاتفاقية الخاصة بضرب القوى الثلاث للإرهاب والانفصالية والتطرف، وعلينا إنشاء وتحسين نظام للتعاون الأمني واتخاذ إجراءات منسقة لتضييق مجال هذه الأنشطة الثلاث منها صفقات المخدرات وغيرها من الأنشطة الإجرامية". 

وسعت المنظمة منذ نشأتها إلى تعزيز تعاونها السياسي والاقتصادي وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات والتهديدات الناشئة، إضافة إلى تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، فيما يمثّل أعضاء المنظمة 25% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وقد ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين دولها الأعضاء من 667 مليار دولار فقط عام 2001 إلى 6 ترليونات دولار عام 2020. 

قضايا الأمن الإقليمي

وقد ركّزت المنظمة بشكل أساسي على قضايا الأمن الإقليمي. كما عملت على تعزيز تعاونها الأمني والعسكري. فبدا وكأنها جبهة آسيوية لمواجهة المد الأميركي والغربي عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حتى إنها لُقبت بـ"ناتو الشرق"، إذ تسعى إلى بناء نظام عالمي متعدد المراكز بهدف القضاء على العالم أحادي القطب بقيادة أميركا والغرب.

لكن رغم إمكاناتها العسكرية الهائلة وقيام أعضائها مثل روسيا والصين بانتظام بإجراء تمارين ثنائية ومتعددة الأطراف وتبادل الخبرات والمعلومات الاستخبارية، إلّا أنها لا تقدم نفسها باعتبارها كتلة عسكرية مثل حلف شمال الأطلسي، ولا تتعهد بالدفاع عن أحد أعضائها في حال تعرضه لهجوم خارجي بعكس أعضاء حلف الناتو. 

منظمة جاذبة 

وقد أصبحت المنظمة مراقبًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005. كما وقّعت اتفاقًا مشتركًا مع الجمعية بشأن التعاون عام 2010. وكذلك تعقد مؤتمرات سنوية يحضرها زعماء الدول الأعضاء. وباتت دول عدة تتسابق للانضمام إليها، بينها إيران التي ظلّت حتى وقت قريب دولة مراقبة قبل أن تقدم طلب الانضمام إلى المنظمة كدولة كاملة العضوية عام 2021، الأمر الذي أُقرّ خلال القمة الأخيرة التي عُقدت في سمرقند عاصمة أوزبكستان في 15 و16 سبتمبر/ أيلول 2022، لتصبح بذلك العضو التاسع في المنظمة. 

وكذلك تركيا التي لا ينفك رئيسها عن ذكر رغبة بلاده في الحصول على العضوية الكاملة في المنظمة. وهي رغبة عبّر عنها مجددًا خلال قمة سمرقند في خطوة قد تعزز مكانة أنقرة الاقتصادية والعسكرية في العالم. 

كما انضمت مؤخرًا دول عربية إلى المنظمة بصفة شريكة في الحوار. وهي قطر ومصر والسعودية ما يجعلها مرشحة مستقبلًا للانضمام إلى التكتل الآسيوي.

ويعكس اقتراب مصر، وهي الدولة الإفريقية الوحيدة للانضمام إلى التكتل الآسيوي، رغبة المنظمة في التوسع مستقبلًا في إفريقيا وربما قارات أخرى. وهو أمر قد يثير قلق الغرب وامتعاضه، فنجاح المنظمة وتوسعها يعد تهديدًا حقيقيًا لأميركا وحلفائها الذين يخشون أن يفقدوا مكانتهم وتهدد مصالحهم في الشرق وربما العالم بأسره. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close