الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

انطلاق قمة شنغهاي للتعاون.. رسائل صينية روسية وتحالفات جديدة

انطلاق قمة شنغهاي للتعاون.. رسائل صينية روسية وتحالفات جديدة

Changed

نافذة ضمن "العربي" تسلط الضوء على التباين الإستراتيجي بين الصين وروسيا (الصورة: رويترز)
أسفر اللقاء المشترك بين الرئيس الروسي ونظيره الصيني عن موقف موحد تجاه واشنطن، لكن مع بعض التفاوت في التوجهات الخارجية.

انطلق الاجتماع الرئيسي في قمة شنغهاي للتعاون في مدينة سمرقند الأوزبكية، اليوم الجمعة، بمشاركة الدول الأعضاء على رأسهم الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.

ويفترض أن تكون الحرب في أوكرانيا والأوضاع في أفغانستان والاضطرابات التي هزت العديد من دول آسيا الوسطى في الأشهر الأخيرة من بين الموضوعات الرئيسية التي ستتم مناقشتها في القمة.

انطلاق أشغال القمة

وأفاد مراسل "العربي" من سمرقند بأن الجلسة الافتتاحية لقمة شنغهاي للتعاون الحادية والعشرين انطلقت من خلال كلمة ألقاها الرئيس الأوزبكستاني الذي تستضيف بلاده هذه القمة.

وأكّد الرئيس شوكت ميرزيوييف أن التعاون بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة سيسهم في إرساء السلام والاستقرار العالمي، بحسب مراسل "العربي".

ووفق المراسل، فإنّ الهدف الأساسي لمنظمة شنغهاي للتعاون هو رفض السياسة العالمية القائمة على أحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والذي أكّد عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع مع نظيره الصيني.

رسائل صينية روسية

وشكل لقاء قمة "شنغهاي" للتعاون في مدينة سمرقند، فرصة لرسائل قادة الدول المشاركة وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين الذي قدر مواقف الصين تجاه الأزمة في أوكرانيا.

وأدان بوتين خلال اللقاء الثنائي الذي جمعه بنظيره الصيني على هامش القمة، إجراءات الولايات المتحدة في ما يتعلق بالأزمة مع تايوان، والجهود الهادفة إلى إقامة عالم أحادي القطب، بحسب تعبيره.

بالمقابل، قال الرئيس الصيني في كلمته خلال اللقاء: "نحن على استعداد مع زملائنا في روسيا لنضرب مثالا عن قوة عالمية مسؤولة". 

ماذا عن الموقف الأميركي؟

وتعليقًا على اللقاء، يرى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أسامة أبو أرشيد أنّ التقارب في المواقف الروسية الصينية تجاه الهيمنة الأميركية لا يعكس بالضرورة توافقًا كاملاً بين البلدين، رغم ما صدر عنهما مؤخرًا.

ويشير أبو أرشيد، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الولايات المتحدة تحاول أن تبقى على مسافة في مواقفها ما بين الصين وروسيا، فالمطلب الأميركي من بكين هو عدم تقديم أي دعم عسكري لروسيا في أوكرانيا، وهذا ما بدا واضحًا تجاه الهزائم الأخيرة التي تكبدها الجيش الروسي في الفترة الماضية.

"حذر روسي"

ويعتبر أبو أرشيد أنه وبعيدًا عن الشراكة الروسية الصينية في التصويب على الأحادية الأميركية، فإن واقع ترتيب الدولتين في تصنيف الاقتصاد العالمي، يُظهر بوضوح أن روسيا هي الحلقة الأضعف، كونها تحتل المرتبة 11 في هذا التصنيف بأقل من 2 تيرليون دولار، مقابل 16 للصين و23 للولايات المتحدة.

ويقول ضيف "العربي" إنه وفق هذه الأرقام قد تكون روسيا حذرة بأن لا تكون "الصغير التابع" أمام الصين، وهي التي كانت يومًا القطب الأكبر خلال الحقبة السوفياتية، بالإضافة إلى إدراك موسكو خطورة اختراق بكين لدول آسيا الوسطى، والتي كانت يومًا فضاءً للنفوذ الروسي.

وكان رئيس جمعية الصحفيين الأوزبكيين، شيروزت خان، قد أوضح لمراسل "العربي" في سمرقند أن منظمة شنغهاي قد تبدو ظاهريًا مناوئة لحلف شمال الأطلسي، لكنها جغرافيًا تعد أكبر من ذلك الحلف، وأهدافها ليست عسكرية، كما أنه ليس بالوارد مواجهة الناتو. 

من جانبه يؤكد أبو أرشيد، أن المنظمة تضم دولا مختلفة فيما بينها، فلا يمكن اعتبار الهند منخرطة أمنيًا بأي تحالف مع الصين في ظل الخلافات الحدودية والاقتصادية بينهما. 

"رسائل تركيا"

وعن الدور التركي في المنظمة، قال أبو أرشيد في مداخلته مع "العربي" إن أنقرة لا تعتبر نفسها عضوًا بل شريك حوار أساسي، عكس طهران التي تقدمت بطلب عضوية، وذلك لأن تركيا تستخدم تلك القمة لتوجيه رسائل إلى حلفائها الغربيين، لا سيما الذين وقفوا ضد مصالحها شرقي سوريا في محاربتها المقاتلين الأكراد، أو أولئك الذين دعموا اليونان على حساب مصالحها في البحر المتوسط. 

واستبعد أبو أرشيد أي إعادة توجه في السياسة الخارجية التركية، رغم تلك الرسائل السياسية التي أرادت توجيهها خلال مشاركتها في أعمال منظمة شنغهاي.

وتستضيف سمرقند قمة منظمة شنغهاي للتعاون يومي 15 و16 سبتمبر/ أيلول الجاري، بحضور رؤساء دول ومراقبين.

وتأسست هذه المنظمة عام 2001 لتكون مساحة للنقاش بين روسيا والصين والدول السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، وتوسعت قبل أربعة أعوام لتشمل الهند وباكستان، بهدف أداء دور أكبر كقوة مواجهة للنفوذ الغربي في المنطقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close