انتقدت منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس، البطء "غير المقبول" لحملة التلقيح ضد كوفيد-19 في أوروبا التي تواجه وضعًا وبائيًا يثير "القلق الشديد" منذ أشهر.
وقال الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية في بيان: "الوتيرة البطيئة للتلقيح تطيل أمد الوباء"، مؤكدًا أن عدد الإصابات الجديدة في أوروبا ارتفع كثيرًا في الأسابيع الخمسة الماضية.
ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة، أصيب أكثر من 1.6 مليون شخص بـ كوفيد-19 في 51 دولة أوروبية الأسبوع الماضي، وهو الارتفاع الأسبوعي السادس على التوالي.
We call on global, national and local leaders to accelerate #VaccinEquity in every country, starting with #healthworkers and those at highest risk for #COVID19. This includes scaling up vaccine manufacturing and rejecting vaccine nationalism at every turnhttps://t.co/OA12QDTMql pic.twitter.com/uwui93XPJA
— WHO/Europe (@WHO_Europe) March 31, 2021
وفي المقابل، تُظهر البيانات من المملكة المتحدة أن حياة ما لا يقل عن 6 آلاف شخص فوق 70 عامًا قد تم إنقاذها منذ أن أطلقت البلاد حملة التطعيم في أوائل ديسمبر/ كانون الأول الفائت.
حتى إن ملكة إنكلترا إليزابيث الثانية (94 عامًا) قد باشرت الأربعاء استئناف المهام الملكية العلنية، حيث قامت بأول زيارة لها خارج قصر ويندسور منذ تلقيحها.
الملكة إليزابيث تعود لممارسة الحياة العامة👇 #بريطانيا https://t.co/I5mpSbYE21
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 1, 2021
تدابير صارمة في أوروبا لعيد الفصح
وفي فرنسا وهي من أكثر دول أوروبا تضررًا بالجائحة، أقر رئيس الوزراء جان كاستيكس الخميس أمام البرلمان دفعة جديدة من التدابير التي كشف عنها مساء الأربعاء الرئيس إيمانويل ماكرون، ومن بينها إغلاق المدارس لأسابيع عدة، وتوسيع نطاق التدابير لتشمل كل الأراضي الفرنسية.
وأكد ماكرون خلال كلمة متلفزة أن "نجاح هذه الاستراتيجية رهن بكل واحد منا وبحسنا بالمسؤولية".
Parce que l’éducation de nos enfants n’est pas négociable, le calendrier scolaire sera adapté : pic.twitter.com/BjsakdxZ7w
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) March 31, 2021
وأمام الموجة الثالثة، تكثف الدول الأوروبية الأخرى الإجراءات في محاولة للحد من انتشار الفيروس، لا سيما على صعيد السفر والتجمعات لمناسبة الاحتفال بعيد الفصح.
وفي التفاصيل، ستعزز ألمانيا "في الأيام الثمانية إلى الأربعة عشر المقبلة" عمليات التدقيق حول حدودها البرية، ولا سيما مع فرنسا والدنمارك وبولندا.
أما إيطاليا فقد قررت تمديد التدابير المعمول بها حتى 30 أبريل/ نيسان. وفي النمسا ستكون فيينا ومحيطها في الحجر بمناسبة عيد الفصح.
#فرنسا تتصدر قائمة أكثر الدول عرضة للموجة الثالثة من فيروس #كورونا، و #تركيا تسجل رقمًا قياسيا للإصابات اليومية pic.twitter.com/0DcDOHd3Px
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 1, 2021
أزمة لقاحات كورونا في أوروبا
وتتقدم حملات التلقيح رويدًا رويدًا فيما أعلنت ألمانيا الابقاء على هدفها بتطعيم سكانها البالغين "بحلول نهاية الصيف" رغم قرارها عدم اعطاء لقاح "أسترازينيكا" لمن هم دون الستين.
إلا أن الوكالة الأوروبية للأدوية أكدت الأربعاء أن خبراءها المكلفين بالتحقيق حول ارتباط هذا اللقاح بتجلط دموي لم يجدوا أي عوامل خطر محددة حتى على صعيد العمر مع تشديدهم على ضرورة إجراء دراسات إضافية.
وأعلنت مختبرات فايزر وبايونتيك في اليوم نفسه أن لقاحهما فعال بنسبة 100% لدى المراهقين بين سن الثانية عشرة والخامسة عشرة استنادًا إلى نتائج تجربة سريرية.
وقد أعطيت أكثر من 580 مليون جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا في العالم لحين يوم الأربعاء وفق تعداد لوكالة "فرانس برس"، إلا ان توزعها لا يزال متفاوتًا جدًا بحسب الدول.
عالميًا.. وضع وباء كورونا يثير القلق
وفي غضون ذلك، تعرّضت في الولايات المتحدة حوالي 15 مليون جرعة من لقاح جونسون أند جونسون لتلف بالخطأ في مصنع أميركي في بالتيمور ما قد يؤدي إلى تأخر في إمداد الولايات المتحدة به على ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
أما أستراليا فهي متخلفة جدًا عن تحقيق هدفها على صعيد التلقيح بناء على ما قال رئيس الوزراء سكوت موريسون، عازيًا ذلك بجزء منه إلى القيود على تصدير اللقاحات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.
وفي البرازيل سُجِّل في آذار/ مارس أعلى عدد من الوفيات منذ بدء الجائحة مع اكثر من 66 ألف وفاة، وقال ميغيل نيكوليليس منسق اللجنة العلمية التي شكلتها ولايات شمال شرق البرازيل لمكافحة الجائحة لوكالة فرانس برس: "لم يسبق لنا أن شهدنا في تاريخ البرازيل حدثًا واحدًا حصد هذا العدد من الوفيات في غضون 30 يومًا".
وأضاف: "من الممكن جدًا أن تصل البرازيل إلى نصف مليون وفاة بحلول تموز/يوليو" مشددًا على أن ذلك "لا يشكل تهديدًا للبرازيل فحسب بل للعالم بأسره" في وقت تواجه دول أميركية لاتينية مجاورة للبرازيل بدورها ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات.
وتلقى اليمن الذي يعاني من حرب، 360 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا عبر آلية "كوفاكس" لمساعدة الدول الفقيرة على ما أعلنت منظمة "يونيسف" الأربعاء.