الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. سوريا وجيبوتي الأسوأ عربيًا فمن الأفضل؟

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. سوريا وجيبوتي الأسوأ عربيًا فمن الأفضل؟

Changed

صُنفت النرويج الأفضل عالميًا لتليها فنلندا والسويد والدنمارك وكوستاريكا.
يُصنف تقرير "مراسلون بلا حدود" 12 دولة في المنطقة العربية بين مؤشري سيئ وسيئ جدًا للحرية الاعلامية (غيتي)
لا تزال دول في المنطقة العربية "الأصعب والأخطر" في العالم بالنسبة إلى الصحافيين، بل إن بعض هذه الدول استغلت جائحة كوفيد19 العام الماضي لتكميم الصحافة.

يحتفل العالم في الثالث من مايو/ أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي كرّسته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. 

وبالمناسبة، تُطرح أسئلة كثيرة عن واقع هذه الحرية التي تخوّل السلطة الرابعة القيام بدورها وممارسة مهامها دون خطر أو تضييق.

النرويج الأفضل عالميًا

يُظهِر التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" للعام 2021، أن الصحافيين في 73 دولة في العالم من أصل 180 شملها التقييم، يواجهون عراقيل كبيرة أثناء ممارسة عملهم.

ويشير التقييم إلى تراجع عدد الدول التي تؤمّن بيئة مواتية للعمل الصحافي، إذ وصلت إلى 7% فقط من إجمالي عدد دول العالم.

وصُنفت النرويج الأفضل عالميًا تليها فنلندا والسويد والدنمارك، وكوستاريكا. 

أما الولايات المتحدة الأميركية، فحلّت في المركز 44 متقدمة مرتبة واحدة عن العام السابق. وكان العام الأخير من ولاية دونالد ترمب شهد نحو 400 اعتداء على الصحافيين إلى جانب اعتقال 130 منهم، وفق المنظمة الأميركية لمراقبة حرية الصحافة.

فيما يخصّ تركيا، فقد تقدمت مركزًا واحدًا لتحل في المرتبة 153، في حين تراجعت إيران مرتبة واحدة ليصبح تصنيفها في المرتبة 174.

وتقول المنظمة إن طهران ضاعفت وتيرة محاكمة الصحافيين في سعيها للتحكم بعدد الوفيات المرتبطة بكوفيد19 بعيدًا من ضغط وسائل الاعلام.

وبشأن المركز الأخير في التصنيف، فقد جاء من نصيب أريتريا التي تراجعت مرتبتين. 

سيئ وسيئ جدًا

عربيًا يُصنف تقرير "مراسلون بلا حدود" اثنتي عشرة دولة بين مؤشري سيئ وسيئ جدًا للحرية الإعلامية، ويقول إن دولًا في المنطقة العربية لا تزال الأصعب والأخطر في العالم بالنسبة للصحافيين، وإن هذه الدول استغلت جائحة كوفيد19 العام الماضي لتكميم الصحافة.

وجاءت تونس التي احتلت المرتبة 73 عالميًا الأفضل عربيًا في هذا التصنيف، أما سوريا وجيبوتي فكانتا الأسوأ واحتلتا على التوالي المرتبتين 173 و176.

بدورها، دعت منظمة "العفو" الدولية في منشور على حسابها في موقع "تويتر" إلى تذكّر "الصحافيين الشجعان الذين يتعرّضون للمضايقة والاحتجاز وحتى القتل في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقط لقيامهم بعملهم"، كما عرضت ظروفًا يعيشها صحافيون في العالم العربي.

فتوقفت عند خالد درارني من الجزائر، "الذي يواجه إجراءات قانونية منذ سبتمبر/ أيلول 2020 بسبب عمله الصحفي. وينتظر الآن إعادة المحاكمة في سياق قضيته"، مؤكدة أنه "ينبغي إسقاط جميع التهم الموجهة إليه". 

مصريًا، لفتت إلى أن "ما لا يقل عن 28 صحافيًا يقبع ظلمًا وراء القضبان لمجرد قيامهم بعملهم والتعبير عن آراء تُعيد النظر في الرواية الرسمية للأحداث"، مضيفة أن "أولئك الذين لا يزالون طلقاء يتعرضون بشكل روتيني للمضايقات الأمنية والرقابة والترهيب".

كما ذكّرت بأن "الصحافيين معتز ودنان ومصطفى الأعصر معتقلان منذ 2018 لمجرد إجرائهما مقابلات إعلامية"، موضحة أنه "في العام نفسه، حكمت محكمة عسكرية على إسماعيل الإسكندراني بالسجن 10 سنوات بسبب تغطيته لأحداث شمال سيناء". ودعت إلى مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"إطلاق سراحهم الآن".    

أما في العراق، فنوّهت إلى أنه تم الحكم على "الصحافيَيْن شيروان شيرواني وكدار زيباري، إلى جانب مجموعة من النشطاء، بالسجن 6 سنوات، عقب محاكمة جائرة استندت إلى تهم ملفقة بـ"المساس بأمن واستقرار إقليم كردستان العراق".

وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر إن المغربي عمر راضي كتب عن "سجل الحكومة فيما يتعلّق بحقوق الإنسان وكشف عن الفساد. واستُخدمت تكنولوجيا المراقبة ضده، على الأرجح من جانب السلطات. وهو حاليًا قيد الاحتجاز وينتظر محاكمته".

وفي اليمن، أشارت إلى أن محكمة يديرها الحوثيون حكمت في أبريل/ نيسان 2020 بالإعدام على أربعة صحافيين، وهم أكرم الوليدي، وعبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، بعد احتجاز دام 5 سنوات".

وبشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، قالت إنه "في 2019، أمضى المصور الصحافي الفلسطيني عديم الجنسية مصطفى الخاروف 9 أشهر في سجن إسرائيلي. ومنذ ذلك الحين، يكمل معركته القانونية وهو معرض لخطر الترحيل القسري". وأعربت عن خشيتها من أن "يكون ذلك عقابًا على عمله الصحافي".

وكان "المكتب الإعلامي الحكومي" في قطاع غزة وثق اليوم الإثنين، 778 انتهاكًا إسرائيليًا بحق الصحافيين الفلسطينيين خلال عامي 2020 و2021. كما كشف نادي الأسير أنّ سلطات الاحتلال تعتقل 16 صحافيًا في سجونها.

مسيرة وعمل متواصل  

في حديثه لـ"العربي"، يقول رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين يونس مجاهد إن تخصيص يوم عالمي لحرية الصحافة هو مناسبة لتقييم الحرية في مختلف بقاع العالم والتذكير، لا سيما بالنسبة للسلطات في كل البلدان، بأنه لا بد من احترام هذه الحرية طبقًا للمعايير الدولية وإعلان وندهوك".

وإذ يؤكد أن "في كل البلدان مشاكل بشكل متفاوت"، يشدد على أن "حرية الصحافة هي مسيرة وعمل متواصل؛ وهذا هو مغزى الاحتفال بالمناسبة كل سنة".

ويرى أن مقياس حرية الصحافة هو معيار لمدى تقدم البلدان في الديموقراطية، لافتًا إلى أنه لا يمكن تصور بلد ديموقراطي من دون حرية الصحافة". كما يؤكد أن "الأخيرة لا يمكن أن تتطور وتتعزز إلا بوجود مؤسسات ديموقراطية".

ويعتبر أن "بالإمكان قياس حرية الصحافة في العالم العربي، ليس بشكل مجرد، ولكن بربطها بالمؤسسات الديموقراطية وممارسة الديموقراطية في هذه البلدان".   

المصادر:
العربي ووكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close