عقدت لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في لبنان، جلسة لمناقشة أزمة المحروقات في البلاد، حضرها عدد من النواب والوزيران في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر (وزير الطاقة والمياه) وغازي وزني (وزير المال).
ورغم التصريحات الرسمية عقب الاجتماع، إلاّ أن كلمة وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر تحوّلت إلى محلّ استغراب النشطاء ورواد الإنترنت.
المواطن غير المقتدر "سيستعمل شيئًا ثانيًا"
فقد توقف النشطاء على تويتر في لبنان عند كلمة الوزير التي قال فيها إنه على اللبنانيين الاعتياد على أن دعم سعر المحروقات من قبل مصرف لبنان سينتهي، "وعندما يحصل ذلك يجب أن تكون الناس حاضرة".
فقد برر غجر ارتفاع أسعار المحروقات، داعيًا المواطنين إلى "الاقتناع بهذا الأمر"، قائلًا: "ربما من ليس مضطرًا لن يستخدم البنزين.. وربما أن ارتفاع الأسعار سيخفف قليلًا من التهريب (إلى سوريا)".
وتابع غجر: "المقتدرون يجب أن يدفعوا ثمن المواد بسعرها الحقيقي، أما الناس التي لا تقدر على دفع ثمن تنكة البنزين ستتوقف عن استخدام الوقود وستستعمل شيئًا ثانيًا".
وأشار الوزير إلى أن سعر الصفيحة الحقيقي بحدود 200 ألف ليرة، والمواطن يدفع 40 ألف ليرة إذ إن المصرف المركزي يغطي الفارق بالعملة الأجنبية، وهذا موضوع يجب أن ينتهي، لا سيما في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي ترزح تحتها الدولة.
كما تحدّث وزير الطاقة عن أن الناس الأكثر فقرًا في لبنان، سيستفيدون من بطاقة تمويلية، وهناك آليات لهذه البطاقة خصوصًا للناس الذين سيتأثرون بارتفاع الأسعار.
"ما هو الشيء الثاني معاليك"؟
ولم يمر تصريح الوزير مرور الكرام عند اللبنانيين، فانهالت التعليقات الساخرة والغاضبة التي طالبت غجر بتوضيح "ما هو الشيء الثاني" الذي سيلجأ إليه المواطن غير المقتدر.
سؤال اليوم: شو هو الشي الثاني اللي ممكن يستعمله المواطن بدلًا من سيارة البنزين في حال عدم القدرة على تحمل كلفة التنكة؟ 😁 بانتظار أجوبتكم #Lebanon
— Ahmad M. Yassine | أحمد م. ياسين (@Lobnene_Blog) June 17, 2021
ولفت أحدهم إلى أنه إذا كانت تسعيرة البنزين مكلفة، فإنّ المشكلة أنّه لا يوجد بديل لها، لا سيما أن لبنان يعاني من معضلة في الكهرباء، حتّى إذا أراد المواطن أن يتنقل بواسطة "الحمار" فالتبن أصبح غاليًا.
سيارة بنزين : التنكة ٢٠٠ الف سيارة مازوت : المازوت بسعر البنزين سيارة كهربا : كهربا ما في الحمار : التبن غالي مواصلات عامة : تخبز بالأفراح شو هوي الشي التاني لي بدو يستعملو الشعب اللبناني .. شو هالوزير الفلتة وإختصاصي كمان pic.twitter.com/t8pe0rNhpY
— Nabil Abdel sater (@Nabil_abdlsater) June 17, 2021
أما قسم آخر من المغردين، فأطلقوا العنان لمخيلاتهم، وسخروا من الواقع الذي وصلت إليه الأمور، ونشروا صورًا "لمكنسة الساحرة" مشيرين إلى أنها الحل الأنسب للمواصلات في لبنان.
الشعب:تنكة البنزين ب ٢٠٠ الف! ريمون غجر:ركبوا #شي_تاني pic.twitter.com/O3Btkvyc2l
— Ali Younis (@alikyounis) June 17, 2021
أنا رح استعمل ضهره للتنقلات، هو ما حدد الشي الثاني. "لي ما قادر يستعمل البنزين بيستعمل شي تاني" - ريمون غجر pic.twitter.com/TyLyWbyQB2
— Falafel 🧆 🇱🇧 (@FalafelOfficial) June 17, 2021
الوقود أحدث أزمات لبنان
ويُمثّل نقص الوقود الحلقة الأخيرة من مسلسل الكوارث في لبنان. وتتراوح حلقات هذا المسلسل بين الانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى انهيار العملة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها، وجائحة كورونا التي أغلقت أبواب الكثير من الأعمال التجارية، والانفجار في المرفأ الذي قتل أكثر من 200 شخص في أغسطس/ آب الماضي، ودمّر أغلب مناطق وسط بيروت.
وتصطف الطوابير لمسافة أميال أمام محطات الوقود، حيث ينتظر المواطنون ساعات طويلة لشراء كميات قليلة من البنزين المسموح به.
وكان دعم الحاجيات الأساسية يتيح للّبنانيين الحصول على المشتقات النفطية بأسعار تبقى في متناول اللبنانيين؛ ولكن الحكومة اللبنانية التي تُعاني من أزمات مالية خانقة؛ لا تستطيع تأمين كميات البنزين المطلوبة واحتياجاتها لمنع استنزاف احتياطي النقد الأجنبي، في ظلّ نفاد الدولارات المطلوبة لاستيراد الوقود.