الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

من لا يتحمّل "يستعمل شيئًا ثانيًا".. تصريح لوزير الطاقة اللبناني يثير الجدل

من لا يتحمّل "يستعمل شيئًا ثانيًا".. تصريح لوزير الطاقة اللبناني يثير الجدل

Changed

طوابير أمام محطات الوقود لشراء كميات قليلة من البنزين المسموح به(غيتي)
طوابير أمام محطات الوقود لشراء كميات قليلة من البنزين المسموح به (غيتي)
لم يمر تصريح وزير الطاقة مرور الكرام عند اللبنانيين، فانهالت تعليقات الناشطين الذين طالبوه بتوضيح "ما هو الشيء الثاني" الذي سيلجأ إليه المواطن غير المقتدر.

عقدت لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في لبنان، جلسة لمناقشة أزمة المحروقات في البلاد، حضرها عدد من النواب والوزيران في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر (وزير الطاقة والمياه) وغازي وزني (وزير المال).

ورغم التصريحات الرسمية عقب الاجتماع، إلاّ أن كلمة وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر تحوّلت إلى محلّ استغراب النشطاء ورواد الإنترنت.

المواطن غير المقتدر "سيستعمل شيئًا ثانيًا"

فقد توقف النشطاء على تويتر في لبنان عند كلمة الوزير التي قال فيها إنه على اللبنانيين الاعتياد على أن دعم سعر المحروقات من قبل مصرف لبنان سينتهي، "وعندما يحصل ذلك يجب أن تكون الناس حاضرة".

فقد برر غجر ارتفاع أسعار المحروقات، داعيًا المواطنين إلى "الاقتناع بهذا الأمر"، قائلًا: "ربما من ليس مضطرًا لن يستخدم البنزين.. وربما أن ارتفاع الأسعار سيخفف قليلًا من التهريب (إلى سوريا)".

وتابع غجر: "المقتدرون يجب أن يدفعوا ثمن المواد بسعرها الحقيقي، أما الناس التي لا تقدر على دفع ثمن تنكة البنزين ستتوقف عن استخدام الوقود وستستعمل شيئًا ثانيًا".

وأشار الوزير إلى أن سعر الصفيحة الحقيقي بحدود 200 ألف ليرة، والمواطن يدفع 40 ألف ليرة إذ إن المصرف المركزي يغطي الفارق بالعملة الأجنبية، وهذا موضوع يجب أن ينتهي، لا سيما في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي ترزح تحتها الدولة.

كما تحدّث وزير الطاقة عن أن الناس الأكثر فقرًا في لبنان، سيستفيدون من بطاقة تمويلية، وهناك آليات لهذه البطاقة خصوصًا للناس الذين سيتأثرون بارتفاع الأسعار.

"ما هو الشيء الثاني معاليك"؟

ولم يمر تصريح الوزير مرور الكرام عند اللبنانيين، فانهالت التعليقات الساخرة والغاضبة التي طالبت غجر بتوضيح "ما هو الشيء الثاني" الذي سيلجأ إليه المواطن غير المقتدر.

ولفت أحدهم إلى أنه إذا كانت تسعيرة البنزين مكلفة، فإنّ المشكلة أنّه لا يوجد بديل لها، لا سيما أن لبنان يعاني من معضلة في الكهرباء، حتّى إذا أراد المواطن أن يتنقل بواسطة "الحمار" فالتبن أصبح غاليًا.

أما قسم آخر من المغردين، فأطلقوا العنان لمخيلاتهم، وسخروا من الواقع الذي وصلت إليه الأمور، ونشروا صورًا "لمكنسة الساحرة" مشيرين إلى أنها الحل الأنسب للمواصلات في لبنان.

الوقود أحدث أزمات لبنان

ويُمثّل نقص الوقود الحلقة الأخيرة من مسلسل الكوارث في لبنان. وتتراوح حلقات هذا المسلسل بين الانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى انهيار العملة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها، وجائحة كورونا التي أغلقت أبواب الكثير من الأعمال التجارية، والانفجار في المرفأ الذي قتل أكثر من 200 شخص في أغسطس/ آب الماضي، ودمّر أغلب مناطق وسط بيروت.

وتصطف الطوابير لمسافة أميال أمام محطات الوقود، حيث ينتظر المواطنون ساعات طويلة لشراء كميات قليلة من البنزين المسموح به.

وكان دعم الحاجيات الأساسية يتيح للّبنانيين الحصول على المشتقات النفطية بأسعار تبقى في متناول اللبنانيين؛ ولكن الحكومة اللبنانية التي تُعاني من أزمات مالية خانقة؛ لا تستطيع تأمين كميات البنزين المطلوبة واحتياجاتها لمنع استنزاف احتياطي النقد الأجنبي، في ظلّ نفاد الدولارات المطلوبة لاستيراد الوقود.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close