هزّت ارتدادات الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في وقت سابق من شهر فبراير/ شباط الجاري، ذاكرة الملايين فيما كانت تحرك الأرض من تحتهم.
من لم تبلغهم الارتدادات في العالم العربي كانت مشاهد الموت والدمار كفيلة بإيقاظ ذكريات أهوال كوارث مشابهة عاشوها قبل عقود. في ما يلي بعض الزلازل التي ضربت دولًا عربية.
زلزال ليبيا 1963
على مواقع التواصل الاجتماعي استعاد الليبيون مباشرة ذكريات زلزال ليبيا، الذي يسجل اليوم ذكراه الستين.
واستعادوا ما أصاب مدينة المرج القديمة، التي دمرها الزلزال في 21 فبراير 1963، قبل أن يُعاد بناؤها.
ورووا أن ذلك اليوم كان أحد أيام شهر رمضان المبارك، وقد باغت فيه الزلزال الذي بلغت قوته 4.8 درجات الآمنين في بيوتهم.
بحسب المتداول، أودت الكارثة التي كان مركزها قرية سيدي دخيل بحياة أكثر من 300 شخص فيما شردت الآلاف، وخلفت دمارًا هائلًا.
زلزال أغادير 1960
قبل قرابة 3 أعوام من زلزال ليبيا، كانت مدينة أغادير في جنوب غربي المغرب قد شهدت زلزالًا بقوة 5.7 درجات، وُصف بأنه أكبر كارثة إنسانية مأساوية في تاريخ البلاد.
وقع الزلزال في 29 فبراير من ذلك العام، وأسفر عن سقوط ما يتراوح بين 15 إلى 20 ألف قتيل، فيما بقي أكثر من 35 ألف شخص بلا مأوى.
بعد يومين من الكارثة، أخليت المدينة لتجنب انتشار الأوبئة، ثم شيدت لاحقًا مدينة جديدة على أنقاض أغادير القديمة.
زلزال لبنان 1956
ضرب الزلزال الذي ما زالت ذكرياته حية في أذهان كبار السن بلدات من جبل لبنان وجنوبه، في 16 مارس/ آذار 1956.
وفق المتداول كانت الكارثة عبارة عن هزات أرضية متتالية. وقد خلفت 140 قتيلًا، بحسب ما تشير إليه نسخة أرشيفية متداولة للصحفة الأولى من جريدة "البيرق" المحلية.
وأسفرت الكارثة أيضًا، وفق المصدر نفسه، عن 350 جريحًا و30 ألف مشرد و3000 بيت مهدم.
وفي بلدة شحيم التي تعد الأكثر تضررًا، اتسع "شق العجوز" في الأرض، وهو صدع كان خلفه زلزال ضرب المنطقة في القرن الثامن عشر.
زلزال نابلس 1927
في 11 يوليو/ تموز 1927، ضرب زلزال منطقة شمال البحر الميت مخلفًا آثارًا مدمرة في عدة مناطق فلسطينية وأردنية.
وتنقل وكالة "الأنباء والمعلومات الفلسطينية" (وفا) عن إحصائية أجرتها حكومة الانتداب البريطاني ما بعد الزلزال، أن عدد قتلى الزلزال في فلسطين بلغ 192 شخصًا، فيما جُرح 923. وفي شرق الأردن، كان عدد القتلى 68 شخصًا، فيما سُجلت إصابة 103 أشخاص.
تراوحت قوة الزلزال بين 6.2 و6.3 درجات على مقياس ريختر، وفقًا لما أوردته "وفا" عن لسان مدير مركز الزلازل وعلوم الأرض التابع لجامعة النجاح الوطنية جلال الدبيك.
وأشارت إلى أن مدينة نابلس وحدها بلغ عدد القتلى فيها 75، والجرحى 365، وكانت أكثر المدن المتضررة.
زلزال بومرداس في الجزائر
زلازل "معاصرة" أيضًا تحدث عنها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، ومنها كارثة الزلزال الذي ضرب ولاية بومرداس في الجزائر عام 2003.
وقع الزلزال في 21 مايو/ أيار من ذلك العام، وبلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، فنشر الدمار في بومرداس، وتأثرت به ولايات جزائرية مجاورة.
وبحسب موقع "الشروق أونلاين"، فقد أودى بحياة 2600 مواطن وأدى إلى جرح الآلاف.
زلزال العراق 2017
في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2017 ضرب زلزال بقوة 7.2 درجات على مقياس ريختر إيران والعراق، وأجزاء من الكويت وتركيا، وتسبب بمقتل وإصابة المئات.
وتأثرت في العراق مدينة حلبجة شمالًا وكل من الأنبار وأربيل والسليمانية ومناطق أخرى بينها العاصمة بغداد.
واعتبر الزلزال الأقوى الذي يضرب العراق منذ عقود. وتختلف المعلومات بشأن عدد القتلى في العراق، ومنها 8 أشخاص.
وكان حينها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلوا صورًا من المناطق أظهرت انهيار عشرات المنازل، ونقل عشرات المصابين إلى المستشفيات.
