رغم مرور 13 يومًا على كارثة الزلزال وفتح ثلاثة معابر حدودية مع تركيا، لا تزال الأوضاع الإنسانية مأساوية في الشمال السوري، حيث يفترش عشرات الآلاف العراء من دون خيام أو مأوى يقيهم من البرد الذي يفتك بهم وبأطفالهم.
وكان لافتًا ما كشفه رائد الصالح، مدير منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، أن الأمم المتحدة أرسلت إلى المناطق المنكوبة 60 شاحنة فقط، أي ما يعادل 2% فقط من المساعدات التي تدفقت إلى مناطق النظام.
وأوضح الصالح أن المساعدات الأكبر جاءت من قوافل دير الزور والمنطقة الشرقية وإقليم كردستان وبعض الدول العربية.
ما الذي تفعله الأمم المتحدة؟
انتظرت الأمم المتحدة ثمانية أيام كاملة قبل أن ترسل أول وفد إلى المنطقة الشمالية لتقدير الاحتياجات لعمليات الإنقاذ وإغاثة المتضررين بعد أن حصلت على موافقة النظام.
وقد عرّضت هذه الموافقة المنظمة الأممية لاتهامات إضافية بـ"تسييس المساعدات"، ومنح رئيس النظام السوري بشار الأسد "مكتسبات مجانية".
وخلال الأيام الثمانية التي سبقت ذلك، مات آلاف السوريين بانتظار الإنقاذ من تحت الركام، وعبر الناجون منهم في حملات واسعة عن غضبهم وشعورهم بالخذلان.
وجاء الرد من وكيل الأمين العام الأممي مارتن غريفيث، الذي أقر في تغريدة بأن المنظمة الدولية خذلت أكثر من خمسة ملايين مدني يقيمون في شمال غربي سوريا. وتعهد بتصحيح هذا الفشل بأسرع وقت ممكن.
At the #Türkiye-#Syria border today. We have so far failed the people in north-west Syria. They rightly feel abandoned. Looking for international help that hasn’t arrived. My duty and our obligation is to correct this failure as fast as we can. That’s my focus now.
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) February 12, 2023
الوفد الأممي "هدّد" المنظمات الإغاثية
لكن، وبدلًا من تصحيح الفشل، كما تعهد غريفيث، كشف مدير الخوذ البيضاء أن الوفد الأممي هدد المنظمات الإغاثية في الشمال السوري، وأخبرها بأن الدعم المقدم لها مشروط بصمتها وتوقفها عن انتقاد الأمم المتحدة.
4/1ـ بلغني أن وكالات الأمم المتحدة منزعجة من الاتهامات بتقصيرها في الاستجابة للكارثة الإنسانية بعد الزلزال في سوريا وتهدد المنظمات الإنسانية السورية وتطالبها بتحديد دورها، وذلك بدل العمل على تصحيح أخطائهم بعد الاعتراف بتقصيرهم.#زلزال_سوريا #سوريا
— Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) February 16, 2023
وفيما أحدثت تهديدات الأمم المتحدة زوبعة من الانتقادات، قال الصحافي أحمد الأمين: "لا يريدون فقط موتنا. يريدوننا أن نسكت أيضًا".
ومن إدلب استنكر الكاتب ياسين الأحمد ما وصفه بالتهديد الفج وطالب بتحقيق دولي في أسباب التقصير وتعمد عدم الاستجابة.
هذا تهديد فج.. يدل على صفاقة الوجه.. والواقع يجب فتح تحقيق دولي عن أسباب التقصير والتعمد في عدم الاستجابة.. https://t.co/LQ2Kt0A1f4
— ياسين الأحمد /إدلب (@yassin_009) February 17, 2023
أما المؤرخ ناصر رباط فاعتبر أن الأبطال الحقيقيين في الشمال السوري هم الخوذ البيضاء.
وأضاف أن الأمم المتحدة أثبتت عدم كفاءة وتراخيًا بيروقراطيًا، متهمًا إياها بـ"التواطؤ" مع من وصفهم بالظالمين مرات لا تحصى، "وسوريا مثال واحد"، على حد وصفه.