خطفت فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الأضواء إلا أن السبب ليس فنيًا بل سياسي، إذ صدم النجوم على السجادة الحمراء باقتحام امرأة شبه عارية مكان الحدث، وكانت ترسم العلم الأوكراني المكون من اللونين الأزرق والأصفر على جسدها.
وبحسب وسائل إعلام غربية، قام المنظمون بطرد السيدة غير معروفة الهوية بعد أن خلعت رداءها خلال العرض العالمي الأول لفيلم "Three Thousand Years of Longing" لجورج ميللر.
وأرادت السيدة أن تطلق صرخة ضد العنف الجنسي الذي يمارس خلال الحرب في أوكرانيا، إذ رسمت على جسدها لوني العلم الأوكراني مصحوبين بعبارة "أوقفوا اغتصابنا" المكتوبة على بطنها وبصمات يدين باللون الأحمر على ردفيها.
ووفق موقع "فاريتي"، بعد حالة الارتباك التي تسببت بها المرأة في المهرجان العالمي تبين أنها تابعة للمنظمة النسوية الراديكالية الفرنسية "سكام" التي كتبت على تويتر عقب الحادثة: "كشفت هذه الناشطة عمليات الاغتصاب والتعذيب الجنسي التي ارتكبها جنود روس ضد نساء أوكرانيات".
أوكرانيا في "كان"
ويبدو أن الأحداث في أوكرانيا طغت على المشهد الفني في "كان"، إذ عُرض أيضًا أمس الخميس فيلم "ماريوبوليس 2" الوثائقي، الذي يقدم صورة عن قرب للحياة تحت القصف في أوكرانيا.
وبعد عرض الوثائقي، كرم الحضور مخرج الفيلم الليتواني الذي قتل مانتاس كفيدارافيسيوس، بكلمة قدمتها خطيبته، قالت فيها وهي تبكي: "إنه لشرف كبير لي أن أقدم عمل مانتاس الأخير. إنه لشيء رائع أن يتم تكريم إرثه وعمله كمخرج أفلام ومتخصص في علم دراسة الإنسان خلال المهرجان".
وقُتل كفيدارافيسيوس (45 عامًا) في أبريل/ نيسان في ماريوبول، حيث كان يصور فيلمًا مع بيلوبروفا التي كانت تشاركه في إخراج المشروع.
كذلك، ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة مفاجئة في حفل الافتتاح، حيث ظهر في رسالة مسجلة قال فيها: إن "الكراهية ستختفي ويموت الطغاة".
عودة زخم السعفة الذهبية
يذكر أن مهرجان كان السينمائي الدولي افتتح أعمال دورته الخامسة والسبعين يوم الثلاثاء الفائت، والتي تستمر حتى 28 مايو/ أيار الجاري.
وأشار مراسل "العربي" شوقي الأمين الذي واكب اللمسات الأخيرة قبل افتتاح المهرجان إلى استعادة "وهج المهرجان" هذا العام، مع المشاركة الكثيفة في الدورة الحالية، بعد النسخة 74 التي طغت عليها جائحة كورونا العام الماضي.
ولفت الأمين إلى وجود ترقب كبير للنسخة الحالية، لاسيما نوعية الأفلام المشاركة، ومن بينها أفلام من اليابان.
وتحدث الأمين عن مشاركة عربية مميزة في المهرجان، من تونس ولبنان والمغرب وكذلك من مصر.
