الخميس 2 مايو / مايو 2024

مهندس "سياسات بوتين المالية" خلال حرب أوكرانيا.. من هو ماكسيم أوريشكين؟

مهندس "سياسات بوتين المالية" خلال حرب أوكرانيا.. من هو ماكسيم أوريشكين؟

Changed

ناقشت فقرة من برنامج "الأخيرة" استخدام بوتين لسلاح الغاز لخنق الاقتصاد الأوروبي (الصورة: غيتي)
أوريشكين جزء من كادر من المسؤولين الذين حاولوا منذ فترة طويلة السير على خط رفيع بين صياغة سياسة اقتصادية صديقة للمستثمرين وقمع بوتين المتزايد.

بعد شهر تقريبًا من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا يقضي بأن يدفع خصوم موسكو الأوروبيون ثمن الغاز الطبيعي بالروبل، في محاولة لتخفيف وطأة تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده.

هذه المناورة لمحاولة كسر الحصار الاقتصادي، كانت من ابتكار المساعد الاقتصادي للرئيس ماكسيم أوريشكين، وفقًاً لوكالة "بلومبرغ".

وبرز أوريشكين، المختص في الشؤون السياسة-الاقتصادية والبالغ من العمر 40 عامًا، كعضو رئيسي في الدائرة المقربة لبوتين، كونه يتمتع بخبرة مالية غربية ممن يساعدون الآن في توجيه استجابة الكرملين لمواقف الغرب المناوئة للحرب على أوكرانيا.

وأجبرت سياسة أوريشكين الاتحاد الأوروبي على تنفيذها، حيث وقّع معظم المستهلكين الرئيسيين على الشروط الجديدة التي تضمّنت فتح حسابات خاصة وبالروبل الروسي.

واصطحب بوتين مستشاره الاقتصادي أوريشكين في رحلته الأخيرة إلى إيران، والتي لديها عقود من الخبرة في تجاوز العقوبات الغربية.

وبسؤاله عن أفكار طهران للتغلّب على العقوبات، تفاخر أوريشكين قائلًا: "أفكارنا أفضل بكثير"، وفقًا لبلومبرغ.

من هو أوريشكين؟

ماكسيم أوريشكين

كان أوريشكين مصرفيًا سابقًا في الوحدة الروسية في "سوسيتي جينرال"، وهو يستخدم الآن تجربته الغربية للتخفيف من تأثير العقوبات على موسكو.

 وذكرت "بلومبرغ" أنه جزء من كادر من المسؤولين الذين حاولوا منذ فترة طويلة السير على خط رفيع بين صياغة سياسة اقتصادية صديقة للمستثمرين وقمع بوتين المتزايد.

لكن الحرب على أوكرانيا جعلت هذا التوازن شبه مستحيل، فتعرّض أوريشكين وزملاؤه للعقوبات الغربية، لأن سياساتهم الاقتصادية تخدم آلة الحرب في الكرملين.

وأوريشكين الولد الأصغر لعائلة روسية من الأكاديميين، وولد في نهاية الحقبة السوفيتية، وأمضى سنوات مراهقته في ما أصبح يُعرف في روسيا في فترة "التسعينيات المضطربة"، وهي فترة من المشقّة والجرأة الاقتصادية.

وتضمّ مجموعة أوريشكين تكنوقراطيين شبابا، منهم نائب محافظ بنك روسيا أليكسي زابوتكين (44 عامًا)، ونائب وزير المالية فلاديمير كوليتشي (39 عامًا). وأغلبهم من خريجي مدارس اقتصادية روسية رفيعة المستوى، قاموا بتحصيل وظائف في شركات أوروبية، قبل الفوز بالتعيينات لأعلى الوظائف في الدولة. وبعد التخلّي عن القطاع الخاص، كرّسوا أنفسهم لبناء "حصن بوتين المالي".

وذكرت "بلومبرغ" أنه "كلما كان بوتين أكثر قسوة مع منافسيه في الخارج وفي الداخل، أصبحت هناك ضرورة أكبر لبناء نوع من المرونة للحفاظ على الاقتصاد، عندما تأتي الصدمات الكبيرة".

وخلال فترة عمله في وزارة المالية التي دامت ثلاث سنوات، كان أوريشكين من بين المسؤولين الذين ابتكروا آلية لتحويل مئات المليارات من الدولارات من عائدات صادرات النفط والغاز إلى صندوق سيادي لمساعدة الكرملين في مواجهة الحزم الأولى من العقوبات الأميركية والأوروبية، إثر ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014.

لم يكن أداء الاقتصاد الروسي سيئًا كما كان يُخشى في أعقاب الحرب، لكنه لا يزال على المسار الصحيح لواحد من أعمق فترات الركود منذ عقود.

وقال أوريشكين لبلومبرغ: "روسيا لن تتخلّى عن اقتصاد السوق. بل على العكس، إنها تتحرك في الاتجاه المعاكس. يتمّ الآن تشجيع المبادرات الخاصة بشكل خاص. هذا ما لاحظه الرئيس باستمرار في خطاباته".

وشبّه أوريشكين العملة الأميركية بـ "عقار يُستخدم لإدمان العالم بأسره".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close