الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

موسكو تتحدث عن مكاسب في الشرق.. كييف تكتشف مقبرة جماعية جديدة

موسكو تتحدث عن مكاسب في الشرق.. كييف تكتشف مقبرة جماعية جديدة

Changed

العربي يناقش مستجدات تصعيد التهديدات النووية في الحرب (الصورة: غيتي)
تحاول القوات الروسية استعادة بعض المكاسب الصغيرة شرقًا حيث أعلنت كييف عن العثور على مقبرة جماعية وسط تصاعد التهديدات النووية والمواقف الداعمة لأوكرانيا.

عثرت السلطات الأوكرانية على مقبرة جماعية في بلدة ليمان شرقي البلاد بعد تحريرها مؤخرًا من أيدي القوات الروسية، بحسب حاكم إقليم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، الذي أعلن هذا الاكتشاف في منشور على الإنترنت أمس الجمعة. 

كيريلينكو قال إنه لم يتضح بعد عدد الجثث التي تحتويها المقبرة، لكن وكالة "أوكرينفورم" للأنباء نقلت عن مسؤول كبير بالشرطة قوله إنّ المقبرة تحتوي على 180 جثة.

وكانت القوات الأوكرانية استعادت ليمان من سيطرة القوات الروسية يوم السبت الماضي،

ودأبت السلطات الأوكرانية على اتهام القوات الروسية بارتكاب أعمال وحشية في الأراضي التي تحتلها، وهو ما تنفيه موسكو. ففي الشهر الماضي، تم استخراج 436 جثة من مقبرة في بلدة إيزيوم شمالي شرق البلاد بعد تحريرها. وقال مسؤولون محليون إن معظمهم قتلوا على ما يبدو في أعمال عنف.

وكتب كيريلينكو على تيليغرام يقول: إن المسؤولين في ليمان عثروا على "مقبرة جماعية وإنها ربما تحتوي، وفقًا لمعلومات محلية، على جثث لجنود ومدنيين. ولم يتم التأكد بعد من العدد الدقيق" .وقال إنه تم العثور أيضًا على مقبرة ثانية بها 200 قبر تحتوي على جثث مدنيين.

تقدم كييف

يأتي ذلك فيما شهد الوضع الميداني، إعلان القوات الروسية عن تحقيق مكاسب شرقي البلاد، يوم أمس، وذلك بعد سلسلة انتكاسات مريرة على جبهات عدة، لكن يبدو أن كييف تحتفظ بزمام المبادرة ودعت الجنود الروس إلى اختيار الاستسلام.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أن قوات كييف استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية أيلول/ سبتمبر.

ووعد وزير الدفاع أوليكسيتش ريزنيكوف بـ"ضمان الحياة والأمن والعدالة" للجنود الروس الذين يختارون الاستسلام. وقال "ما زال بإمكانكم إنقاذ روسيا من المأساة والجيش الروسي من الذل" بينما دفعت الهزائم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعبئة مئات الآلاف.

من جهتها، أعلنت موسكو أنها حققت مكاسبها الأولى في ثلاث قرى شرقي أوكرانيا، وذلك بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة. وقال الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو إن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية.

مكاسب روسيا

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السيطرة على زايتسيف في اليوم السابق في تقريرها اليومي.

وتقع هذه القرى الثلاث جنوبي مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. يحاول الجيش الروسي السيطرة على المنطقة منذ أشهر لكن من دون جدوى.

ونقلت وكالة "فرانس برس" بأن دوي قصف من مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ، سمع وسط مدينة باخموت، أمس، والتي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل الحرب، وأفادت الوكالة نفسها عن شهود عيان بأن "قتال شوارع" تشهده المدينة على الجانب الآخر من نهر باخموتا، فيما ارتفعت أعمدة الدخان الأسود جراء القذائف جنوبيها.

خسائر مدنية

القوات الأوكرانية تحدثت أيضًا عن تحقيق مكاسب الجمعة تتمثل بالسيطرة على قرية غريكيفكا في منطقة لوغانسك، حسب الحاكم سيرغي غايداي، وفي الجانب الذي تحتله القوات الروسية في منطقة خيرسون، قتل خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرون في غارة أوكرانية أصابت حافلة مدنيين كانوا في طريقهم إلى العمل خلال عبور جسر، بحسب المسؤول الموالي لروسيا كيريل ستريموسوف.

واستهدفت كييف جسورًا في هذه المنطقة مرارًا من أجل تعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية. وتحدثت الرئاسة الأوكرانية عن هجوم روسي جديد على منطقة زابوريجيا لليوم الثاني على التوالي، أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح. وقالت إن "البنية التحتية دمرت في منطقتين. المحتل استخدم طائرات مسيرة للمرة الأولى".

في اليوم السابق قتل أحد عشر شخصًا في ضربات روسية على زابوريجيا، حسب إدارة الطوارئ الأوكرانية.

أشار زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك دينيس بوشلين إلى أن الوضع "أصعب" بالقرب من ليمان التي تعد محورًا لتقاطع سكك حديد سيطرت عليه القوات الأوكرانية مؤخرًا،وقال إن القوات الروسية تعزز خط دفاع جديدًا بالقرب من كريمينا الذي تهاجمه القوات الأوكرانية ليلًا ونهارًا. وأضاف "اعتقد ان لدينا كل الفرص لحشد قوات وبدء تحرير مناطق باحتياطات جديدة"، معلنًا عن إرسال تعزيزات.

الخطر النووي

يأتي ذلك مع تصاعد التهديد النووي جراء الحرب في أوكرانيا، فبعد تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي التي يعتبرها الكرملين روسية، تحدث زيلينسكي الخميس عن "ضربات وقائية" ضد روسيا، بيد أن الرئاسة الأوكرانية تراجعت بعد حديثه مؤكدة أنه كان يتحدث عن "عقوبات" وقائية وليس ضربات، لكن المسؤولين الروس انتقدوا تصريحاته.

ودان الكرملين "الدعوة إلى بدء حرب عالمية جديدة" بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصريحات من هذا النوع تبرر الغزو الروسي. فيما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من خطر حرب "نهاية العالم" للمرة الأولى منذ الحرب الباردة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره، أعلن يوم أمس الجمعة عن إنشاء "صندوق خاص" لتمكين اوكرانيا "من أن تشتري مباشرة من الجهات الصناعية لدينا العتاد الذي تحتاج اليه دعما لجهدها الحربي". وقال ماكرون للصحافيين في براغ إثر قمة للاتحاد الاوروبي "سنزود هذا الصندوق الخاص مئة مليون يورو كبداية".

وأضاف أن المناقشات جارية، خصوصًا مع الدنمارك، لتقديم مزيد من مدافع قيصر العالية الدقة المحمولة على شاحنات إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى 18 مدفعًا سبق أن قدمتها فرنسا.

توازيًا أعلن صندوق النقد الدولي في بيان الجمعة أنه سيصرف مساعدة طارئة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار من خلال أداة المساعدة الجديدة لمواجهة الصدمات الغذائية.وأوضحت المؤسسة أن حزمة المساعدة الجديدة تهدف إلى "دعم أوكرانيا في مواجهة احتياجاتها الملحة من حيث ميزان المدفوعات" ولكن أيضا "لتحفيز تقديم دعم مالي مُستقبَلًا من الجهات المانحة والدائنة لأوكرانيا".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close