الأحد 19 مايو / مايو 2024

نصف مليون حالة وفاة مبكرة كل عام.. ما أسباب تراجع الملقحات عالميًا؟

نصف مليون حالة وفاة مبكرة كل عام.. ما أسباب تراجع الملقحات عالميًا؟

Changed

مادة لـ"أنا العربي" تستعرض تداعيات انقراض النحل على البشر (الصورة: غيتي)
وجدت دراسة أن تراجع الملقحات البرية في العالم أثرت سلبًا على صحة الإنسان لأنها تؤدي إلى تقليل الإمداد بالأغذية الصحية.

قدرت دراسة جديدة أن الخسارة العالمية للملقحات تتسبب بنحو 500 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا عن طريق تقليل الإمداد بالأغذية الصحية. وتتطلب ثلاثة أرباع المحاصيل التلقيح لكن أعداد العديد من الحشرات الملقحة في انخفاض حاد. 

وبحسب صحيفة "الغارديان"، وجد البحث الذي أجرته جامعة هارفارد أن التلقيح غير الكافي تسبب في خسارة بنسبة 3 إلى 5% في إنتاج الفاكهة والخضروات والجوز. 

وقال العلماء إن انخفاض استهلاك هذه الأطعمة يعني أن حوالي 1% من جميع الوفيات يمكن أن تُعزى الآن إلى فقدان الملقحات.

تأثير نقص الملقحات على صحة الإنسان

كما اعتبر الباحثون الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطان، يمكن الحد منها جميعًا باتباع أنظمة غذائية صحية. وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها لتحديد الخسائر على صحة الإنسان بسبب عدم كفاية الملقحات البرية.

واستندت الدراسة إلى بيانات من مئات المزارع في جميع أنحاء العالم، ومعلومات عن المحاصيل والمخاطر الصحية المتعلقة بالنظام الغذائي ونموذج كمبيوتر يتتبع التجارة العالمية في الغذاء.

وبحسب الصحيفة، قال الدكتور صموئيل مايرز، من كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة في جامعة هارفارد وكبير مؤلفي الدراسة: "كان هناك جزء مهم مفقود في مناقشة التنوع البيولوجي هو الافتقار إلى الروابط المباشرة بصحة الإنسان".

وأوضح أن هذا البحث "يثبت أن فقدان الملقحات يؤثر بالفعل على الصحة على نطاق واسع مع عوامل الخطر الصحية العالمية الأخرى، مثل سرطان البروستاتا أو اضطرابات تعاطي المخدرات". 

ممارسات صديقة للملقحات

ولفت مايرز إلى عدد من الممارسات الصديقة للملقحات. وتشمل زيادة وفرة الزهور في المزارع، وتقليل استخدام مبيدات الآفات، وخاصة مبيدات النيونيكوتينويد والحفاظ أو استعادة الموائل الطبيعية القريبة.

وقال: "عندما تتم دراستها، فإنهم يدفعون لأنفسهم اقتصاديًا من خلال زيادة الإنتاج". ومع ذلك، قال الباحثون إن "التحديات الهائلة لا تزال قائمة" في استعادة تجمعات الملقحات على مستوى العالم.

وقيمت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "إنفيرومنتال هيلث بيرسبكتيف" عشرات المحاصيل التي تعتمد على الملقحات باستخدام بيانات من دراسة المزرعة العالمية. ووجدت أن التلقيح غير الكافي كان مسؤولاً عن ربع الفرق بين المحاصيل العالية والمنخفضة.

وقال الباحثون: "قدرنا أن العالم يخسر حاليًا 4.7% من إجمالي إنتاج الفاكهة و3.2% من الخضروات و4.7% من المكسرات".

تأثير متفاوت بين دول العالم

ثم استخدم الباحثون نموذجًا اقتصاديًا لتتبع كيفية تأثير هذه الخسائر على النظم الغذائية للناس في جميع أنحاء العالم. ثم استخدموا بيانات معروفة حول تأثير انخفاض إنتاج الفاكهة والخضروات والبقوليات والمكسرات على الصحة لتقدير عدد الوفيات المبكرة.

ووجد الباحثون أن التأثير الأكبر كان في البلدان المتوسطة الدخل، مثل الصين والهند وروسيا وإندونيسيا، حيث كانت أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطانات منتشرة بالفعل بسبب سوء التغذية والتدخين وانخفاض مستويات التمارين الرياضية.

وفي الدول الغنية، لا يزال عدد أكبر من الناس قادرين على تناول الطعام الصحي حتى لو ارتفع سعر الأطعمة بسبب انخفاض الإنتاج، رغم أن الفقراء في تلك البلدان سيظلون يعانون.

دور النحل في إنتاج الغذاء

ويعد النحل أعظم الملقحات على الأرض بسبب دوره في تلقيح ثلث إنتاج العالم من الغذاء، لكن أعداده تتراجع بسبب أنشطة البشر الذين سيفقدون جميع النباتات التي يقوم النحل بتلقيحها في حال انقراضه. كذلك ستفقد الحيوانات التي تأكل تلك النباتات ما يهدد النظام البيئي والإنسان نفسه.

ويشير خبراء إلى أن عالمًا خاليًا من النحل يصعب عليه أيضًا استيعاب نحو 8 مليارات إنسان. ويمكن أن تحتوي الأسواق على نصف كمية الفاكهة والخضروات المتوفرة حاليًا في حال غياب النحل.

وعلى سطح الأرض، يوجد نحو 30 ألف نوع من النحل تعد من الملقحات الفعالة، فهي مسؤولة عن تلقيح نحو 100 نوع من المحاصيل التي يستهلكها 90% من سكان العالم.

وتعد عملية التلقيح أساسية لبقاء أنظمتنا البيئية، حيث تعتمد 90% من أنواع النباتات المزهرة البرية في العالم بشكل كلي على تلقيح حيواني، بينما تعتمد أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية في العالم، و35% من الأراضي الزراعية العالمية على التلقيح.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close