Skip to main content

"نفوذ" سيدة بريطانيا الأولى.. أي دور لكاري جونسون في "فضائح" زوجها؟

السبت 12 فبراير 2022

تحولت الدائرة المقربة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى محط اهتمام وسائل الإعلام بشكل كبير في الأيام الأخيرة، على خلفيّة الفضائح المتتالية التي تلاحقه، لتطال أخيرًا أقرب المقربين له وهي زوجته كاري جونسون.

وتُتّهم كاري سيموندز جونسون، الهادئة علنًا، بالمناورة خلف الكواليس في وقت تزداد الفضائح التي تستهدف "داونينغ ستريت". 

فلكاري جونسون البالغة من العمر 33 عامًا وظيفة خاصة بها في مؤسسة خيرية للحياة البرية، لكن مصادر متعددة من "داونينغ ستريت" في الماضي والحاضر تقول إن تأثيرها على قرارات رئيس الوزراء لا يمكن إنكاره.

على الرغم من أن إطلالات كاري التي تزوجت من بوريس في مايو/ أيار الماضي وهو يكبرها بـ24 عامًا، نادرة إلى حدّ ما.

"المرأة الأكثر قوة في بريطانيا"

وبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، ظهرت زوجة جونسون خلال احتفالات بروتوكولية مثل قمة مجموعة السبع في كورنوال بشهر يونيو/ حزيران الماضي وألقت كلمة أيضًا حول قضايا مجتمع الميم خلال اجتماع حزب المحافظين في الخريف الماضي. 

غير أنها لم تُعطِ اي مقابلة منذ وصول جونسون إلى داونينغ ستريت في يوليو/ تموز 2019. 

رغم ذلك، تقدّمها مجلّة "تاتلر" البريطانية على أنها "الامرأة الأكثر قوة في بريطانيا".

ووجدت كاري جونسون نفسها في صلب اهتمام الرأي العام والنقّاد بحيث بدأت تطرح تساؤلات عن دورها في سلسلة من الفضائح أضعفت رئيس الحكومة المُحافظ. 

وأكثر هذه الفضائح حساسية تتعلّق بحفلات جرت في "داونينغ ستريت" في فترة الإغلاق العام لمكافحة تفشي كوفيد-19 وفي الشقق الخاصة للزوجيْن التي أثار تجديدها المُكلف جدلًا.

ونقل عنها متحدث باسمها قولها إنها لا تمارس "أي دور في الحكومة"، بعد أن تبيّن أن بعض الصفحات اللاذعة المحتوى مخصصة للحديث عنها في كتاب سينشره السياسي المحافظ مايكل أشكروفت في نهاية مارس/ آذار.

ويعتبر أشكروفت من جهته أن "سلوك كاري يمنع رئيس الوزراء من إدارة البلاد بالفعالية التي يستحقها الناخبون".

"حملة وحشية"

بدورها، نفت كاري جونسون مؤخرًا أن يكون لها أي دور في تشكيل سياسة الحكومة وزعمت أنها استُهدفت من قبل أعداء رئيس الوزراء في "حملة وحشية"، معتبرةً أن الاتهامات قد يكون اختلقها "مستشارون" سابقون.

وتتجه كل الأنظار إلى المستشار السابق دومينيك كامينغز الذي أصبح الآن عدوًا لدودًا لبوريس جونسون والذي ينسب الإطاحة به من "داونينغ ستريت"، لكاري جونسون على خلفيات صراعات داخلية.

وحتى قبل هذا الكتاب، اتُّهمت كاري بالتأثير على بعض قرارات بوريس جونسون بما فيها قرارات اختيار المستشارين والمواضيع التي تهمّها مثل حماية الحيوانات. 

فوفق "الغارديان"، زُعم أنها كانت خلف قرار السماح بإجلاء الحيوانات من جمعية "نوزاد" الخيرية من كابل، حين سقطت المدينة في أيدي حركة طالبان بشهر أغسطس/ آب 2021، بينما تُرك الآلاف ممن عملوا مع القوات البريطانية هناك.

وقال آش ساركر من موقع "نوفارا ميديا" اليساري عبر قناة "سكاي نيوز" إن "بعض الانتقادات لكاري جونسون تحمل طابعًا معاديًا للمرأة لكنها شخصية سياسية.. ولا نملك الأساليب الكلاسيكية لمحاسبتها".

وكانت هناك أيضًا انتقادات بشأن دورها المحتمل في إعادة تصميم شقة رئيس الحكومة في "داونينغ ستريت"، حيث استخدم المصمم الداخلي لولو ليتل ورق حائط ذهبي بتكلفة 840 جنيهًا إسترلينيًا للفة. 

من هي كاري جونسون؟

وكاري جونسون هي ابنة ماثيو سيموندز، أحد مؤسسي صحيفة "ذي اينديبندنت"، وجوزيفين ماكافي، محامية سابقة.

نشأت جنوبي غرب لندن والتحقت بمدرسة خاصة قبل أن تدرس المسرح وتاريخ الفنون في جامعة وارويك.

وبدأت كاري جونسون بالعمل لصالح حزب المحافظين عام 2010 كمديرة التسويق للنائب السابق زاك غولدسميث.

وانضمّت إلى حملة إعادة انتخاب بوريس جونسون رئيسًا لبلدية لندن في 2012.

وشغلت المرأة التي أصبحت الزوجة الثالثة لجونسون لاحقًا عدة مناصب داخل حزب المحافظين، إلى أن أصبحت مديرة التواصل في الحزب، قبل أن تترك منصبها عام 2018.

وانضمّت لاحقًا إلى فريق التسويق لمنظمة حماية الطبيعة "أوسييانا" قبل أن تدخل جمعية حماية الحيوانات "أسبينال فاونديشن" العام الماضي. 

وبدأت قصة كاري وبوريس عام 2018 حين كان زواج الأخير من زوجته السابقة مارينا ويلر غير مستقرّ. 

وحين تسلّم رئاسة الوزراء البريطانية في يوليو 2019، أصبح بوريس جونسون أول رئيس حكومة بريطانية يدخل "دوانينغ ستريت" من دون أن يكون متزوّجًا منذ ولاية إدوارد هيث عام 1970. ولم تكن كاري سيموندز في حينه تقطن في "داونينغ ستريت".

وحين أنجز طلاقه عام 2020، أصبح بوريس جونسون أوّل رئيس حكومة يتزوّج خلال فترة حكمه، في احتفال سرّي أقيم في مايو 2021.

ورُزقا بأول طفل لهما في أبريل/ نيسان 2020 سمياه ويلفرد، وبشقيقة له في ديسمبر/ كانون الأول 2021 سمياها رومي، ليُصبح لجونسون سبعة أطفال في المجموع، أربعة منهم من زوجته السابقة مارينا ويلر وطفلة خامسة من علاقة أخرى.

جونسون في عين العاصفة

وبينما يواجه رئيس الوزراء البريطاني انشقاقات ودعوات من حزبي المحافظين والعمّال للتنحي من السلطة على خلفية فضيحة الحفلات، ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" الأسبوع الفائت، أن كاري صرحت لأحد المقربين إنه يجب على رئيس الوزراء الاستقالة.

ويزداد الاستياء بين النواب الذين يشنون يوميًا هجمات حادة وغير اعتيادية تهدّد مستقبل جونسون بسبب فضيحة "بارتي غيت"، خصوصًا أنّه سبق للعديد من نواب حزب المحافظين الحاكم، إضافة إلى آخرين من حزب العمال، أن دعوه إلى الاستقالة.

حتى أن نائب ووزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي سابقًا، دايفيد دايفيس وهو أحد أبرز مؤازريه في ملف "البريكست"، طالبه بالرحيل خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس العموم البريطاني الشهر الماضي.

وقال ميجور في خطاب أمام مجلس العموم: "كنت أتوقع من الزعيم أن يظهر شيئًا من المسؤولية في تحمل ما قام به لكنه أثبت العكس.. أرجو منك الرحيل".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة