لم يحدَد موعد تتويج الملك تشارلز الثالث بعد، وإن كان قد تم تنصيبه اليوم السبت في مراسم جرت في قصر سانت جيمس، تلقى على أثرها تهاني من قادة عرب.
ويبيّن التاريخ فجوة بين موعدَي تنصيب وتتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في خمسينيات القرن الماضي، وصلت إلى 16 شهرًا.
ولا يتم تتويج الملك فور وفاة سلفه احترامًا لفترة الحداد، وإتاحة الوقت لتنظيم الحفل الفخم الذي يشهد مراسم فريدة من نوعها ويعود بعضها إلى عدة قرون.
إطلاق قذائف مدفعية بمناسبة جلوس #الملك_تشارلز الثالث على عرش #بريطانيا #العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/6anb2VppkC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 10, 2022
أين وكيف يتم تتويج الملك؟
يقام حفل التتويج في كنيسة ويستمنستر، ويرأسها كبير أساقفة كانتربري الشخصية الدينية الأولى في الكنيسة الأنغليكانية والثاني في رئاستها بعد العاهل البريطاني.
ويقدم رئيس أساقفة كانتربري أولًا الملك الجديد للجمهور الذي يهتف له. وبعد ذلك، يؤدي الملك يمين التتويج (قانون قسم التتويج)، الذي تمت صياغته في عام 1688.
وبموجب هذا القسم، يتعهد الملك رسميًا بأن يحكم شعبه وفقًا للقوانين التي يقرها البرلمان، وبأن يفرض القانون والعدالة "برأفة" و"يفعل كل ما هو ممكن" من أجل الحفاظ على الكنيسة الأنغليكانية والبروتستانتية.
ثم يمسح أساقفة كانتربري بالزيت المقدس ويبارك الملك الجالس على كرسي الملك إدوارد، العرش الذي صُنع في عام 1300، ويُستخدم في كل تتويج منذ عام 1626.
ويتسلم الملك أخيرًا الإشارات الملكية، لا سيما الصولجان ثم التاج، الذي يضعه كبير أساقفة كانتربري على رأسه.
ويقوم أعضاء العائلة الملكية بتكريمه، ثم يُحتفل بمراسم المناولة.
ماذا عن تتويج الزوجة؟
ما لم يُتخذ قرار مختلف، وإذا كان الملك الجديد رجلًا، تُعلن زوجته ملكة، ويتم تتويجها وفق مراسم مماثلة لكن مبسطة.
وتشير وكالة "فرانس برس"، في ما يخصّ تتويج تشارلز الثالث، إلى أن زوجته كاميلا قد لا تصبح ملكة ولكن فقط "قرينة الملك"، لأنها ليست الزوجة الأولى للملك.
وإذا اعتلت ملكة العرش لا يصبح زوجها ملكًا، ولا يتلقى المسحة المقدسة.
جواهر التاج البريطاني
إلى ذلك، تُعد المملكة المتحدة النظام الملكي الوحيد في أوروبا، الذي ما زال يستخدم الإشارات (الأزياء والسمات الملكية مثل الصولجان أو بعض السيوف) خلال احتفالات التتويج.
ويستخدم تاج سانت إدوارد، الذي صُنع في عام 1661 لتتويج تشارلز الثاني، تقليديًا خلال الحفل. وهذا التاج مصنوع من الذهب والفضة والياقوت والزفير، ويزن أكثر من كيلوغرامين.
أما التاج الإمبراطوري، فيستخدم في نهاية الحفل وخلال الموكب الملكي. وهو مرصع بـ2868 ألماسة، وصُنع في عام 1937 لتتويج الملك جورج السادس. كما يضعه الملك خلال الجلسة الافتتاحية السنوية للبرلمان.
المدعوون إلى الحفل
حضر حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية 8251 ضيفًا يمثلون 181 دولة ومنطقة.
كان من بين هؤلاء عدد كبير من ممثلي ممالك أجنبية قدموا من بلدانهم لحضور الحفل، لكن ليس بينهم أي ملك أوروبي احترامًا لتقاليد ملكية.
وبعد حفل التتويج، يعبر موكب كبير شوارع لندن.
تهان من قادة عرب
وقدمت دول عربية اليوم السبت التهاني إلى تشارلز الثالث عقب تنصيبه رسميًا ملكًا لبريطانيًا، وفق بيانات رسمية.
وبعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، برقيتي تهنئة للملك، متمنين له "التوفيق والسداد ومؤكدين الحرص على توثيق التعاون الثنائي".
كما بعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائبه الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني برقيتي تهنئة إلى الملك، متمنين له "التوفيق والسداد وللشعب البريطاني مزيدًا من التطور والنماء".
بدوره، قدم رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التهنئة إلى الملك تشارلز الثالث.
وبعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، ونائبه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ببرقيتي تهنئة، متمنين للملك الجديد "كل التوفيق والسداد لمواصلة قيادة مسيرة التطور والنماء، التي تشهدها المملكة المتحدة".
وقدم العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة تهنئة مماثلة إلى الملك تشارلز الثالث، متمنيًا له "كل التوفيق والسداد لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها المملكة".
من جانبه، بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تهنئة، قائلًا إنه "على قناعة تامة بأن الفترة القادمة ستتيح للملك الفرصة مجددًا لإثبات حرصكم المعهود للمساهمة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين ومواصلة مسيرة الدفاع عن القضايا العادلة".
وهنأ رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الملك الجديد ملك بريطانيا، وتمنى له في البرقية "التوفيق، ولحكومة وشعب المملكة المتحدة الصديقة مزيدًا من الرخاء والازدهار".