أعلنت السلطات المحلية أن جسرًا تاريخيًا فولاذيًا في مدينة روتردام الهولندية، سيتم تفكيكه جزئيًا للسماح بمرور يخت فاخر تم بناؤه لمؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس.
فوفق تقرير لـ"الغارديان"، يعتبر يخت بيزوس الضخم الذي تبلغ تكلفته 485 مليون دولار، أكبر من أن يتسع للمرور أسفل جسر كونينغسهافن الشهير، الذي يعود تاريخه إلى عام 1878 وأعيد بناؤه بعد أن قصفه النازيون عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية.
لذلك، طلب حوض بناء السفن العملاق ذو الثلاثة صواري في ألبلاسيردام، بالقرب من روتردام، من المجلس المحلي إزالة الجزء المركزي من الجسر حتى يتمكنوا من تمرير اليخت عبره وتسليمه لبيزوس.
وصرح متحدث باسم رئيس بلدية روتردام لوكالة "فرانس برس": إن هذا الممر هو "الطريق الوحيد إلى البحر"، مضيفًا أن مالك "أمازون" سيدفع شخصيًا فاتورة العملية هذه.
لكن هذا القرار أثار غضب البعض في هولندا حيث وعد المجلس المحلي بعد إجراء عملية ترميم كبيرة لهذا المعلم عام 2017 أن الجسر لن يفكك مرة أخرى، والمعروف في روتردام باسم De Hef.
في المقابل، شدّد مكتب العمدة على الفوائد الاقتصادية والوظائف التي أوجدها بناء القارب، لكنه وعد بإعادة بناء الجسر في شكله الحالي.
A historic steel bridge in the Netherlands will be partially dismantled to allow for Jeff Bezos’ mega yacht to pass through 🌉 The yacht, that's being built in the Netherlands, is worth $600 million CAD. The iconic Koningshaven Bridge was constructed in 1878. 📸: YouTube/Alamy pic.twitter.com/In2eXEem5e
— Breakfast Television (@breakfasttv) February 3, 2022
أما في تفاصيل عملية إزالة الجسر، فقد أفادت وسائل إعلام هولندية أنه سيتم إزالة الجزء الأوسط من الجسر الضخم ذي العوارض الفولاذية لإعطاء مساحة كافية للقارب الذي يبلغ ارتفاعه 40 مترًا، بينما ستستغرق العملية بضعة أسابيع ومن المتوقع إجراؤها هذا الصيف.
ويعد جيف بيزوس، 57 عامًا، ثاني أغنى أغنياء العالم بعد رئيس شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية إيلون ماسك، مع صافي ثروة يبلغ 183 مليار دولار بحسب مؤشر "بلومبيرغ" لقائمة المليارديرات، بفضل تحويله لبيع الكتب عبر الإنترنت "أمازون" إلى عملاق في التسوق العالمي.
كيف جمع بيزوس ثروته؟ انطلق بيزوس في رحلته نحو الثراء عام 1995 بعشرة موظفين معظمهم من المبرمجين الإلكترونيين يمضون معظم ساعاتهم في توضيب الكتب التي كان يحملها بيزوس بسيارته إلى مركز البريد لترسل إلى أصحابها.
واختار اسم النهر الشهير الأكبر في العالم كونه مكانًا مختلفًا يعبر عن النجاح ليعكس رؤيته لما يريد أن يرى شركته عليه.
وعام 1997 طرحت أسهم الشركة في البورصة وبلغت قيمة أمازون 300 مليون دولار، قبل أن يتوسع في الثانية من بيع الكتب إلى بيع أقراص الموسيقى والأفلام المدمجة، في حين أتت الخطوة الكبيرة عام 1999 حين أطلقت "أمازون" خدمة البيع عبر طرف ثالث.
فأصبح بالتالي، بإمكان من يشاء أن يطرح بضاعته في "أمازون" ويبيع عبرها لتصبح تبيع حرفيًا "كل شيء"، قبل أن يدخل في مدار البث الرقمي عام 2006 وقبلها استضافة المواقع والتخزين السحابي وغيرها من الخدمات الترفيهية والتكنولوجيا وصولًا إلى حرب غزو الفضاء مع شركة بيزوس "بلو أوريجين" لتصنيع المركبات الفضائية.