الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

واشنطن تتوقع هجومًا إيرانيًا ضد إسرائيل.. ما وراء التحركات الأميركية؟

واشنطن تتوقع هجومًا إيرانيًا ضد إسرائيل.. ما وراء التحركات الأميركية؟

Changed

إسرائيل تقول إنها لن تتسامح مع هجوم إيراني - غيتي
إسرائيل تقول إنها لن تتسامح مع هجوم إيراني - غيتي
كرر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "دعم الولايات المتحدة الثابت للدفاع عن إسرائيل في مواجهة التهديدات المتزايدة من إيران"، وفق بيان للبنتاغون.

أفاد مسؤول أميركي بأنّ الولايات المتحدة تتوقع هجومًا من إيران على إسرائيل، لكنه لن يكون كبيرًا بما يكفي لجر واشنطن إلى الحرب، حسب ما نقلت وكالة "رويترز".

قال البيت الأبيض: إن واشنطن لا تريد أن تتسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها لم تشارك في ضربة جوية ضد قائد عسكري إيراني كبير في دمشق، مضيفًا أنه حذر إيران من استخدام هذا الهجوم ذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة.

تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران

وفي الأول من أبريل/ نيسان قصفت طائرات إسرائيلية مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، في ضربة ترتب عليها تعهد إيران بالانتقام، والتي قتل فيها قائد إيراني كبير وستة عسكريين إيرانيين آخرين، مما أدى إلى تفاقم التوتر في منطقة متوترة بالفعل بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وبحسب وكالة "رويترز"، قالت مصادر إيرانية: إنّ طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتعجل وذلك في وقت تضغط فيه إيران لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزة.

والولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى تحسبًا لضربات انتقامية محتملة من إيران ويعمل مبعوثون أميركيون على تخفيف حدة التوتر.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تعهد بتقديم دعم "ثابت" لإسرائيل، في حين حذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من أن إسرائيل "يجب أن تعاقب وستعاقب".

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "إذا نفذت إيران هجومًا من أراضيها، فإن إسرائيل سترد وتهاجم إيران"، حسب قوله.

ومنذ بداية الحرب المدمرة في غزة قبل ستة أشهر، عبرت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مرارًا عن الخشية من توسع كبير في الصراع ليشمل منطقة الشرق الأوسط.

تعهد إيراني بالانتقام بعد الضربة الإسرائيلية في دمشق - غيتي
تعهد إيراني بالانتقام بعد الضربة الإسرائيلية في دمشق - غيتي

تعهد أميركي بـ"الدفاع عن إسرائيل"

وأمس الخميس، تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال له: إنّ "هجومًا مباشرًا من جانب إيران سيتطلب ردًا إسرائيليًا مناسبًا".

وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية في بيان: إن الرجلين "ناقشا مستوى الاستعداد لهجوم إيراني على إسرائيل"، حيث شدد غالانت في حديثه لوزير الدفاع الأميركي على أن "إسرائيل لن تتسامح مع هجوم إيراني على أراضيها"، وفق البيان.

من جهته، كرر أوستن "دعم الولايات المتحدة الثابت للدفاع عن إسرائيل في مواجهة التهديدات المتزايدة من إيران" وفق بيان للبنتاغون.

وذكر البيان أن "الوزير أوستن أكد للوزير غالانت أن إسرائيل يمكن أن تعول على الدعم الأميركي الكامل للدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية التي هددت بها طهران علنًا".

وبعد الضربة المنسوبة إلى إسرائيل في دمشق والتهديدات الإيرانية الأخيرة بالرد، دعا الأوروبيون إلى ضبط النفس لتجنب اندلاع نزاع إقليمي.

كما دعت روسيا، القريبة من الجمهورية الإسلامية، كلًا من إيران وإسرائيل الخميس إلى "ضبط النفس" لتجنب "زعزعة استقرار" الشرق الأوسط.

أيّ رسائل وراء التحركات الأميركية؟

وفي تعليقه على هذه التطورات، يعتقد عبد الحميد صيام، الخبير في شؤون الأمم المتحدة، أن الرسائل الأميركية الموجهة إلى إيران تهدف إلى إبعاد نفسها عن التفاصيل المتعلقة بالضربة الإسرائيلية على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق.

وفي حديثه لـ"العربي" من نيويورك، يعتبر صيام أن هذه التحركات الأميركية "غير مقنعة" لأن الولايات المتحدة تعرف جيدًا كل التفاصيل المتعلقة بالمشهد الإسرائيلي سواء في غزة أو في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

ويشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه التحركات إلى تجنب رد إيران على الضربة الإسرائيلية، ويقول: "كل الجهود الأميركية والبريطانية والغربية بشكل عام تحاول إقناع إيران بضرورة ضبط النفس، على الرغم من أن هؤلاء لم يتخذوا الإجراءات نفسها تجاه إسرائيل عندما نفذت الضربة ضد القنصلية الإيرانية في دمشق."

ويؤكد أن التحركات الأميركية للتهدئة تأتي لأن واشنطن والعواصم الغربية الأخرى يدركون جيدًا أن الرد الإيراني "جدي".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close