أبدت الولايات المتحدة قلقها من اعتقال ناشط بارز مؤيد للديمقراطية في ميانمار، من قبل المجموعة العسكرية التي تقود انقلابًا في البلاد منذ تسعة أشهر.
وخلال اجتماع افتراضي مع اثنين من ممثلي حكومة الوحدة الوطنية في المنفى، دووا لاشي لا، وزين مار أونغ، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس الإثنين، دعم الولايات المتحدة للحركة المؤيدة للديمقراطية في ميانمار، و"أعرب عن قلقه إزاء اعتقال الناشط كو جيمي".
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن، الولايات المتحدة ستواصل المطالبة بالإفراج عن "جيمي"، وكذلك الإفراج عن جميع المعتقلين "ظلمًا".
واعتُقل كياو مين يو البالغ من العمر 52 عامًا المعروف باسم كو جيمي، مساء السبت الماضي، عندما دهم جنود مجمعًا سكنيًا في بلدة نورث داغون التابعة لرانغون.
حركة "جيل 88"
وقالت زوجته نيلار ثين لوكالة فرانس برس: "كان يقيم في منزل آمن مع ناشطين آخرين فرا من الباب الخلفي"، مضيفة أن الشرطة لم تبلغها بمكان وجوده.
والزوجان ينتميان إلى ما يعرف بحركة "جيل 88" التي تحدت الحكومة العسكرية السابقة. ولعبا أيضًا دورًا رئيسيًا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2007، والتي أطلق عليها "ثورة الزعفران" نظرًا لمشاركة رهبان بردائهم البرتقالي فيها.
ومنذ أن قاد الجنرال مين أونغ هلاينغ، انقلابًا عسكريًا في بلاده في الأول من فبراير/ شباط الماضي، وأطاح بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، تشهد البلاد اضطرابات؛ ما أدى إلى تظاهرات على مستوى البلاد قتل خلالها أكثر من 1100 شخص على أيدي قوات الأمن.
والجمعة الماضية، أعاد المجلس العسكري اعتقال أكثر من 100 معارض للانقلاب كان قد أفرج عنهم، وفقًا لما ذكرته منظمة غير حكومية.
وكان أكثر من 1000 مدني سقطوا قتلى في حملة أمنية بعد الانقلاب في ميانمار، وألقت السلطات القبض على آلاف آخرين، في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن كثيرين منهم تعرضوا للتعذيب والضرب.
مبعوثة أممية جديدة لميانمار
وفي سياق ذي صلة، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الاثنين أنّه عيّن السنغافوريّة نولين هيزر البالغة من العمر 73 عامًا، مبعوثة جديدة لميانمار، حيث ستخلف في هذا المنصب السويسريّة كريستين شرانر بورغنر.
وسبق لهذه العالمة الاجتماعيّة أن شغلت مناصب مسؤوليّة في الأمم المتّحدة، ولا سيّما بين عامي 2007 و2014 على رأس لجنة اقتصاديّة واجتماعيّة لآسيا والمحيط الهادئ، وبين عامي 2013 و2015 عندما عملت مستشارةً خاصّة لشؤون تيمور الشرقيّة.
وفي إطار مهمّاتها في اللجنة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، عملت هيزر في شكل وثيق مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وكذلك مع السلطات البورميّة بشأن التنمية والحدّ من الفقر، حسب ما جاء في بيان الأمين العام للأمم المتّحدة.
ولم تتمكّن بورغنر التي تترك منصبها في الأمم المتّحدة بعد ثلاث سنوات ونصف سنة للمشاركة في الحكومة السويسريّة، ولا حتّى نائب وزير خارجيّة بروناي إريوان يوسف الذي تمّ تعيينه مبعوثا لآسيان في آب/ أغسطس، من التوجّه إلى بورما حيث أرادا خصوصًا لقاء الزعيمة المدنيّة السابقة أونغ سان سو تشي.